الفصل الثامن والعشرون

887 70 8
                                    

"خيرُ النبيّينَ لم يُذكر على شفةٍ
إلّا وصلّت عليه العُربُ والعجمُ"💙!

•ﷺ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}💙


**************************************
#غيبوبة.
#ليصبح_كل_ما_تعيشه_غيبوبة_في_الحياة.
#زينب_إسماعيل.
#الفصل_الثامن_والعشرون.

"فليحدث شيئًا واحدًا مُبهرًا يعكس كلُ هذا الانطفاء الذي يحدث لي الآن!"
                                                                 محمد نبيل.

انتفض أحمد على حركة نور العصبية وهي تتناول هاتفها عند خروجها من الشرفة بعد أن رأت عين منها وهي تدخل منزل عز ليتساءل بقلق:
_فيه إيه!
_الحيوان اللي اسمه عز ضحك على عين، معرفش إزاي أقنعها تروحله البيت!
ضحك أحمد بخفوت ثم تساءل:
_طب أنتي رايحة فين؟
_مبتردش عليا، هروحلهم.
ركض أحمد خلفها وهو يحاول إقناعها بأن عين أصبحت زوجة عز، ومع أنه يعلم أن عدم حدوث الإشهار يمنعه من الاختلاء بها في بيته، خصوصًا أن عز - مما عُلم عنه - لا يؤتمن، إلا أنه كان واثقًا به!

********************
دقت عين الباب عدة مرات وحينما لم تجد ردًا حركت المقبض لتدخل على مهل وهي تردد:
_عز؛ وينك؟
شهقت فجأة من إحاطته لخصرها ليكمم فاها قائلًا بضحك:
_بس هتفضحينا!
ثم أبعد يده حين سكنت وابتسم بهدوء، في حين بدأت هي تستعيد أنفاسها المسلوبة وهي تسأله بقلق:
_أنت منيح؟
اتسعت ابتسامته وهو يجيبها بهيام:
_لما شفتك بس!
أدركت عين أنه كان يلعب بها، وأنها بكل غباء قد وقعت في مصيدته، فقالت:
_لهيك ما كان بدك إنه حاكي نور، لأنه بتعرفها رح تكشف كدبك.
_يادي نور، ما تسيبك منها وتركزي معايا شوية بقى.
قالها وهو يتحرك نحوها لتتراجع صارخة:
_وقّف محلك، اصحك تقرب ها.
وما كان سيقترب من الأساس!
تعجب من ردة فعلها الاندفاعية، لأنه كان يمزح معها أملًا في كسب ثقتها بعيدًا عن نور التي لم ولن تثق به على الإطلاق!
وقبل أن يتحدث شعر بأن الباب سينكسر من دق نور عليه، ولولا أن أحمد منعها بأعجوبة من الدخول دون الطرق، لكانت الآن بمنتصف الغرفة!
_نعم!
قالها بلامبالاة وهو يطوق كلتا يديه أمام صدره، لتدخل نور فورًا باحثة عن عين التي بدت خجِلة دون سبب، لتمسك نور بيدها صارخة بغضب:
_أنتي إيه اللي خلاكي تجيله أوضته!
هربت الدماء من وجه عين وهي تجيب بصوت متقطع:
_ك..كنا..كنا رح..رح نطلع سوا لَشي محل، وبس إجيت خبرتني البنت يللي بتشتغل هون إنه مرضان، لهيك طلعت.
_ما أصلك هبلة.
قالتها باندفاع فصرخ عز فيها:
_هو فيه إيه بالظبط أنا مش فاهم، أنتي ليه محسساني إنك مامتها وقفشتيها مع عشيقها، لو مش واخدة بالك فأحب ألفت انتباهك إنك صاحبتها وأنا جوزها، واللي بتعمليه ده مش من حقك، أنتي خليتيها مبقتش واثقة فيا!
ثم التفت نحو أحمد ولازال غاضبًا:
_ما تتكلم يا أحمد.
وضع أحمد يده على كتف نور هامسًا:
_نور أنتي زودتيها شوية.
نظرت نور لعز لثوان ثم قالت:
_هو أنت يمكن شايفني مجرد صاحبتها، بس أنا فعلًا بعتبرها بنتي وبخاف عليها من أي حاجة، و..
ثم مسحت دمعة فرت من عينها رغمًا عنها وهي تتابع:
_وعلى فكرة؛ أنا مش قصدي أخليها متثقش فيك، أنا آسفة.
التفت عز للناحية الأخرى متأففًا في سره، فيما اقتربت عين منها قائلة:
_نور كرمالي لا تضايقي، أنتي معك حق.
ناظرها عز بعدم تصديق، ثم اتجه لشرفة غرفته في الوقت الذي ربتت فيه نور على كتفيها قائلةً:
_لأ يا حبيبتي أنا مش متضايقة، أنا فعلًا غلطانة، روحي صالحي جوزك، وأنا همشي أنا، يلا يا أحمد.
انتظرت عين حتى غادرا، ثم اتجهت نحو عز الذي يتأمل الطريق أمامه، والذي ما إن شعر بوجودها خلفه حتى تساءل:
_ممشيتيش معاها ليه؟ مش خايفة أعمل فيكي حاجة؟ ولا عشان هي قالتلك روحي صالحي جوزك جيتيلي بدون ما تفكري ترجعيلها كلمة؟
ظلت على صمتها فالتفت لها صارخًا:
_ما تنطقي، ولا مخدتيش الإذن من نور!
سقطت أولى دمعاتها لتليها دموع لا تحصى وهي تبرر:
_أنا بعتبر نور أكتر من إختي، أنا مالي حدَ بالكون غيرها، القصة مو إني خايفة منك، أنا خايفة على زعلها.
_وبالنسبالي أتفلق عادي صح؟
_أكيد لأ.
تنهد مستغفرًا ثم عاد بنظره إليها ليجدها لازالت تبكي، فاقترب ليحتضنها قائلًا:
_أنا آسف، بس يا عين حياتنا كده مش هتنفع، أنا بقيت جوزك، لو مكنتيش هتثقي فيا إزاي هتآمنيني على حياتك!
_صدقني أنا ما بعرف ليش اتصرفت هيك، أنا ما بدي تزعل مني.
قالتها ببكاء جعله يسب نفسه بداخله أن كان سببًا في دموعها تلك، ثم قال:
_طب خلاص متعيطيش، أنا مش زعلان، بس اوعديني تثقي فيا أكتر من كده.
_أكيد بوعدك.
ابتسم عز لنقاءها ثم قبل رأسها والطبيب النفسي بداخله يجبره على أن يفكر؛ ترى ما الذي زرعته فيها نور دون أن تدري أي منهما!
الثقة فتيل قابل للاشتعال دومًا، فقط ينتظر الظروف المناسبة حتى يحترق!

غيبوبة "ليصبح كل ما تعيشه غيبوبة في الحياة" {مكتملة}💙! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن