الفصل السابع

1.9K 172 72
                                    

"صلّى عليهِ إلهي كلَّ آونةٍ
‏إن الصّلاة لجزءٌ من محبّتهِ"💙!

•ﷺ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}💙

**************************************
#غيبوبة.
#ليصبح_كل_ما_تعيشه_غيبوبة_في_الحياة.
#زينب_إسماعيل.
#الفصل_السابع.

"لو أنَّ كلّ ما نبكيهِ يخرجُ منَّا للأبد!"
                                          دنيا محمد.

شعور غريب ينتابه منذ علم بحملها منه، لا يدري أهو سعيد لأن هذا الجنين سيكون رابطًا ليوثق العلاقة بينهما، أم هو حزين لأنه لن يستطيع أن يكون أبًا صالحًا له!
بينما يجلس فارس هائمًا بوادٍ آخر، يأبى استيعاب أن نور حبيبته تحمل في أحشائها طفلًا، ومِن عز!
تابعته ريم بأعين حزينة على ما وصل إليه حاله، كما أنها لا تتخيل ردة فعل نور حين تعلم أنها ستصبح أمًا لطفل نجم عن انتهاكها غصبًا!
مشاعر متداخلة تحتل كيان كل منهم، وأكثر ما يظهر بها شعور الحسرة، فكيف إن علمت نور!
نقلت بشرى أنظارها بينهم لتتحدث بهدوء:
_وبعدين، هتفضلوا قاعدين كده؟
كانت ريم أول من رد على سؤالها:
_المفروض نعمل إيه؟ انا خايفة على نور أوي.
لاحظت بشرى أن نور تستيقظ فاندفعت إلى غرفتها وخلفها ريم وعز، بينما وقف فارس على باب الغرفة يراها من على بُعد، فقد بات متيقنًا من أنها لن تكون له، وأنها بالأساس لم تكن له!
جلست ريم بجانبها قائلة بابتسامة متوترة:
_كده كل شوية تقلقيني عليكي يا نور.
نظرت إلى يدها وهي تقطب جبينها بألم واضح:
_مركبينلي محلول تاني ليه؟
أجابتها بشرى بهدوء:
_عشان ضغطك واطي.
تنهدت نور بصمت، ثم نظرت إلى ريم لتجدها مرتبكة، ويحتل القلق قسماتها، ملامحها تحكي شيئًا مريبًا يبدو كطلاسم لا تستطيع هي فك شفراتها، لذا سألتها مباشرة:
_ريم في إيه؟
انتفضت ريم على سؤال نور، ليشحب وجهها فجأة، وهي عاجزة عن إخبارها بما حدث، وكيف تخبرها وهي تعلم تمام العلم أن ردة فعلها ستكون غير مقبولة بالمرة!
أنقذتها بشرى حين تحدثت بوضوح وبكل صراحة:
_نور أنتي حامل.
ناظرتها نور بعدم استيعاب، وكأنها تتحدث بلغة غير مفهومة، ظلت تحدق بها لدقائق ثم قالت:
_إيه! مين حامل؟ أنا! حامل إزاي؟ أنتي بتقولي إيه!
أمسكت بشرى بكفيها قائلة:
_نور اهدي..
سحبت نور يدها، ثم صرخت فجأة:
_ردي عليا إزاي حامل من مرّة وخلال شهر واحد!
أخبرتها بشرى بأن هذا يحدث، ربما قليلًا ولكنه يحدث، نزعت إبرة المحلول بحدة جعلت كفها ينزف، تزامنًا مع شهقات ريم وبكاء فارس وحزن عز!
دارت حول نفسها بوهن ثم قبضت على خصلاتها بعنف وهي تصرخ:
_حامل! ح.. حامل!
اقترب عز محاولًا طمأنتها والتكفير عن ذنبه، وما إن نطق اسمها حتى أخرجت فيه كل ما يعتمل بداخلها:
_أنت! أنت دمرتني!
لم يكترث لحالتها، بل حاول أن يثنيها عن التفكير بما يجول بخاطرها قائلًا:
_أنا مكانش قصدي كل ده يحصل، مستعد أعيش حياتي كلها أكفر عن ذنبي، وأهو الحمد لله ربنا بيعوضك بابننا.
_ابننا!
كررتها خلفه بصدمة ثم تابعت:
_هو أنت فاكر إني ممكن أخلف منك أنت! ده مش ابني، ده نتيجة اغتصابك ليا، عارف يعني إيه!
رأت بشرى أن الوضع يتأزم، ونور لازالت حالتها غير مستقرة، فاقتربت قائلة:
_طيب ممكن تهدي شوية؟ انسي الموضوع ده دلوقتي واهدي، أنتي لسة تعبانة.
أبعدتها نور لتقول بحدة:
_مش ههدى ومش هنسى، الجنين ده لازم ينزل حالًا، أنا مش طايقة جوايا حاجة منه.
خرج عز عن هدوئه لأول مرة منذ وقت ليقول بصرامة:
_الجنين مش هينزل، لو أنتي مش عايزاه أنا عايزه!
ضمت كلتي ذراعيها أمام صدرها وتشدقت بسخرية:
_ابقى خلفه أنت!
وطال الحديث وكلٌّ على رأيه، ولا أحد يعرف ما يجول برأس الآخر!

غيبوبة "ليصبح كل ما تعيشه غيبوبة في الحياة" {مكتملة}💙! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن