الجزء الثاني الفصل السادس

512 47 8
                                    

"صَلّىٰ وسلّم ذُو الجلالِ عليْكَ يا
خيرَ الأنامِ وصَفوةَ الأنسابِ"💙!

•ﷺ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}💙

**************************************
#غيبوبة.
#ليصبح_كل_ما_تعيشه_غيبوبة_في_الحياة.
#زينب_إسماعيل.
#الجزء_الثاني.
#الفصل_السادس.

"خطأ زائد خطأ لا يساويان صحاً!"
                                              غسان كنفاني.

دخل عز دون إلقاء التحية، ثم وقف أمام إحدى الشرفات متسائلًا:
_عرفتي الكارثة اللي حصلت؟
_عرفت.
همست بها منار بحزن، ثم تابعت:
_أنا ياما قولتلك يا دكتور لازم يعرفوا، بس حضرتك..
_كنتي عايزاني أعرفه إيه؟
صرخ بها عز وهو يلتفت إليها مكملًا:
_أعرفه إن أمه كانت مخلفة قبله هو وأخوه بنت ورامياها في ملجأ؟ ولا أعرفه إنها كانت بتتاجر في الممنوع وبقت رد سجون، زين مكانش ناقص، كان لازم أموت الماضي في عينيه.
تحدثت مدافعة عن روان:
_وروان مكانش ليها ذنب تعيش طول الوقت وحيدة وهي ليها أخ على وش الدنيا.
تنهد عز باختناق وهو يقول:
_اللي حصل حصل، دلوقتي لازم نشوف حل للمصيبة اللي احنا فيها دي.
جلست منار على إحدى الأرائك وهي تعلق بهدوء:
_مفيش حل غير إنهم يعرفوا، لازم نلحقهم قبل ما مشاعرهم تتطور عن كده، روان بتحبه، واللي فهمته منها إنه هو كمان بيحبها.
انتفض عز صارخًا:
_يعرفوا إيه أنتي اتجننتي! زين لو عرف حاجة زي دي هيتدمر.
_عندك حل تاني؟
_آه عندي.
قالها عز بهدوء زائف، ثم بدأ يفسر مقصده:
_أنتي عارفة روان أكتر مني، وهي مدينالك بكتير، وأكيد مش هتعمل حاجة ضد رغبتك، لازم تظهريلها رفضك التام للموضوع ده و..
_أنت فاكرني محاولتش!
صرخت بها منار وهي تقف لتنفجر منها الدموع وهي تتابع:
_أنا فكرتها بالماضي وجرحتها وخليتها تحس إنها قليلة وإنه أكيد أهل زين مش هيوافقوا بيها بسبب كده، لكن أنت مش متخيل قد إيه هي كانت مستنياه.
مسح عز على رأسه وشعره بعنف وهو يتساءل:
_والعمل؟ إيه الحل!
_الحل بتاعي معجبش حضرتك.
نظر لها فرآها محطمة مثله تمامًا، لذا قال بهدوء:
_أكيد في حل، أنتي حاولي معاها وأنا هحاول مع زين لحد ما نلاقي حل، وإن شاء الله تتحل.
قالها ثم انصرف مباشرة، بينما جلست منار مجددًا على الأريكة تبكي شعورها بالعجز؛ فالأمر أصعب مما يمكن تداركه!

***********************
عادت شيرويت إلى المشفى بعد اللقاء الذي اصطحبها إليه زين عنوة وقد تزاحمت الأفكار في رأسها أكثر، هل كان ينقصها أن تنشغل بالقلق على زين الآن!
أخرجها من تفكيرها القلق صوت دقات على باب مكتبها فأذنت للطارق بالدخول، وحين وجدته مالك قالت بهدوء:
_اتفضل يا دكتور مالك، خير في حاجة؟
تقدم مالك خطوات محسوبة نحو مكتبها ثم تحدث بنبرة متقطعة بعض الشيء:
_أنا آسف لو هزعج حضرتك يا دكتورة.
نفت شيرويت الأمر بلطف وهي تقول:
_لا أبدًا، تحت أمر حضرتك.
أشار مالك نحو الكرسي الموضوع أمامه في طلب مهذب للجلوس فأومئت قائلة:
_اتفضل طبعًا.
حمحم مالك بحثًا عن الكلمات التي رتبها قبل مجيئه قبل أن يجد طريقًا مغايرًا للحديث بقوله:
_إلا دادة منار عاملة إيه صحيح؟ كنت شايفك مهتمة بيها أوي.
رفعت شيرويت حاجبيها باستغراب من حديثه، ثم علقت بهدوء:
_طبيعي أقلق لما ألاقي عاملة قديمة معانا تعبانة بالشكل ده، خصوصًا إن بنتها صعبت عليا، هي ملهاش غيرها.
_آه طبعًا.
قالها مالك بنبرة مترددة، لتتحدث شيرويت:
_دكتور مالك حضرتك ممكن تتكلم عادي في اللي أنت جايلي عشانه بدون ما تدور على حجج.
احمرّ وجه مالك من فرط إحراجه قبل أن يقول بلجلجة بينة:
_بصراحة أنا مش عارف أبدأ منين، أنا كل مرة أقرر آجي أتكلم معاكي أرجع من عالباب، المرادي قدرت أدخل بس مش عارف أتكلم.
ابتسمت شيرويت ولازالت علامات الاستغراب تلوح على محياها هاتفة بتعجب:
_ياه هو الموضوع صعب أوي كده!
_جدًا.
قالها مؤكدًا ثم تابع بعد أن تنهد بقلق:
_بصراحة ومن غير لف ودوران أنا من زمان نفسي أتقدملك لأني معجـ.. قصدي يعني إني.. بصي هو أنا كان المفروض أكلم دكتور عز بس خفت أو معرفتش، أو كنت عايزك.. كنت عايز أعرف رأيك الأول.
خفتت ابتسامة شيرويت، وقد غفلت تمامًا عن كل تصرفاته التي تشير إلى كون مالك مغرمًا بها، والآن فقط انتبهت إلى أنها لم تكُن تلقي بالًا لأي تصرف يصدر من رجل غريب عنها.. إلا ياسين!
ابتلعت شيرويت ريقها في محاولة منها لاستيعاب الموقف دون أن تسبب حرجًا لمالك الخجول بطبعه، فقالت:
_دكتور مالك حضرتك فاجئتني، والحقيقة أنا حاليا مش بفكر في الموضوع ده خالص.
شعر مالك بالخجل من رفضها المبطن؛ فامرأة مثلها تجاوزت الثلاثين من العمر، مؤكد أن الأمر شغل بالها ولو قليلًا.. أو قد يكون أحدهم هو من شغله!
وعند وصول مالك إلى تلك النقطة بتفكيره، ابتسم بهدوء وهو يقول بلطف:
_مفهوم يا دكتورة، وبعتذر لو أزعجتك من غير قصد.
قالها ثم استئذن قبل أن تجد شيرويت كلامًا تعلق به، وحقًا قد فاجئها!
دارت شيرويت بكرسيها ناظرة عبر نافذة غرفتها إلى الخارج وهي تردد:
_يا ترى آخرتها معاك إيه يا ياسين!

غيبوبة "ليصبح كل ما تعيشه غيبوبة في الحياة" {مكتملة}💙! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن