الفصل الرابع والعشرون

1K 76 13
                                    

"صَلَّىٰ عليكَ اللهُ ما بَسَمَتْ لنا
شمسٌ، وما احتجبتْ بأستارِ الغَمَام"💙!

•ﷺ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}💙


**************************************
#غيبوبة.
#ليصبح_كل_ما_تعيشه_غيبوبة_في_الحياة.
#زينب_إسماعيل.
#الفصل_الرابع_والعشرون.

"‏من لم يطرق بابنا والروح ترتجف، فلا مرحبا بهِ والنبض منتظم!"
                                                                       لقائلها.

انتفضت عين إثر لمسته ليعود أحمد للخلف حتى تراه فتطمئن، ولم يقصد أبدًا أن يفاجئها بوجوده، هدأت عين قليلًا ثم حاولت أن تجيب بهدوء:
_إي، ليش شو صاير؟
_تعالي نتمشى شوية، عايز أتكلم معاكي.
ورغم عدم وجود طاقة بداخلها للسير أو الحديث، إلا أنها انصاعت لطلبه، فمشت بجواره ليبدأ الحديث:
_عين أنتي عارفة إنك عندي زي بشرى صح؟
أومأت بإيجاب ليتابع وهو ينظر للطريق أمامه:
_اللي لفت انتباهي لكلام نور وعز هو إني شفتك واقفة مهتمة أوي، فبصيت أشوف في إيه، قلت يمكن قلقانة على نور رغم إن نظراتك كانت بتوحي بشيء مختلف، ولما شفتك وأنتي بتمشي ورا عز لبيته وبتحاولي تطمني عليه، عرفت إنك كنتي قلقانة على حد تاني غير نور!
وقفت عين تلقائيًّا عن الحركة وقد احمر وجهها خجلًا، فحاولت التبرير:
_أحمد أنا..
قاطعها أحمد بهدوء:
_أول هام عايزك تعرفي إني جيت وراكي من خوفي وقلقي عليكي عشان أنتي زي أختي، مش قصدي أتدخل في حياتك.
أعادت إحدى خصلاتها للخلف وهي تنظر للأرض بارتباك قائلة:
_القصة إنه أنا..
_بتحبيه؟
_شو!
قالتها بصدمة إثر همسته، وقد رفعت عينيها لتقابل عينيه، هي أصلًا لم تحاول تفسير شعورها تجاه عز!
تنهد أحمد متابعًا السير وهو يقول بهدوء:
_أنا مش هضغط عليكي، أنا بس عايز أقولك حاجة؛ حمزة الله يرحمه خلاص مات، وأنتي لسة صغيرة وجميلة، وعز ده مش عز اللي أذى نور.
ثم التفت ناظرًا إليها وهو يردد:
_عز اتغير.
_أحمد أنا..
_فكري كويس يا عين، ومنين ما تحتاجي تحكي وتفضفضي، افتكري إني أخوكي وجنبك طول الوقت، ادي لنفسك فرصة، ولو اكتشفتي إنك بتحبيه بجد حافظي على حبك واحتويه، عز محتاج اللي يحتويه يا عين.
ثم نظر إلى باب المنزل قائلًا:
_وصلنا، تصبحي على خير.
ابتسمت عين بخجل وهو تقول:
_تلاقي الخير.
يستحلون الحديث فيما بينهم رغم اختلاف جنسهم، بحجج واهية كأخوة وصداقة لم يشرِّعها المولى، يعيشون بعالم بعيد عن كل البعد عن التفكُّر فيما أحل الله وما حرم، ويتعجبون من مصائب يمرون بها، هي ابتلاءات من الخالق ليعيدهم إليه، وليتهم يتعظون!

**********************
وصباح الإجازة الرسمية؛ اصطحب عز طفليه إلى أختهما، مر أسبوع على آخر مرة التقى نور فيها، وكم هو قلق بشأن رؤيتها من جديد!
_صباح الخير.
رد الجميع التحية لتندفع شيرويت محتضنة أباها، قبل أن تنطلق مع أخويها للعب في حديقة المنزل، وقف عز صامتًا لثوان قبل أن يتقدم من نور الواقفة بجوار أحمد قائلًا:
_نور أنا كنت عايز أعتذرلك عن..
_محصلش حاجة، أنا اللي آسفة كانت أعصابي تعبانة شوية.
قطع الحديث دخول ريم، التي ولأول مرة منذ سنوات تأتيهم بصبحة فارس حين قالت:
_مش هتصدقوا مين جه معايا!
_أي حد إلا فارس.
قالتها نور ساخرة لتضحك ريم قائلة:
_لأ هو.
_امال هو فين؟
سأل أحمد لتجيب ريم بأنه ينهي مكالمة بالخارج وسيلحق بهم، لتفاجئ بعد ثوان بهاتفها يدق باسمه، رفعت الهاتف لأذنيها كي تجيب وقد قطبت ما بين حاجبيها قائلة:
_أنت فين يا فارس؟
_أنا آسف يا ريم جالي مكالمة من المستشفى وفي شغل مهم لازم أخلصه بنفسي.
ابتعدت قليلًا لتقول بصوت منخفض كي لا يسمعها أحد:
_بعد ما قلتلهم إنك معايا يا فارس!
_معلش يا حبيبتي، مرة تانية إن شاء الله، سلام بقى عشان وصلت.
أنزلت الهاتف بحزن شديد لاحظته نور، بينما سأل أحمد ريم عن الأمر فأجابت بخجل:
_أصل جاله شغل مهم في المستشفى واضطر يروح.
صمت الجميع عن الأمر لملاحظتم خجل ريم، فلم يرد أحدهم أن يحرجها أكثر، بينما فكر عز في السبب الحقيقي لغياب فارس ولا يوجد ما يستدعي وجوده بالمشفى، ومن حديثهم؛ يبدو أنه لا يحضر مطلقًا، واليوم اضطر للحضور من أجل ريم، تُرى لماذا يهرب!

غيبوبة "ليصبح كل ما تعيشه غيبوبة في الحياة" {مكتملة}💙! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن