الجزء الثاني الفصل الثالث

600 46 26
                                    

"‏صلى عليك الله يا خير الورى
قد صار حبك في شراييني دمًا"💙!

•ﷺ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}💙

**************************************
#غيبوبة.
#ليصبح_كل_ما_تعيشه_غيبوبة_في_الحياة.
#زينب_إسماعيل.
#الجزء_الثاني.
#الفصل_الثالث.

"وكثرة تلك المشاعر المختلفة داخلي التي لا أجد لها وصفًا او ارتجالًا.. تؤلمني!"
                                                              أمينة محمد.

شحب وجه ريم واهتزت حدقتاها ما إن سمعت صوت فارس يخترق الحوار، لم تلتفت له، لكنها واصلت الرجاء لياسين بنظراتها ألا يكشف الأمر، وكانت تراه ينظر لعينيها بحزن حتى سمعت وقع أقدام فارس خلفها تماما، وحينها قال ياسين:
_زمان لما كنت أشوف بابا بيعمل حاجة أنتي قايلالي إنها غلط أو مينفعش أعملها كنتي بتقوليلي إن الكبار مش ملايكة وإن هم كمان بيغلطوا، وإن مينفعش نكرر غلطاتهم بحجة إننا واخدينهم قدوة، فأنا آسف يا ماما إني لأول مرة مش هسمع كلامك، عشان أنا مينفعش أغلط نفس غلطتك!
تغلبت الدموع على صمود ريم وأُغمض جفناها رغمًا عنها وهي تنظر أرضًا والدموع تنهمر منها، فاقترب فارس أكثر مقطبًا ما بين حاجبيه وهو يحاول تكهن الأمر الذي يوصل ريم لتلك الحالة، فسأل بحدة:
_ما تفهموني في إيه!
تنهد ياسين مغلقًا عينيه لثوان قبل أن يعطي التحاليل الموجودة بحوزته لفارس الذي بدأ بتفحصها سريعًا ما إن لاحظ اسم ريم مدون عليها، وهو يسمع ياسين يقول:
_ماما بقالها فترة بتتعالج من سرطان الثدي من غير ما تعرفنا، والموضوع اتطور وبقت مضطرة لاستئصاله قبل ما ينتشر في باقي الجسم.
توقف فارس عن تفحص الأوراق الموجودة بين يديه وقد سقطت منه حين شعر بتصلب يديه فجأة، قبل أن يرفع رأسه ليناظر ريم بعدم تصديق، وما كان يتخيل يومًا أنها قد تخفي عنه أمرًا كهذا!
_ريم!
علت شهقات ريم التي كتمتها رغمًا عنها ما إن هز فارس جسدها ليديرها إليه، وبُهت فارس من هيئتها، لم يرَها محطمة بهذا الشكل منذ سنوات عدة مرت عليهما وهو يحاول جاهدًا ألا يجعل عينيها تدمع لأي سبب، والآن تنهار بين يديه بهذا الشكل!
ضاع كل عتابه هباءً وتبخر غضبه عليها في غمضة عين دون إرادة منه، ولم يدرِ كيف تبدلت كل مشاعره إلى الخوف ليترجمه في ضمة قوية خصها بها وهو يشعر برعب يجتاح كيانه، لقد جرب إحساس الفقد من قبل، وقد أصبح جسده واهنًا، كما أن قلبه الآن أضعف من أن يحتمل الشعور نفسه مجددًا!
بكت ريم بين يدي فارس ما كتمته طوال الفترة الماضية، وما كانت تريده أن يعلم أبدًا، هي تدرك جيدًا خوفه من أن يفقدها، خصوصًا بعد أن علم كم يحبها، ولهذا سعت بكل ما تملك أن تبقي الأمر سرًا عنه، لكنه انكشف رغم كل محاولاتها غير المجدية.
نظر ياسين للجهة الأخرى موليا كلاهما ظهره وهو يحاول جيدًا أن يكتم شهقاته التي انفلت قليل منها قبل أن تغطي عليها شهقات أبويه وقد عجزا عن كتمانها مثله.
ابتعد فارس عن ريم وأبعدها عنه محتضنًا وجهها بين كفيه المرتجفين وهو يقول بنبرة ظهرت فيها الرجفة نفسها بوضوح:
_ريم.. ريم حبيبتي متخافيش، أنا جنبك ومش هسيبك أبدًا، هتبقي كويسة ماشي؟ هتبقي كويسة!
بدأت رجفة جسده وصوته تزدادان فظلت ريم تومئ مؤكدة على كلامه كي تهدئ من روعه حتى ضمها مجددًا يخشى أن يفلتها منه، ومن يراهما على تلك الحال يدرك جيدًا أن ريم هي التي تحتوي فارس وليس العكس!

غيبوبة "ليصبح كل ما تعيشه غيبوبة في الحياة" {مكتملة}💙! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن