الفصل الثالث والثلاثون

815 57 8
                                    

"طُوبَى لِمَن ألِفُوا ذِكرَ النَّبِيِّ بِأَن
‏صَلَّوا عَليهِ ولا طُوبَى لِمَن بَخِلُوا"💙!

•ﷺ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}💙

**************************************
#غيبوبة.
#ليصبح_كل_ما_تعيشه_غيبوبة_في_الحياة.
#زينب_إسماعيل.
#الفصل_الثالث_والثلاثون.

"يُرهقني أنني مليءٌ بما لا أستطع البوح به؛ لكنه يفيضُ من عينيّ!"
                                                               شمس محمد.

تحركت منار حاملةً روان على يديها وهي تعدو بها بين أروقة المشفى بعد أن صرخت في الاستقبال:
_البنت هتموت مني، فجأة حرارتها بقت ٣٩ ومش عارفة السبب، أبوس إيديكم الحقوها.
تحركت موظفة الاستقبال سريعًا لتأتي بإحدى الممرضات، ثم تعاونتا في نقل الفتاة إلى قسم الأطفال.
جلست منار على أحد الكراسي الموجودة تبكي من فرط قلقها، وهي تشعر أنها أم للفتاة وليست مربية لها!
فرت دمعة جديدة من عينها وهي تتذكر كيف طُلِّقَت لأنها لا تُنجب، بعد أن جردها زوجها السابق من كل أموالها، لينتهي بها المطاف خادمة في البيوت!
أفاقت منار من شردوها على نداء مصدوم باسمها، فرفعت عينيها كي ترى المنادي، لتكتشف أنه عز، مسحت منار دموعها ثم وقفت سريعًا وهي تحاول ضبط حجابها قائلة:
_عز بيه!
_أنتي بتعملي إيه هنا؟ وبتعيطي ليه!
أشارت منار إلى الغرفة التي أخذوا فيها الصغيرة قائلةً:
_روان تعبانة أوي، فجأة لقيتها سخنة مولعة وبتخترف فجبتها وجيت جري.
تحرك عز نحو الداخل تاركًا أحمد بجوار منار، ليسألها بفضول بعد صمت دام لثوان:
_مين روان؟ وعز يعرفها منين؟
_روان بنت الست سالي طليقته حضرتك.
_سالي! وهو ماله ببنتها!
ودون أي ضغط منه بدأت منار بسرد كل شيء:
_ما هو بعد ما اتسجنت روان مبقاش ليها حد، خصوصًا إن كل فلوسها وممتلكاتها اتحجز عليهم، وساعتها خدتها معايا في بيت أهلي الله يرحمهم واستحرمت أحطها في دار أيتام زي ما الناس قالولي، وبعد فترة لقيت عز بيه جايلي وبيسأل عنها، واداني فلوس كتير أصرفها عليها بس من غير ما ست سالي تعرف، وسكنني في شقة قريبة من هنا عشان لو احتجت حاجة أبقى جنبه، وربنا يستره مقصرش في حاجة، ولما البنت تعبت لقيت هنا أقرب مستشفى فجبتها وجيت.
نظر أحمد بصدمة نحو باب الغرفة، قبل أن يرى عز قادمًا من الداخل حاملًا الفتاة بين ذراعيه ليعطيها لمنار قائلًا وهو يشير إلى إحدى الممرضات:
_منة هتجيبلك الأدوية، متحاسبيش حد، هي عندها حمى؛ اديها الأدوية بس ودش بارد وخليكي عالكمادات وهتبقى كويسة إن شاء الله.
قبلت منار الصغيرة وهي تضمها لأحضانها قبل أن تدعو له:
_ربنا يبارك لحضرتك وما تشوف حاجة وحشة في ولادك أبدًا.
ابتسم عز بحزن وقد تذكر موت كريم وخرس زين الذي لا يستطيع معالجة العقدة النفسية المتسببة فيه، ورغم كل هذا ردد بهدوء:
_اللهم آمين، لو عوزتي حاجة رقمي معاكي.
ثم التفت إلى أحمد قائلًا:
_يلا بينا؟
انتبه أحمد من شروده بحديثهما على نداء عز له، فتحرك معه قائلًا بابتسامة:
_يلا.
تحركا بضع خطوات قبل أن يسأل عز:
_مش هتسألني مين دول؟
_لأ ما أنا عرفت.
التفت عز ناظرًا إليه بتعجب فرأى ابتسامة صادقة على وجه أحمد ليقهقه ضاحكًا على منار التي لا تدخر جهدًا في حبس لسانها داخل فيها!
بينما راود أحمد شعور دافئ بخصوص صداقته الغريبة بعز، وعلى الاغلب؛ هو لم يخطئ حين اتخذه خليلًا!

غيبوبة "ليصبح كل ما تعيشه غيبوبة في الحياة" {مكتملة}💙! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن