الجزء الثاني الفصل الثامن

567 48 26
                                    

"صلّى عليكَ اللّه في ملكوتهِ
ما لاحَ في الأرجاءِ صوتُ أذانِ"💙!

•ﷺ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}💙

**************************************
#غيبوبة.
#ليصبح_كل_ما_تعيشه_غيبوبة_في_الحياة.
#زينب_إسماعيل.
#الجزء_الثاني.
#الفصل_الثامن.

"البعض يستحق أن يموت بآثامه، والبعض يستحق أن يحيا بها!"
                                                                   مروة جمال.

شعر عز أن قلبه سيتوقف إن بقي على هذا الحال، لقد تأخر زين وهذا ليس مطمئنًا!
نظر إلى ساعته للمرة الأخيرة قبل أن يقف قائلًا للجميع:
_أنا هروح أشوف زين.
قطبت شيرويت ما بين حاجبيها متعجبة من تصرفات أبيها منذ علم بحب زين لروان، وكذا نور، كما ظل كل من ياسين وجميلة يبحثان عن سبب مقنع لتوتر الكبار الواضح كما الشمس!
وقبل أن يتحرك عز خطوة واحدة ظهر زين أمامه، فأمسك به متسائلًا:
_أنت كنت فين؟ واتأخرت كده ليه؟ وعرفت منين إن منار فيها حاجة علشان تروح تجيبها على هنا؟ أنت برضه ماشي باللي في دماغك؟ بتقابل البنت دي من ورايا مش كده؟ أنت..
وقبل أن يسترسل في الحديث أكثر فوجئ بزين يرفع شهادة ميلاد روان لتصبح نصب عينيه!
ازدرد عز ريقه قبل أن يغير اتجاه نظرته لزين الذي بدت عيناه حمراوتين بلون الدماء ولم يرف له جفن!
كانت نظرات زين كسهام مصوبة نحوه، وكان هو عاجزًا بالكُلية عن صدها أو الاحتماء بأي درع منها!
_كنت عايزني أبعد عنها عشان مينفعش أتجوزها وهي أختي، ولا عشان معرفش إن أمي لسة عايشة؟
وقف الجميع ما إن سمعوا حديث زين؛ الصدمة للكبار واحدة، وللشباب - وبالأخص جميلة - ثلاثة!
صرخ زين دون اكتراث لأحدهم:
_ما ترد عليا!
فرت دمعة من عين عز الواقف أمامه وهو يحاول استيعاب أن الذي يحدثه هو نفسه زين، كم تغيرت نبرته الطفولية التي سمعها للمرة الأخيرة منذ كان بالعاشرة من عمره لتصبح رجولية جهورية بعد ثمانية عشر عامًا افتقدها وتمنى سماعها بشدة، والآن.. إن زين يتكلم!
_زين أنت بتتكلم!
قالها عز وقد فاضت بالدمع عيناه، ليتابع زين بنبرة هادئة متألمة وقد غلبته دموعه هو الآخر:
_ليه تعمل فيا كده؟ ليه تعمل فيها هي كده؟ طب أنا كان معايا شيرويت ونور، هي كان معاها مين؟ ليه تعمل فينا اللي اتعمل فيك وتحرمنا من اللي لينا رغم إنك عانيت زمان لما اتحرمت من شيرويت ودقت طعم الوجع اللي أنا حاسس بيه دلوقتي؟
ثم صرخ وقد فاض الكيل به:
_ليه كل ١٠ ولا ١٨ سنة أكتشف إن عندي أخت منعرفش عن بعض حاجة؟
حاول عز أن يتحدث كي يهدئه ولكنه كان يدرك مدى ألمه، ومع ذلك قال:
_سالي هي اللي كانت باعداها، أنا معرفتش بوجود بنتها غير متأخر، وده كان السبب اللي اتطلقنا عشانه، ومكنتش أعرف البنت اتربت على إيه وهي عايشة في ملجأ، خفت عليك أنت وكريم تختلطوا بيها، ومع ذلك تكفلت بكل شيء يخصها علشان مبقاش ظلمتها.
ابتسم زين مرددًا بسخرية:
_عرفت متأخر! من ١٨ سنة يعني مش كده؟ ورميتها للدادة بتاعتها تربيها بينها وبين أخوها كام شارع وهي متعرفش عشان متبقاش ظلمتها صح؟
_زين أنا عارف إن..
_عارف إيه؟
قاطعه زين بسؤاله هذا وتلاه بعدة غيره:
_طب بلاش الـ ١٨ سنة، لما قولتلك إني عايز أتجوزها وحسيت إني بحبها مقولتليش ليه؟ ليه سبتني أتمادى ومشاعري تكبر؟ رد عليا قولي ليه!
كان يتحدث وهو يلهث من فرط الانفعال حتى صرخ:
_هعرف أحجِّم شعوري ناحيتها دلوقتي إزاي؟ لما أتكلم معاها أو أحضنها هعرف أقنع نفسي إنها أختي مش حبيبتي بأنهي طريقة؟ رد عليا أرجوك.. متسيبنيش كده!
قال جملتيه الأخيرتين وهو ينهار من البكاء ليسقط أرضًا أسفل قدمَي والده وهو يتشبث بيديه، لينحني عز وهو يأبى إفلات كفيه قبل أن يحتضنه وقد انهارت كل دفاعاته وتفجرت دموعه هو الآخر، عاجزًا عن قول أي شيء سوى:
_أنا آسف! أنا آسف!
والأخرى قالها حين لمح روان تقف على باب الغرفة التي كانت نائمة بداخلها، ويبدو أنها تقف منذ البداية!
كان الجميع بحالة يرثى لها، وكلهم رغمًا عنهم يبكون وإن لم يمسهم الأمر، أما جميلة فقد شعرت وكأن قلبها يتفتت؛ تمامًا كما زين وروان.. وعز!

غيبوبة "ليصبح كل ما تعيشه غيبوبة في الحياة" {مكتملة}💙! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن