الفصل الثاني

2.8K 258 284
                                    

"‏صلى عليك الله والروح التِي
صَارَت بِنُورِ هُدَاكَ يومًا مبصرة"💙!

•ﷺ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}💙

**************************************
#غيبوبة.
#ليصبح_كل_ما_تعيشه_غيبوبة_في_الحياة.
#زينب_إسماعيل.
#الفصل_الثاني.

"كل ما حولك يجبرك على الانهيار، لا مزيد من الصمود الآن!"
                                                                   مريم السيد.

شهرٌ بلياليه الثلاثون، ولم يغادر عز غرفته بشقة السكن الموجودة بالقرب من الكلية، يشعر بغضب عارم يكتسح كيانه كلما تذكر ما حدث، لا سيما أنه يرى في نظرات فارس بعض الشماتة، يتساءل في نفسه هل علم! ولِمَ لا ومن المؤكد أن الصفعة التي هوت على وجهه سَمع الجميع صداها حتى أصبح حديث الجامعة!
وقف في نافذة غرفته وهو يعيد التفكير ملِيًّا فيما هداه إليه شيطانه وأعد له سلفًا، لمح من على بُعد نور وهي تسير إلى جوار ريم، فابتسم بمكر وهو يرى المدخل المناسب لتنفيذ خطته!
مد يده إلى جيب بنطاله ثم رفع هاتفه ليجري اتصالًا، فأتاه صوت الجرس، في الوقت الذي شعرت فيه ريم باهتزاز هاتفها، وحينما رأت المتصل نظرت بتعجب لنور التي سألتها:
_إيه مالك في إيه!
نظرت ريم للهاتف مرة أخرى وهي تجيب بتعجب:
_عز بيرن عليا!
تأففت نور قائلة:
_أنا مش عارفة إيه الفكرة عندك إن رقم تليفونك يبقى متاح للكل عادي كده، اتنيلي ردي شوفيه عاوز إيه.
أجابت ريم على الهاتف وهي تفتح مكبر الصوت ليأتيها صوته المذعور:
_ريم.. ريم الحقي فارس، هو محتاجك!
تجمدت أوصال ريم، ثم هتفت به بتوجس:
_ف.. فارس ماله؟ فارس ماله يا عز انطق!
خرجت منها الجملة الأخيرة بنبرة صارخة جعلت عز يتابع ببكاء مصطنع:
_معرفش يا ريم معرفش، احنا كنا قاعدين في السكن عادي، وفجأة لقيت نفسه بيروح ومش على لسانه غير اسمك!
هرعت ريم إلى السكن الخاص بعز وفارس، دون أن تعبأ لنداءات نور بأن تأتيا بطبيب أولًا، لم ترد نور تركها وحدها مع الشباب فتبعتها إلى حيث ذهبت.
دقت ريم الباب بهيستريا، وما إن فتح عز حتى انطلقت للداخل وهي تصرخ باسم فارس، حاولت نور أن تهدئها دون جدوى حتى عادت لعز تسأله بقلق:
_فين فارس يا عز؟
ابتسم عز بهدوء شديد قائلًا:
_فارس في كاڤيتريا الكلية بيقابل واحد صاحبه.
تجلت علامات الاستغراب على وجه الفتاتين، لتقول نور بتعجب:
_امال الكلام اللي قلته لريم في التليفون..
قاطعها عز مبتسمًا بانتصار:
_كان طُعم عشان تيجيلي هنا وأنا واثق إنك مش هتسيبيها تيجي لوحدها!
نظرت الفتاتان لبعضهما البعض، تحاولان تكهُّن ما يريد،ثم علا صوت ريم الغاضب:
_إيه الأسلوب المتخلف ده، يلا يا نور من هنا، إنسان مريض!
ثم سحبت نور من يدها، وما إن خطت خطوة واحدة حتى وقفتا بسبب عز الذي سد عليهما الطريق قائلًا:
_نسيت أقولكم إن دخول الحمام مش زي خروجه!
قطبت نور ما بين حاجبيها، بينما صرخت به ريم:
_أنت هتوسع ولا..
قاطع صراخها بكلماته:
_ اهدي بس! أنا هوسعلك.. بس لوحدك!
وقبل أن تفهم مغزى كلماته كان قد ألقى بها خارج المنزل متغلبًا عليها بقوته الجسمانية، تجمدت نور محلها من الصدمة، وحينما أدركت ما يحدث تجاوزته فورًا، إلا أن قبضته الشديدة على يدها منعتها من الحركة!
تزامنت صرخات ريم وهي تطرق بكل قوتها على باب المنزل مع شهقة نور حين أجابها عن سؤالها عما يريد بكل وضوح:
_عايزك!
ظلت تعافر بكل قوتها حتى فقدت قدرتها على المقاومة، وساهم عدم تناولها الإفطار أيضًا في شعورها بالوهن لتسقط فاقدة الوعي!
أسرعت ريم تعدو لتجد منقذًا حينما سمعت صوت نور يختفي، بحثت حولها عن أحد لكن العمارة السكنية بأكملها فارغة؛ الطلاب في كلياتهم، والكبار في أشغالهم، ولم تفكر أكثر قبل أن تنطلق من فورها إلى فارس!
بضع دقائق مرت قبل أن تصل إليه وصوت تنفسها يعلو حتى بدت وكأنها تحتضر، صعق فارس لرؤيتها هكذا، فحاول تهدئتها لكنها كانت مصرة على الحديث، فقالت بصوت متهدج:
_ف.. فا.. فارس الحق.. الحق نور!
انتفض فارس إثر جملتها ليتساءل:
_مالها نور؟ في إيه يا ريم اتكلمي!
ألقت ريم بما حدث دفعة واحدة، وما كادت تنتهي من حديثها حتى هرع يعدو بسرعة أكبر مما جاءت بها، فتبعته إلى حيث نور!

غيبوبة "ليصبح كل ما تعيشه غيبوبة في الحياة" {مكتملة}💙! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن