الفصل الخامس

2.2K 193 239
                                    

"إنَّ الصَّلاةَ على النَّبيِّ لَبَلْسَمٌ
يشفي الفُؤادَ ويُذْهِبُ الأوْجاعَاْ"💙!

•ﷺ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}💙

**************************************
#غيبوبة.
#ليصبح_كل_ما_تعيشه_غيبوبة_في_الحياة.
#زينب_إسماعيل.
#الفصل_الخامس.

"ألمُ النِهاياتِ ما هو إلا ضَريبةُ لهفة البدايات!"
رحمة محمد.

بدأ الموضوع برهان مُحَرم؛ اتخذه كلعبة، ثم أحبها دون أن يدري، بل وصار متلهفًا لأن تكون له، والنهاية؛ دمرها!
وضع رأسه بين كفيه وهو يأبى أن يستوعب ما حدث؛ لقد قتلها هي وذويها!
عاد بذاكرته لما حدث قبل قليل، وهو يرجو من الله أن يكون محض خيال ليس إلا!
تذكر حين أخبرته الطبيبة أن نور في حالة انهيار عصبي تام نتيجة لصدمتها بموت والدها، مع العوامل المؤثرة والتي كان هو سببًا فيها!
أمسك بهاتفه ليتصل بعُمر الذي عاد لتوِّه من العمل بصحبة أخويه، ورد بهدوء:
_خير يا عز؟
هربت الكلمات من لسانه ولم يجد ما يرد به، الأمر الذي تسبب في قلق عمر الذي هتف بخوف:
_عز في إيه؟ بابا كويس؟ نور جرالها حاجة!
ازدرد ريقه بصعوبة ثم أجاب بصوت متقطع:
_البقاء لله، و.. والدك اتوفى!
_أنت بتقول إيه!
قالها بصراخ وقد انتابته حالة من الصدمة..
ظهر الرجال قد انحنى؛ فربّ البيت قد غادر!
أنهى المحادثة معه ليواجه بكاء والدته وصدمة أخويه، دقائق وكانوا جميعًا يستقلون السيارة ليذهبوا إلى المشفى، مرت ساعة ونصف والطريق بين المشفى والمنزل كله لا يتجاوز العشر دقائق، قلق زاد فوق قلقه على نور الغائبة عن الوعي منذ وفاة والدها، ليتصل بعمر مجددًا، لكن لا رد!
وتضخم القلق عند سماعه لصوت إحداهن تهتف:
_دكتور عز.
التفت للممرضة الواقفة خلفه ليسألها بقلق:
_نور كويسة؟
أومأت وهي تتابع بعملية خالية من المشاعر:
_آه كويسة، هي لسة مفاقتش أصلا، بس بشمهندس عمر ووالدته وأخواته العربية اتقلبت بيهم والناس جابوهم على هنا لأنهم كانوا قريبين و..
لم ينتظر حتى يسمع أي شيء، هرع إلى الطوارئ ليسأل عن حالتهم، أيهم يحتاج لتدخل جراحي، وأيهم حالته حرجة؛ ليفاجئ بأنه لم ينجُ أحد!
أفاق من شروده ليرفع رأسه ناظرًا إلى نور التي تسقط في نوم عميق من أثر المهدئ الذي تناولته، هبطت دموعه بحسرة وخوف وقلق؛ حسرة على نور التي فقدت ذويها كلهم فجأة، وخوف من حالتها عندما تعلم أنه ليس والدها فقط الذي غادر، وقلق من ألا تسامحه بحياتها أبدًا؛ وكيف تسامحه ومؤكد أنها ستراه السبب في كل ما حدث؛ لولا أنه فعل ما فعل لما أصيب أباها بالجلطة التي أودت بحياته، ولا أسرع البقية في القدوم ليودعوه للمثوى الأخير، ليلحقوا به!
هو السبب ولا أحد غيره، ونور لن ترى إلا ذلك!

**************************
استيقظ فارس على صوت رنا وهي تناديه بحب:
_فارس حبيبي احنا بقينا الضهر، اصحى يلا، هو أنت جايبني هنا عشان تسيبني وتنام!
أفاق فارس وبدأ يستوعب ما حدث البارحة..
لقد تزوج بـرنا؛ جارته اليتيمة والمتيّمة به منذ الصغر، والتي على وشك الالتحاق بالصف الأول الجامعي، ظن أنه سينسى نور بها، لذلك سعى لأن يتزوجها بنفس اليوم حتى لا يرهق نفسه بالتفكير في نور، وليت التفكير غادره!
أغلق عينيه لثوان ثم فتحمهما قائلًا بهدوء:
_صباح الخير يا رنا.
ابتسمت بود لتعبث في خصلاته مصححة بمرح:
_قول مساء النور يا قلب رنا، الساعة بقت واحدة.
رفع الغطاء عن جسده قائلًا بفتور تواريه ابتسامة كاذبة:
-مساء الخير يا ستي، هاخد شاور بس وننزل أفرجك عالبلد كلها.
ابتسمت بصفاء لتقترب منه قائلة وهي تمسك بوجهه بين كفيها:
_مش قادرة أصدق إننا اتجوزنا، أنا بحبك أوي يا فارس، ومن زمان أوي أوي!
أمسك بكلتي يديها المحيطة بوجهه ليقبلهما قائلًا بحب زائف:
_وأنا بحبك أكتر، ممكن أروح آخد شاور بقى؟
أومأت بسعادة، وهي بالفعل لا تصدق أن فارس حبيب العمر، أضحى زوجها بين عشية وضحاها، وخلال أسبوعين من عرضه الزواج عليها!
تعلم أنه لا يحبها وأن قلبه ملكًا لأخرى لكنها تعشقه، كما أنه لا يتأخر عنها في شيء، يكفيها أنه يحترمها، أما الحب فهي تعشقه بما يكفي عنهما معًا!

غيبوبة "ليصبح كل ما تعيشه غيبوبة في الحياة" {مكتملة}💙! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن