الجزء الثاني الفصل السابع

578 41 6
                                    

"صلّى عليهِ إلهي كلَّ آونةٍ
‏إن الصّلاة لجزءٌ من محبّتهِ"💙!

•ﷺ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}💙

**************************************
#غيبوبة.
#ليصبح_كل_ما_تعيشه_غيبوبة_في_الحياة.
#زينب_إسماعيل.
#الجزء_الثاني.
#الفصل_السابع.

"القلوب مصنوعة من نسيج واهن؛ لا تصمد أمام الأهوال!"
                                                              سمر حمدان.

انتبهت روان إلى رنين المنبه الذي أشار إلى العاشرة، فأوقفته قبل أن تتجه إلى غرفة منار كي تعطيها الدواء.
ضغطت روان على زر الإضاءة الخافت بالغرفة، ثم تحركت بضع خطوات نحو منار وهي تمسك بالدواء وكوب الماء بيسراها، وباليمنى بدأت تربت على جسد منار برفق حتى لا تفزع وهي تناديها:
_ماما، ماما قومي يا حبيبتي معاد الدوا، خديه وكملي نوم.
لم تُبدِ منار أي استجابة لنداء روان، فزادت الأخيرة من ربتاتها لتهزها بهدوء كي تستفيق، ومع تكرار ندائها لها بدأت هزاتها تزداد عنفًا دون أن تدري قبل أن ترى وجه منار التي قلبتها الضربات على ظهرها وقد شحب تمامًا وكأن الحياة رحلت عنه!
_ماما!
همست بها روان وقد سقط الكوب من يدها ليتحطم بجوار الدواء الذي وقع منها لحظة إصابتها بالصدمة، لتبدأ في تحريك منار بعنف أشد وهي تصرخ بها كي تفيق، ظلت هكذا للحظات لا تدرك كم بلغت من الوقت قبل أن تندفع إلى خارج المنزل تحاول الوصول لأي شخص يساعدها، ومن حسن حظها أنها منذ أتت من الخارج لم تتوقف عن التفكير، حتى أنها نست خلع حجابها وتبديل ثيابها!
وبالخارج؛ وقف زين أمام منزلها دون أن يدري أي سبب قد قاده إلى هنا، بدأ ينهر نفسه التي انجرفت خلف مشاعره رغمًا عنه، وقبل أن يجبرها على المغادرة، فوجئ بروان تعدو وقد بدت له غير طبيعية إطلاقًا وهي تلتفت يمينًا ويسارًا وكأنها تبحث عن شيء ما ، فاندفع لاإراديا نحوها ليجدها تمسك به وكأنه طوق نجاتها دون التفكير في حِل الأمر أو حرمته:
_ماما! ماما مش بترد عليا، أرجوك ساعدني!

***********************
وقف زين على بُعد قريب من روان التي زرعت الممر ذهابًا وإيابًا حتى كاد الدوار أن يقضي عليها قبل أن يظهر مالك الذي خرج لتوه من غرفة الطوارئ بعد دقائق من صدمته باقتحام زين لمكتبه كي يأتي معه دون أن يفهم السبب، ليفاجئ بعدها بالسيدة منار راقدة بلا حراك!
توقفت روان عن الحركة وقد شعرت بأن قلبها أيضًا على وشك أن يتوقف من شدة التوتر، ومع أنها ليست الحالة الأولى التي يضطر لإخبار أهلها بوفاتها، إلا أن مالك أشفق على روان من الخبر، خصوصًا بعد أن تذكر إخبار شيرويت له بأن السيدة منار هي كل أهل روان، وروان هي كل ما لها!
نظر إلى زين يستجديه أن يساعده، لكن زين كان أسوأ منه حالًا؛ فقلبه على وشك أن يغادر قفصه الصدري من فرط قلقه على روان، والتي اقتربت عدة خطوات منكسرة نحو مالك لتسأله بخوف:
_ماما كويسة يا دكتور مش كده؟
أغمض مالك عينيه بأسى قبل أن يتنهد مجيبًا إياها بحزن:
_ادعيلها بالرحمة يا آنسة روان.
دفعته روان لتمر عنوة إلى الغرفة التي رقدت بها والدتها فاندفع خلفها هو وزين ليجداها تمنع الممرضة من تغطية وجه أمها، ثم احتضنتها وهي تصرخ:
_لأ يا ماما متسيبينيش، أنا مليش غيرك!
تعاونت ثلاثة من الممرضات لإبعادها عن السيدة منار حتى نجحن بصعوبة في ذلك لتقع منهن روان وهن يعُدن بها إلى الخلف كي يخرجنها من الغرفة وهي لا تزال تصرخ:
_عشان خاطري قومي!
ومع سقوطها هوى قلب زين!
رآها زين مكبلة بأيدي الممرضات، والطبيب مالك يغرس إبرة في ذراعها لتسكن حركتها التي كانت مفرطة قبل قليل، فعاد إلى الخلف ليلتصق بالحائط شاعرًا بالخوف محاولًا السيطرة على دموعه التي لم يعُد يرى روان من كثرتها وقد عادت إليه أسوأ ذكرياته؛ يوم كان توأمه يصارع الألم أمامه بنفس الشكل قبل أن يسكن هو الآخر!
من أبشع الأشياء التي يعيشها المرء أن تعود به المواقف لماضٍ أليم لم يكُن قد تعافى منه بعد، ليحيا ألمه من جديد!
انتفض زين على يد مالك التي ربتت على كتفه ليتعجب مالك من ردة فعله قبل أن يسأله:
_مالَك يا زين في إيه؟ أنت كويس؟
أومئ زين بالإيجاب رغم الهلع الذي بدا على مُحيَّاه، وتعجب مالك من تأثره المبالغ فيه بما حدث، خصوصًا أنه لم يكُن يعلم شيئًا عن ماضيه!
وبعد أن أكد له زين أنه بخير، تجاهل مالك الأمر قائلًا:
_عايزك دلوقتي تروح بيت دادة منار وتجيب صورة بطاقة ليها عشان تصريح الدفن، لأن بنتها في حالة سيئة مش عارفين هتفوق منها امتى، وأنت عارف؛ إكرام الميت دفنه!

غيبوبة "ليصبح كل ما تعيشه غيبوبة في الحياة" {مكتملة}💙! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن