الفصل الخامس عشر

1.3K 122 19
                                    

"صلَّى عليكَ إلهي ما انْجَلَتْ كُرَبٌ
‏وأدركَ المَرءُ بعدَ الشِّدَّةِ الفَرَجا"💙!

•ﷺ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}💙

**************************************
#غيبوبة.
#ليصبح_كل_ما_تعيشه_غيبوبة_في_الحياة.
#زينب_إسماعيل.
#الفصل_الخامس_عشر.

"أرهقنا الواقع يا عزيزي؛ لدرجة أننا أصبحنا نراهُ حتى في أحلامنا"
                                                              فرح طارق.

نطق أحمد لاسمه كاملًا جعله يتساءل في قرارة نفسه؛ ترى ماذا أخبرته عنه!
حانت منه التفاتة إليها لم تتجاوز ثانيتين، ثم عاد بنظره لأحمد قائلًا بابتسامة مصطنعة:
_ده أنا طلعت مهم أوي عشان نور تحكيلك عني، ولا هي حاكيالك عن كل زمايلها!
ابتسم أحمد بهدوء ليجيبه:
_لأ الحقيقة بشرى أختي هي اللي حكتلي عنك، وبصراحة كان نفسي أتعرف عليك.
حافظ فارس على ابتسامته الباردة ليعاود المباركة، ثم رحل بكل هدوء تتبعه عينا ريم!
التفت أحمد إلى نور التي كانت على وشك أن تفقد أعصابها ليسألها بنظرة ذات معنى:
_أنتي شفتيه قبل الفرح صح؟ هو اللي كان مخليكي متغيرة كده، مظبوط؟
تحاشت النظر له بارتباك ملحوظ ليومئ بهدوء وقد وصلته الإجابة!

***********************
"...وأهي فترة وتعدي ولو هتفوت عليا سنين، مسيري هلاقي ناس تانيين باقيين على وعدي"
أغلق فارس مسجل الصوت الذي علا بسيارته بمجرد رؤيته لريم وإدراكه لوجودها، وليس لانتباهه لحرمة ما يفعل والذي بات يفعله بكثرة مؤخرًا، نظر لها بأعين حمراء ليسألها:
_خير يا ريم في حاجة؟
_أنت كويس؟
سألته بلهفة وبدون أي مقدمات، الأمر معقد، تتمنى لو أنه فقط أزال غشاوة حبه لنور عن عينيه؛ وهي ستعوضه!
سؤاله هذا أعاد إليه ما مر به منذ أن أحبها، كم تألم، وكم عانى، وكم خسر، فابتسم بوجع قائلًا:
_كويس آه.
اقتربت تسأله بحزن:
_أنا عارفة إن قلبك مش بإيدك بس..
_لأ بقى بإيدي!
قالها بحدة، ثم نظر لها متابعًا:
_ولو إيدي فقدت السيطرة عليه هحطه تحت رجلي بعد كده!
ثم أدار محرك سيارته قائلًا:
_بعد إذنك يا ريم عشان زمان رقية مستنياني عالعشا.
ثم تحرك تاركًا إياها خلفه، دون كلمة زائدة!

************************
وقفت بشرى بجانب أحمد الذي تذمر حين نادته عقب حفل الزفاف قائلًا:
_يعني حبك الموضوع دلوقتي يا بشرى!
ضحكت بخفوت قائلة:
_معلش همّا دقيقتين.
واتجه معها نحو مكان هادئ بالمنزل ليتساءل بقلق:
_فيه إيه يا بشرى؟
تنهدت بشرى بحزن وهي تقول:
_مفيش يا حبيبي، حبيت بس أأكد عليك إن نور مش بخير، نور بتمثل إنها كويسة، فعايزاك تكون جاهز في أي وقت لأي حاجة تصدر منها.
أومئ بهدوء ظاهري وهو يتمتم:
_متقلقيش يا حبيبتي، أنا هكون جنبها!

*************************
ضحكات عالية مصدرها نور وأحمد الذي كان يحملها من الأسفل حتى وضعها على السرير برفق لتجلس بابتسامة خجولة، اقترب أحمد مقبلًا جبينها قبل أن يتمتم:
_مبارك عليا يا نور عينيا.
_مش هتندم إنك خدت إنسانة مستهلكة نفسيا وجسديا؟
مسح الدمعة التي فرت من عينها لتبقى لمعتها فقط، ثم احتضن وجهها بين كفيه قائلًا بحُنُو بالغ:
_أنا بحبك ده أول هام، ومش عايز أشوف دموعك دي تاني وده تاني هام، تالت هام بقى يا ستي؛ أنا متعودتش أندم على حاجة اخترتها بكامل إرادتي، لأنها أكيد كانت سبب في ابتسامة لطيفة زارتني ولو للحظة، ما بالك بقى بحد اخترته بإرادتي وقلبي وروحي، وكان سبب في رجوع ضحكتي وخروجها من قلبي بعد سنين كان أقصى شيء بعمله هو إني أبتسم بمجاملة!
ازدادت دموعها لتخفض وجهها وهي تقول:
_ياريتني قابلتك من زمان.
مسح دموعها كما اعتاد بكل هدوء ليرفع رأسها متابعًا بابتسامة:
_انسي كل حاجة حصلت قبل كده، حياتنا احنا الاتنين بتبدأ من النهاردة، اتفقنا؟
أغمضت عينيها ليمسك بيديها معيدًا:
_اتفقنا؟
تمسكت بيديه كأنهما طوق النجاة لها لتبتسم بأمل:
_اتفقنا.
قبل جبينها وهو يقول:
_قومي بقى اغسلي وشك ويلا عشان نتعشى.

غيبوبة "ليصبح كل ما تعيشه غيبوبة في الحياة" {مكتملة}💙! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن