الجزء الثاني الفصل التاسع

623 49 22
                                    

"يَا خيرَ رُسل اللّٰهِ قدرُك قد سمَا
فاشفع لمَن صلّى عليكَ وسلّما"💙!

•ﷺ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}💙

**************************************
#غيبوبة.
#ليصبح_كل_ما_تعيشه_غيبوبة_في_الحياة.
#زينب_إسماعيل.
#الجزء_الثاني.
#الفصل_التاسع.

"علمك بالحقيقة ليس بالإنجاز؛ فالإنجاز الحقيقي هو ثباتك بعد أن تعلم!"
                                                    شهد طارق عبدالفتاح.

وقفت سالي أمام ثلاثتهم متسعة الأعين، ظلت تنقل عينيها بين زين وروان تحاول استيعاب الأمر، قبل أن تهزمها الدموع وتغادر مقلتيها عنوة، في الوقت الذي تحدث فيه زين:
_ياه، بتعيطي!
اقتربت سالي لتلمسه تتأكد من كونه حيًا وهي تردد ببكاء:
_زين.. أنت عايش!
ثم اقتربت من روان تحتضنها وهي تقول:
_وحشتيني أوي يا روان.
لم يُبدِ زين ردة فعل سوى النفور من لمستها، بينما أغلقت روان عينيها لتتجاوز الأمر حتى انتهت من ضمها!
أمسكت سالي بكف كل منهما في يد لها وهي تقول ودموعها تتسابق:
_أنا روحي ردت فيا النهاردة، أنتو وحشتوني أوي!
_ده بجد؟
تساءلت روان بسخرية، فنظرت لها سالي باستغراب، قبل أن تنفض روان كفها قائلة:
_ما أنتي طول عمرك رامياني؛ الأول في الملجأ وبعدين للدادة بتاعتي، إيه اللي خلاكي تكتشفي إنك مفتقداني فجأة؟
تساءلت روان بنبرة مستهزئة، فعلقت سالي:
_أنا غلطت لما سبتك في الملجأ، بس رجعتك، ومرمتكيش لمنار، أنا كنت معاكي لحد ما اتقبض عليا ومن ساعتها مش عارفة أشوفك.
تدخل زين في الحوار متسائلًا:
_وعشان كده سبتيها للدادة بدل ما تخليها تيجي تعيش معايا؟
بررت سالي الأمر بقولها:
_أبوك منعني أظهرها في حياتك أنت وأخوك، ولما اتسجنت مكنتش أعرف إنك عايش، اترجيت أبوك يخليها معاه ويخليني أشوفها لكنه قالي مطلبش منه حاجة تاني.
نظرة عاتبة جديدة غادرت عيني زين لتستقر كسهم في قلب عز الذي لم يعلق، بينما تابعت سالي:
_أنا منكرش غلطي بإني سبتك في الملجأ علشان أتجوز، بس أنا كنت لسة عيلة صغيرة ومش واعية للي بعمله.
ضحكت روان هاتفة بسخرية:
_متجوزة مرتين وأم وكنتي لسة عيلة مش واعية!
_صدقيني يا روان أنا..
قاطعتها روان قائلة:
_أنتي عارفة إن أنا وزين اتقابلنا قدرًا وحبينا بعض وكنا هنتجوز!
لطمت سالي وجهها هاتفة بصدمة:
_يا خبر أسود ومنيل!
اقتربت روان خطوة أخيرة قبل أن تهمس لها:
_أنتي دمرتيتي، ومازالت آثار أذيتك ليا بتطولني لحد دلوقتي، أنا عمري ما هسامحك!
أنهت جملتها الأخيرة وهي تمسح دمعة خرجت من عينها رغما عنها، ثم ولتها ظهرها تنوي الرحيل قبل أن يمسك زين بكفها يستوقفها، نظرت له بعينين مليئتين بالألم فوجدته ينحي نظره عنها موجهًا إياه لسالي ليقول لها:
_أعتقد أكبر عقاب ليكي إنك تكتشفي إن ابنك اللي فاكراه مات من ١٨ سنة لسة عايش، بس تتفاجئي إنه مش طايقك ولا قادر يتقبل إنك أمه!
انهمرت دموع سالي وهي تسمع لكليهما قبل أن يتابع زين:
_وبالمناسبة.. أنا كمان عمري ما هسامحك.
أنهي حديثه وهو يشد من أزر روان مقربًا إياها نحوه ليحيط كتفها بذراعه قبل أن يتجه بها للخارج، وهنا حاولت سالي إيقافهما بصراخها:
_لأ يا زين، لأ يا روان، أنا آسفة.. أنا آسفة!
ظلت ترددها بين شهقاتها حتى خرجا وتركاها، وقبل أن يغادر عز أمسكت بثيابه ترجوه:
_ولادي يا عز، أرجوك!
تنهد عز بحزن قبل أن يجذب ثيابه منها لتسقط أرضًا وهي تتابع البكاء بانهيار؛ فلم يعُد شيء يجدي نفعًا!

غيبوبة "ليصبح كل ما تعيشه غيبوبة في الحياة" {مكتملة}💙! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن