الفصل الرابع عشر

1.4K 130 34
                                    

"صلى عليكَ إلهي كُلّما شَرَقت
شمسٌ لتعلن بعد اللّيل إصباحًا"💙!

•ﷺ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}💙

**************************************
#غيبوبة.
#ليصبح_كل_ما_تعيشه_غيبوبة_في_الحياة.
#زينب_إسماعيل.
#الفصل_الرابع_عشر.

"لا ألتفت خلفي أبدًا؛ فما تجاوزته بقناعة؛ لا يربكني ضجيجه!"
                                                     بسمة ناجي.

احتد الموقف لأن ظهور بشرى لم يكن مرتبًّا له في الوقت الحالي، شعر بحبيبات العرق تغزو وجهه من كل حدب وصوب وهو يجهل كيف يخبرها بسبب وجوده، بينما كانت نور بقوقعة البكاء خاصتها؛ لا تنفك عيناها عن ذرف الدموع!
اقتربت بشرى بنظرات حادة لتعيد سؤالها:
_مردتش عليا؛ بتعمل إيه هنا يا دكتور فارس؟
ازدرد ريقه بصعوبة وهو يجاهد في البحث عن أي سبب ولو غير مقنع، عدا السبب الرئيسي!
_أ..أنا..أنا كنت..
صوته القلق هذا، وضعفه ذاك جعلاها تتابع بنبرتها الحادة:
_كنت إيه؟ إيه اللي يطلعك لواحدة أوضة نومها يوم فرحها؟ أنت متخيل لو حد شافك وأنت طالع هيقول إيه؟ كنت فكر في سمعتها عالأقل!
مسح جبينه بمنديل أخرجه للتو من جيب سترته، ليقول بإحراج:
_أنا آسف يا دكتورة، كنت محتاج أتكلم معاها.
عقدت كلتي يدبها أمام صدرها ولازالت نبرتها الحادة تطغى على الحوار بأكمله:
_واتكلمت؟
أومئ بحرج أشد وهو يعاود اعتذاره ليغادر بإشارة منها نحو الباب الذي دخل منه.
تابعته ريم بأعين حزينة، قبل أن تدخل لتباغتها بشرى بحديثها الصارم:
_أنتي بتستهبلي ولا بتستعبطي ولا إيه بالظبط؟ إيه اللي خلاكي تطلعيه هنا؟ أنتي مبتفكريش خالص!
أعادت ريم إحدى خصلاتها الشاردة خلف أذنها لترد بارتباك:
_والله قلتله بلاش وهو هددني هيبوظ الفرح فخفت!
صرّت بشرى على أسنانها بغيظ قائلة:
_ومتنيلتيش جيتي قولتيلي ليه!
أجابت ريم بنفس النبرة المرتبكة:
_مدّانيش فرصة!
أخرجت بشرى زفيرًا غاضبًا ثم اقتربت من نور التي لازالت تبكي قائلة:
_بصيلي يا نور.
أغلقت نور عينيها بألم لتفر دمعاتها مما جعل بشرى تمسك بوجهها وهي تتابع:
_قلت بصيلي.
ثم تنهدت محاولة أن تهدئ من روعها وهي ترى عينيها الحمراوتين:
_نور أنتي مغلطتيش في حق فارس، أنتي محبتيهوش ومش نصيبه، الحب مش بالعافية، والنصيب مقدر ومكتوب، متشيليش نفسك فوق طاقتها.
اقتربت ريم تسألها بأعين دامعة:
_الحاجة اللي منعتك تفكري فيه كحبيب أو زوج بعد ما اتأكدتي من حبه ليكي هي أنا صح؟
طابت كل أوجاعها أمام دموع صديقتها ليهون كل شيء إلا ألمها وهي تشعر أنها سببًا في حزنها ولو لم تقصد، فاقتربت نور لتمسك بكفي ريم قائلة:
_ريم أنا محبتهوش، أنا حبيت أحمد، وغصب عني مش قادرة أخفف جرحك، متزعليش مني.
مسحت ريم دموعها لتبتسم بمرح قائلة:
_ده في حالة واحدة.
تساءلت نور بلهفة:
_إيه هي؟
ضحكت ريم لتتابع بنفس المرح:
_تبطلي عياط وتضحكي، حرام عليكي الغلبان اللي تحت ده.
كانت بشرى على يقين أن ريم ليست بخير، وأن ما تفعله هو محاولة للتهوين على نور حتى يمر اليوم، فجارتها في الحديث قائلة بحزن مصطنع:
_عيني عليك يا أخويا يا حبيبي.
وهنا عادت الضحكات تملأ الغرفة بعد أن هدأت نور قليلًا، وهي تدعو بسرها أن يمر اليوم دون حزن آخر!

غيبوبة "ليصبح كل ما تعيشه غيبوبة في الحياة" {مكتملة}💙! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن