"طُوبَى لِمَن ألِفُوا ذِكرَ النَّبِيِّ بِأَن
صَلَّوا عَليهِ ولا طُوبَى لِمَن بَخِلُوا"💙!•ﷺ.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}💙
**************************************
#غيبوبة.
#ليصبح_كل_ما_تعيشه_غيبوبة_في_الحياة.
#زينب_إسماعيل.
#الجزء_الثاني.
#الفصل_العشرون."نشعر بالنهايات السعيدة عندما تعطينا الحياة فرصةً حقيقيَّةً لنحيا، لا أن نتظاهر بأننا على قيدِ الحياةِ!"
سمر إسماعيل.
بعد مرور ست سنوات..جلست جميلة في غرفة الأطفال بالسرير المقابل لذاك الذي يغفو عليه طارق ابنها الذي أتم منذ يومين عامه الأول، تطوي الثياب وهي تذكر؛ لقد مرت بأيامٍ لطالما حلمت بأن تعيشها، ولم تكُن تتخيل أن هذا سيحدث!
عادت بذاكرتها إلى ست سنوات مضت؛ يوم عقد قرانها الذي أصرت أن يكون قبل عقد قران روان حتى لا تعقد هي وزين في اليوم نفسه، ولا تعلم أي غباءٍ كان يتلبسها عند التفكير آنذاك!
وبعد أيام، كانت مع نور في اليوم الذي ولى عقد قران روان وكريم، وقد أصرت عين أن تأتي لحضور وليمة أقامتها على شرفها هي وكريم وأهليهما؛ وبالطبع حضرت هي من أول اليوم، حيث وقفت مع نور في المطبخ تنجزان غسل الصحون في الوقت الذي كانت فيه عين تشرف على بقية أمور المنزل، وحينها باحت لصديقتها المقربة بما يعتمل داخلها:
_الواحد فرحته مش سايعاه، مين كان يصدق إن زين ياخد باله مني أصلًا بعد كل السنين اللي حبيته فيها في صمت دي!
كانت هائمة بحديثها، إلا أن نور رغم فرحتها لم تستطِع تفويت الأمر دون مداعبتها، فقالت:
_سيدي يا سيدي، عيني عالحلو لما يبهدله الحب!
ابتسمت جميلة بصفاءٍ قبل أن تختفي ابتسامتها الصافية ويحل مكانها خجل مبالغ فيه حين سمعت صوت زين يقول من خلفها:
_يعني واقعة فيا وبتحبيني بقالك سنين، وبعد ما بقيت جوزك وشك بيجيب ألوان لما أمسك إيدك، ده إيه الحِزن ده!
قالها وهو يستند إلى رخامة المطبخ، فضحكت نور على حال صديقتها التي تخلفه ظهرها، تود لو تنشق الأرض وتبتلعها، قبل أن يتحرك زين ليقف قبالتها قائلًا بدفء وهو يتناول كفيها بين راحتيه:
_كنت أعمى ومش شايف النعمة اللي مبعوتالي من السما، لحد ما ربنا أراد يزيل الغشاوة من على عيني عن طريق روان.
_روان!
رفعت رأسها له فجأة مرددة الاسم بشيء من الاستغراب قبل أن تجده يتابع:
_هي اللي لفتت انتباهي إني غافل عن أجمل بنت في الدنيا مع إنها قدام عينيا!
لمعت مقلتاها بالدموع من فرط تأثرها بنبرته وحديثه، الآن فقط أدركت أن روان أخته وليست غريمتها، كيف كانت حمقاء إلى تلك الدرجة!
_طنط بتقولكم خلصتوا المواعين؟
تساءلت روان القادمة من الخارج، قبل أن تفاجئ بالمشهد أمامها، لتضرب على صدرها وهي تشهق باصطناع هاتفة:
_يا لهوي! فعل فاضح في المطبخ!
ثم تابعت وهي ترفع سبابتها بتمثيل متقن لجملة شهيرة:
_لأ.. البيت ده طاهر وهيفضل طول عمره طاهر!
كانت نور تكتم ضحكاتها على خجل صديقتها التي نفضت كفي زين عن يديها بإحراج، قبل أن تسير على خطى روان بقولها:
_لأ ومفيش أي مراعاة للسناجل اللي هنا.
نظر زين لهما بملل وهو يردد:
_خير يا ريا وسكينة أنتي وهي؟
ثم نظر لجميلة بعتاب وهو يقول:
_بتسيبي إيدي عشان الرعاع دول؟ طب أنا هسيبك أنتي شخصيا ليهم يحدفوكي لبعض عشان تبقي تعرفي إن الله حق.
قالها وهو يدفع روان التي وقفت تسأله بحدة عمن يقصد بالرعاع قائلًا:
_اوعي يا بت من وشي!
وفور خروجه فوجئت روان بجميلة تندس بين أحضانها دون سابق إنذار، قبل أن تبتعد هاتفة بامتنان ودموع الفرحة تغزو وجهها:
_شكرًا.
قطبت روان ما بين حاجبيها مستغربة فعلها، قبل أن يفاجئن بزين المستند على الحائط الخارجي للمطبخ وهو يطل برأسه للداخل موجهًا حديثه لجميلة:
_أنا قلت إن هي اللي لفتت انتباهي، بس أنا اللي خدت خطوة، المفروض الحضن ده ليا أنا!
احمرّ وجه جميلة إثر جملته فيما ركض هو حين قذفته نور بمنشفة كانت في يدها وهي تؤنبه على إحراجه للفتاة كلما سنحت له الفرصة، مؤكدة له أنه وإن كان أخاها، فهي لن تسمح له بمضايقة أعز صديقاتها، بينما ابتسمت روان وهي تضم جميلة إلى صدرها من جديد بحنان أخوي، وقد كانت حقًّا سعيدة بما آلت إليه الأمور.
عادت جميلة من ذكرياتها تلك على صوت طرقات زين على باب جناحهما الخاص بمنزل أبيه، والتي سمعتها بقلبها قبل أذنها، لتترك بقية الثياب مندفعة نحو الخارج لترحب به على طريقتها الخاصة كما اعتادت منذ تزوجا بعد تخرجها من عامين، لتصبح له رغمًا عن أنف أبيها!
أنت تقرأ
غيبوبة "ليصبح كل ما تعيشه غيبوبة في الحياة" {مكتملة}💙!
Mystery / Thrillerرواية أروع من أن توصف💙!