الجزء الثاني الفصل الرابع

515 48 3
                                    

"صلى الإلهُ عَلَى الشَّفِيعِ المُجْتَبَى
مَا أسْفَرَتْ شمسٌ وَدَارَ الكوكَبُ"💙!

•ﷺ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}💙

**************************************
#غيبوبة.
#ليصبح_كل_ما_تعيشه_غيبوبة_في_الحياة.
#زينب_إسماعيل.
#الجزء_الثاني.
#الفصل_الرابع.
"إن الخوف المريع من الاعتراف أكثر إثارة للشفقة من أية جريمة!"
                                                             ستيفان زفايغ.

قلبت روان الكارت الخاص بشيرويت بين يديها تفكر؛ هل من الممكن أن تنصحها؟ لقد شعرت بأنها صديقة مقربة لها مع أنها لم ترَها سوى مرة، هل تأتمنها لتستشيرها في أمر بحياتها الخاصة؟ هي لم تثق بأحد من قبل، ولم تكوِّن صداقات مطلقا، فهل شيرويت أهلًا لأن تعطيها كل تلك الثقة التي اختزنتها لأصحاب لم يكونوا يومًا دفعة واحدة!
تنهدت روان بقلق، هي لا تستطيع أن تبوح بالأمر لوالدتها، وعاجزة عن اتخاذ القرار وحدها، لم يعُد أمامها اختيار!
وقبل أن يفترسها التردد مجددًا، أمسكت روان بهاتفها تدون عليه الرقم الموجود أمامها، وما هي إلا ثوان حتى أتاها الرد.
_آلو السلام عليكم.
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، دكتورة شيرويت؟
تساءلت روان بنبرة غير ثابتة، فأجابت شيرويت بهدوء:
_أيوة أنا، مين معايا؟
تنفست روان بعمق تستدعي الهدوء وهي تجيب:
_أنا روان، بنت دادة منار اللي كانت تعبت في المستشفى، حضرتك كنتي..
قاطعتها شيرويت بقولها:
_أيوة أيوة إزيك يا روان عاملة إيه، ودادة منار عاملة إيه دلوقتي؟
أجابت روان بشيء من الخجل:
_الحمد لله احنا بخير، كنتي حضرتك اديتيني الكارت بتاعك وقولتيلي لو احتاجتك أ..
قاطعتها شيرويت مجددًا:
_أنا تحت أمرك طبعًا، أنا في المستشفى دلوقتي وعندي بريك ساعة، لو تحبي نتقابل في أي كافيه قريب.
_ياريت لو مش هعطلك.
قالتها روان برجاء فقالت شيرويت بلطف:
_اتفقنا، خمس دقايق وأقابلك عند الكافيه اللي عالناصية بتاع المستشفى.

***********************
جلس زين بالمقهى القريب من منزله يعيد التفكير بالأمر، لقد مرت أيام ولم يتخذ خطوة بعد، كلما أراد أن يتحرك شعر بتخاذل شديد يجتاحه، كما أن غياب روان عن العمل يؤرقه، ولا يستطيع حتى السؤال عنها!
شعر زين بحاجة لهدوء رأسه من ثورة الاشتعال المتقدة به، فغادر إلى الحمام ليضع رأسه تحت صنبور الماء البارد عله يرتاح ولو قليلًا!
وبالخارج؛ جلست شيرويت على إحدى الطاولات، وسريعًا ما أتتها روان متسائلة:
_اتأخرت على حضرتك؟
_لأ خالص، ويا ستي اتأخري براحتك، وبلاش حضرتك دي احنا من سن بعض!
حديثها المرح رفع عن روان بعض الحرج وأزال عنها القليل من الرهبة، فجلست أمام شيرويت قائلة:
_أنا مش عارفة أنا كلمتك ليه، بس أنا محتاجة أتكلم ومليش حد أروحله.
ابتسمت شيرويت بهدوء قبل أن تشير للنادل وهي توجه كلامها لروان:
_الأول نطلب حاجة وبعدين تحكي على رواقة.
أتى النادل فطلبت كل منهما مشروبها الذي تفضل، ثم شرعت روان بالحديث قائلة بنبرة تثاقلت رغما عنها:
_أنا وماما ملناش حد، هي بتشتغل عشان تجهزني ورافضة تسيب شغلها، مع إني بشتغل عشان أشيل عنها، بس هي مصرة تكمل رسالتها معايا كأم وتفضل تصرف عليا لحد ما أتجوز، وأنا بشيل عنها مصاريف البيت ومصاريفي الشخصية، لكن دلوقتي حصل مشكلة؛ مديري في الشغل عرض عليا الجواز، وقالي ما بين السطور كده ما معناه إنه مش مرحب بيا في الشركة لو مكنتش ناوية أقبل بيه، وأنا مش عارفة أعمل إيه؛ أنا مش متخيلاه زوج ليا، وفي نفس الوقت محتاجة الشغل جدا، لو قلت لماما ما هتصدق لأنها عمالة تزن عليا في موضوع الجواز خصوصا إني عديت التلاتين، بس أنا مش عايزة أوافق عشان مضطرة، أنتي فاهماني؟
أومأت شيرويت بهدوء وهي تقول:
_طب أنتي ليه افترضتي إن اللي بين السطور معناه كده، مش يمكن أنتي فاهمة غلط؟
أتت صورة زين في ذهن روان وودت لو تقول لها ربما لأن قلبها معلق بآخر، لكنها أعرضت عن الفكرة وهي توبخ نفسها سرًا بأنها تجاوزت حدود الدين والمنطق بتفكيرها فيه؛ فأين هي وأين هو!
_معرفش، أنا مش عارفة أفكر!
قالتها روان بتيه وهي تضع رأسها بين كفيها، وهنا دق هاتفها فانتفضت لتستئذن شيرويت:
_معلش دقيقة هرد على ماما، شكلها صحيت وقلقت لما ملقتنيش في البيت.
أشارت لها شيرويت أن تفعل فتحركت روان للخارج كي تجد شبكة تمكنها من محادثة أمها، بينما شعرت شيرويت بيد توضع على كتفها، فالتفتت لتفاجئ بأخيها.
_زين!

غيبوبة "ليصبح كل ما تعيشه غيبوبة في الحياة" {مكتملة}💙! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن