الفصل الثاني والعشرون

1K 82 18
                                    

"صلِّ يارب عليه واسقنا من راحتيه
ذابت الروح وتاقت وبكت شوقًا إليه"💙!

•ﷺ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}💙

**************************************
#غيبوبة.
#ليصبح_كل_ما_تعيشه_غيبوبة_في_الحياة.
#زينب_إسماعيل.
#الفصل_الثاني_والعشرون.

"‏ربما لم يؤذينا التعثُر بقدر ما أذتنا مُحاولاتنا المُتعجلة للنهوض!"
                                                                    لقائلها.

توقف الزمن عند سماع صوتها وقد اختارت وقتًا غير مناسب بالمرة!
استاء أحمد من ظهورها قبيل تنازل عز، ليضيع كل ما فعله بمجرد معرفتها بمقابلاته بطليقها، وهو يعلم تمام العلم أنها لن تمانع أن يصبح سعيه هباءً منثورًا!
وقف عز كما أحمد دون تعليق، بينما قال أحمد مبررًا:
_نور أنتي فاهمة غلط.
اقتربت خطوة نحوه وهي تتحدث بهدوء ما قبل العاصفة:
_فهمني أنت الصح!
ازدرد أحمد ريقه وهو يحاول جاهدًا البحث عما يقنع نور، رغم يقينه أنها لن تقتنع!
_نور الموضوع إن..
_الموضوع إن أنت أول مرة في حياتك تخدعني يا أحمد!
قالتها بانهزامية وصدمة مماثلة لصدمته بتفكيرها فيه، وهو الذي أراد أن يضمن لها بقاء ابنتها بجانبها دومًا!
أن تحاول من أجل أغلى الناس على قلبك دون اكتراث لما قد يصيبك أنت، وفي النهاية لا تُقَدّر!
وفي تلك الأثناء كانت شيرويت قد لمحت مجيء والدتها التي أمسكت بيدها تحثها على المغادرة، مستقلة سيارتها نحو المنزل.
جلس أحمد محله متنهدًا بحزن شديد وهو يضع كلتي يديه فوق عينيه المغلقتين حتى شعر بعز يربت على كتفه، فتح عينيه ناظرًا له لثوان ثم مد يده ليلتقط مفاتيحه وهاتفه قائلًا وهو يهم بالمغادرة:
_متحاولش تتصل على شيرويت لحد ما أتصرف وأكلمك ماشي؟
أومئ عز بهدوء، وهو يعلم أن نور لن تمررها، وهذا ما كان ينتظره!

***********************
وصلت نور للمنزل آمرة شيرويت بالصعود لغرفتها حتى لا تنال من الأذى مالا يحمد عقباه، وكما توقع أحمد؛ سحبت منها هاتفها حتى لا تستطيع التواصل مع أبيها الذي لا تقتنع به أبا!
رآها الجميع على تلك الحالة وما كدن تتحدثن حتى رأينها تلقي بهاتف الفتاة نحو الحائط ليصبح حطامًا!
كانت بشرى قد أنهت لتوها اتصالها بموسى، لتقترب متسائلة عما حدث كما عين، وحتى ريم قالت:
_إيه يا نور اللي حصل مخليكي كده؟ ده أنتي حتى مخدتيش بالك من وجودي!
أغمضت عينيها وقد علت وتيرة أنفاسها، وحقًّا قد نست في خضم ما مرت به أن اليوم هو الخميس، فاعتذرت بلباقة مصطنعة عن ذلك، لتهون ريم عليها قائلة بهدوء:
_مالك يا حبيبتي؟ إيه اللي حصل؟
وفي تلك اللحظة دلف أحمد الذي أخذ الطريق منه دقائق معدودة ليلحق بها سريعًا، وما إن رآها حتى اندفع نحوها يبرر:
_نور اسمعيني الأول.
نفضت يديه عن كفيها وكأنها لم تعُد تطيق منه حتى اللمسة، صارخة فيه:
_أنا مش عايزة أسمع منك حاجة.
وقف أحمد محله قائلًا:
_يا نور مينفعش كده!
وقد أعادتها كلماته لما رأته منذ قليل؛ من انسجام تام بينه وبين عز وكأنه أحد أصدقائه المقربين، مما جعلها تتابع صراخها بأشد:
_قول لنفسك، نسيت كل اللي عمله فيّا؟ بالبساطة دي بتتعامل معاه بوِد!
حاول تهدئتها قدر استطاعته حتى بوغت بطلبها الطلاق ليقول بحدة وقد صدمه حديثها:
_لأ ده أنتي اتجننتي رسمي!
كل هذا والفتيات قد أصبن بحالة من الذهول؛ كون الموضوع قد وصل إلى طلب الطلاق!
لم يجد أحمد بُدًّا من الإمساك بنور عنوة بيمناه، مكمما فاها بيسراه رغم محاولاتها المستميتة في دفعه عنها ليقول بغضب:
_اثبتي بقى، أنتي مينفعش معاكي غير كده.
ثم بدأ في شرح ملابسات الأمر:
_عز رفع قضية ضم حضانة.
صدمة جديدة غزت أوصالها كما الجميع، تخطاها أحمد ليتابع حديثه:
_وبما إن علاقاته مش سهلة؛ عرف يثبت إنك حرمتيه منها، مع طبعًا شغل من المحامي بتاعه، ولما سألت المحامي بتاعنا عن موقفه في القضية عرفت إنه قوي جدًا، وإنه يا إما يتنازل عن القضية، يا إما تتنازلي عن حضانة البنت، مرضيتش أعرفك حاجة عشان مشيلكيش الهم، وعشان عارف إن روحك في شيري، خدت البنت ورحتله وهو كان هيموت عليها، وكنت صح لأن ده هدّاه شوية، كل الحكاية إنه كان عايز يشوف بنته ويعرفها على إخواتها، هو مش عايز يأذيكي، هو عايز يشوف بنته وبس، ولما أقنعته إن ده هيستمر بدون قضايا ومحاكم قرر يتنازل، وكنا هنروح النهاردة نعمل ده وكان هيتنازل عن القضية اللي الحكم قرب يصدر فيها، لولا ظهورك وتصرفك اللي دمر كل حاجة، يارب نكون فهمنا!
أنهى حديثه بحدة ليبتعد عنها تاركًا لها المجال لكي تتحدث، مسحت دمعات تمردت على عينيها لتخرج شاقة طريقها عبر وجنتيها، ثم قالت:
_برضه كان المفروض تعرفني.
أجاب بغيظ أشعلته تصرفاتها فيه:
_مكنتيش هتوافقي، عارفة ليه؟ لأنك بتبصي للوضع الراهن، تحت رجلك وبس، ومعندكيش أدنى تصور للي ممكن يحصل بعد كده.
وضعت يديها على أذنيها وقد فاض بها الكيل من السماع عن عز صارخة:
_خلاص كفاية، هو كده كده مش هيشوفها تاني.
_يبقى مش هيتنازل عن القضية!
قالها بصدمة، ثم حاول أن يتحدث بهدوء ليقنعها:
_يا نور افهمي؛ القانون في صفه، ولو خدها هتبقي أنتي اللي بتشوفيها زيارات.
نفت بعدم تقبل للوضع:
_محدش يقدر ياخد بنتي مني، وخلاص بقى كفاية.
_لأ مش خلاص ومش كفاية، أنتي إزاي قدرتي تطلبي الطلاق بالسهولة دي؟ أنتي فاهمة إني ممكن أعمل حاجة تأذيكي؟ ولا فاكرة إن ظهوره كأب حقيقي لشيرويت اللي بعتبرها بنتي شيء سهل عليا؟ جالك قلب تطلبي الطلاق بعد عشر سنين عِشرة وكأنه شيء هين كده عادي!
وضعت يدها على رأسها وقد نال منها الإرهاق مبلغًا:
_كفاية يا أحمد أرجوك.
_لأ مش كفاية، فوقي يا نور، فوقي قبل ما تندمي على كل حاجة!
ألقى بحديثه هذا ثم اتجه للخارج مجددًا يحاول جاهدًا أن يتجاوز كل ما حدث بمداعبة بعض النسمات الباردة لوجهه، بينما في الداخل؛ ربتت ريم على كتفها قائلة بعتاب:
_أنتي غلطانة يا نور.
أيدها البقية لتتحدث نور من بين دموعها:
_هتقعدوا تقطموا فيا هسيبكم وأقوم، أنا مش ناقصة.
هونت بشرى عليها مذكرة إياها بحب أحمد لها، وكونه لا يستطيع الابتعاد عنها أبدًا، لترسخ بداخلها أن أمر عودته مفروغ منه!

غيبوبة "ليصبح كل ما تعيشه غيبوبة في الحياة" {مكتملة}💙! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن