الفصل الثالث والعشرين

948 82 25
                                    

"فدامت صلاة الله ما دام مسلمٌ
بحقٍّ يردّ الظلم في نحر ظالمِ"💙!

•ﷺ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}💙

**************************************
#غيبوبة.
#ليصبح_كل_ما_تعيشه_غيبوبة_في_الحياة.
#زينب_إسماعيل.
#الفصل_الثالث_والعشرون.

"‏الحب ألّا تَهون، وألّا يصبح كسر خاطرك أمرًا قابلًا للتجاوز!"
                                                                         لقائلها.

بدأت عين في محاولة ضبط تنفسها حتى تهدئ من روعها، في حين بدأ عز بالتعمق في ملامحها وقد شعر أنه رآها من قبل، مما  جعله يسألها وهو يتمعن في هيئتها أكثر:
_أنا شفتك هنا قبل كده؟
رفعت عين نظراتها إليه لتتجمد ملامحها فور رؤيته قائلة بصدمة:
_هاد أنت!
ثم حاولت أن تبدو لطيفة حتى لا يظن أنها تُكِن له السوء، فأعادت خصلاتها للخلف بخجل وهي تسأله:
_أنت عز ماهيك؟
ابتسم عز بصفاء متسائلًا:
_أنتي كمان عارفاني؟
_إي، بعرفك من نور، أهلا وسهلا فيك.
مد يده مصافحًا وهو يحاول معرفة اسمها قائلًا:
_أهلا يا آنسة..
_عين، عين الحياة.
_أهلا وسهلًا يا آنسة عين.
ثم أردف متسائلًا بمراوغة:
_مش آنسة برضه؟
أعاد لها سؤاله ذكريات كم حاولت أن تتخطاها، كما تحاول الآن وهي تجيب سريعًا:
_إي آنسة.
لم يعلم هل لمحة الحزن التي رآها تلك كانت بسبب سؤاله أم لا، لكنه عزم على أن يعلم!
ابتسم متجاوزًا الأمر حتى لا يسبب لها الحرج، معتذرًا مرة أخرى بلباقة:
_آسف مرة تانية إني خضيتك.
_ولا يهمك، بالإذن.
ثم هربت من محيط عينيه للداخل قبل أن يتمكن من سبر أغوارها، عجيب أمر القلوب؛ تدق في أوقات غريبة، ولأناس أغرب، ولا يملك أحدنا على قلبه سلطانًا!

*********************
جلست سالي تنتحب وهي تمسك الهاتف للمرة التي لا تدري عددها محاولة الاتصال بعز، وككل مرة لا يجيب!
انتفضت على صوت مفتاحه لتندفع نحو الباب صارخة:
_أنت فين يا عز ومبتردش ليه؟ أنا رجعت ملقيتش الولاد ولا هدومهم، أنت ساكت ليه؟ أنت عارف هم فين!
أغلق الباب بهدوء ثم ألقى بمفاتيحه على الطاولة، ليجلس ممددًا قدميه على الطاولة الموجودة أمام الأريكة قائلًا ببرود:
_اتجوزتك وأنا عارف إنك شخصية متستاهلش أسلمها اسمي، بس قلت وماله ما كلنا فينا شخصيات مش كويسة، لكن متخيلتش أبدًا إن قذارتك توصل للمرحلة دي!
جلست سالي على أحد الكراسي وقد أدهشها حديثه عنها بتلك الصيغة، لتتساءل:
_أنت بتقول إيه؟ أنا يا عز!
سحب قدميه مقتربًا بوجهه وهو يهمس بحقد:
_بقول إنك أحقر إنسانة عرفتها في حياتي، بقول إنك مكنتيش تستحقي تبقي زوجة ليا أو لغيري، بقول إنك متستاهليش تبقي أم!
_فيه إيه يا عز، أنت بتتكلم معايا كده ليه! وفين ولادي؟
صرخ بها وقد فاض به الكيل:
_عايزاني أسيبهملك عشان ترميهم في ملجأ أيتام زي أختهم!
فاجئها حديثه لتلجمها الصدمة عن الحديث، فانتهز الفرصة ليتابع:
_أنتي إزاي جالك قلب تقدري تسيبيها في ملجأ؟ مخفتيش عليها! إيه اللي يخليكي تعملي كده؟
_علشان حبيتك.
_وده ماله ومال ده!
بدأت دموع سالي تتساقط بهدوء وهي تجيب:
_طول عمري بحبك، حتى بعد ما اتجوزت نور ألد أعدائي، اضطريت أتجوز عشان أبعد عن هنا وأنساك بس مقدرتش، لما ظهرتلي من تاني كان كل أملي أكون ليك، اتخليت عن بنتي عشان خفت ترفض تربي بنت مش من صلبك فتسيبني، وأنا كنت ما صدقت لقيتك من تاني.
تحدث عز من بين أسنانه باستحقار:
_تعرفي لولا ولادي أنا كنت عملت فيكي إيه؟ بس معلش، عشان خاطرهم أنا هكتفي بطلاقك.
رفعت رأسها إليه بدموع الرجاء، تأمل منه العفو ليقف قائلًا:
_أنتي طالق، ورقتك وحقوقك كلها هتوصلك، الولاد هيفضلوا معايا وهتشوفيهم كل أسبوع يوم، وإياكي تحاولي تشوفيهم غير كده، وحذاري يعرفوا إن ليهم أخت منك، أنا معرفش تربية الملاجئ عملت فيها إيه، الشقة هتفضل ليكي وده مفتاحها، أنا خدت ليا وللولاد ڤيلا قريبة من أختهم.
جن جنونها عقب كلمته الأخيرة لتقف صارخة بقهر:
_قريب من أختهم ولا قريب من نور حبيبة القلب؟
ابتسم من جانب شفتيه مجيبًا باستفزاز:
_آه حبيبة القلب، كانت ومازالت وهتفضل، الإنسانة اللي مستحملتش ليلة من غير بنتها مع إنها سايباها مع أبوها مش حد غريب، مش واحدة..
ثم ألقى بالمفتاح رامقًا إياها باحتقار وغضب قبل أنا يغادر المنزل بأكمله.

غيبوبة "ليصبح كل ما تعيشه غيبوبة في الحياة" {مكتملة}💙! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن