الفصل الثالث عشر

1.3K 122 23
                                    

"كالغيثِ ذكرُكَ يا حبيبي لم يزَل
يَسقي القلوب محبةً ونعيمًا"💙!

•ﷺ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}💙

**************************************
#غيبوبة.
#ليصبح_كل_ما_تعيشه_غيبوبة_في_الحياة.
#زينب_إسماعيل.
#الفصل_الثالث_عشر.

"تذكر دائمًا؛ مهما طالت سنوات العجاف، سيغيثنا الله بالرخاء!"
                                                        هاجر أحمد.

صدمة حلّت فوق رأس الجميع؛ ما بالها نور تخرج من مصيبة لتقع بابتلاء!
جميعهم يشعرون بالحزن لأجل نور، إلا بشرى التي تخشى أكثر أن يعمي الحب عيني شقيقها!
اقتربت بشرى بخطواتٍ هادئة لتربت على كتفه بمواساة وهي تطمئن نفسها أنه لن يفعل ذلك، حتى فوجئت به يقول:
_ممكن تعملها العملية دي بدون ما تعرف، يعني دلوقتي؟
ركز فارس بصره عليه ليستشف من خلف نظاراته حبًّا يسكن داخل عيني أحمد المسكين، الذي لم يخالفه الحظ، ليقع بكتلة دمار شامل كـنور!
أرهف الجميع سمعهم لسؤاله، وكانت بشرى هي أول من تحدث لتنطق اسمه بصدمة:
_أحمد!
ثم تابعت بقلق شديد:
_أنت مستعد تعيش حياتك بدون ما يبقالك طفل من صلبك! اركن مشاعرك دلوقتي وحكم عقلك، دي حياتك كلها يا حبيبي.
نظر للطفلة التي يمسكها بين يديه بهدوء، وتمعن في النظر بوجهها ليبتسم قبل أن يجيب بحب:
_مين قال إن مش هيبقالي طفل، اللي في إيدي دي هتبقى بنتي و صاحبتي وحبيبتي، وهتبقى حياتي اللي بتتكلمي عنها وخايفة عليها.
صرخت فيه بعدم تصديق:
_أحمد متضحكش على نفسك، دي مش بنتك، دي بنت عز، حتى لو نور خبتها عنه، هييجي يوم ويعرف إن ليه بنت، وساعتها هتبقى من حقه هو.
تنهد وهو يشعر بثقل كبير يجثم فوق صدره ثم قال:
_عاوزة إيه يا بشرى؟ عاوزاني أستغنى عنها؟ مش هستغنى؛ إيش عرفك؟ مش جايز أطلع أنا مبخلفش!
_يا أحمد..
قاطع همستها قائلًا:
_أرجوكي يا بشرى، أنا تعبان كفاية من قلقي على نور، متزوديش وجعي من فضلك.
كل هذا وفارس يقف دون أي تعليق، فقط نيران مستعرة تلتهم قلبه شيئًا فشيئًا، ورغم ذلك ابتسم لأن نور وأخيرًا ستنال ما يعوضها عما حدث لها.
أفاق على صوت أحمد وهو يقول:
_حضرتك مجاوبتنيش، ممكن تعملها العملية بدون ما تعرف؟
أومئ فارس قائلًا:
_آه، هي لسة تحت تأثير البنج وممكن أكمل وهي متعرفش إيه اللي حصل.
_تمام أوي.
انتهى من حديثه مع فارس ليلتفت لهؤلاء اللاتي تنظرن إليه ليقول:
_نور مش لازم تعرف ده!
أزاحت ريم مقلتيها عن فارس الذي راقبت كل تعبيراته لتنظر إلى أحمد متسائلة:
_ولما تعرف؟
ركز أحمد بصره عليها مجيبًا بهدوء:
_ساعتها هتبقى مراتي وهعرف أحتويها، لكن دلوقتي لو عرفت هترفض تتجوزني عشان هتفتكرني بشفق عليها، وأنا بحبها.
استرعت كلماته الأخيرة انتباه فارس؛ الذي تذكر شعوره الذي تُرجم خطئًا بموقف مشابه، ولوهلة فكر في إخبارها بكل شيء حتى ينتقم لذاته، وإن لم تكن له فلن تكون لغيره!
نفض تلك الأفكار عن رأسه فورًا، وقبل أن يعود لغرفة العمليات سمع عين تسال أحمد:
_هالأد بتحبها؟
_بعشقها يا عين، مش عارف امتى وفين وإزاي، بس ميتهيأليش إني هقدر أعيش من غيرها.
ولا يدري أن كلماته تلك أعادت لها ذكرى سيئة للغاية، لطالما حاولت الهروب منها!

غيبوبة "ليصبح كل ما تعيشه غيبوبة في الحياة" {مكتملة}💙! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن