البارت الرابع و العشرين

2.3K 71 1
                                    

و بلحظه وحده بس امتلا المستشفى بـ افراد ال جسّار ركض لها هُذام يتبعونه هتان و شريان
هُذام:ريمتي بخير انتِ؟
صارت تضحك بشكل ارعبهم كلهم ، لف هتان على ابوه لانه مذهول من ردة فعلها:ابوي شوف
مشى عبدالرحمن يمها يضمها لكنها لازالت تضحك بشكل يخلي كل اللي بالممر يلتفت لها و يخلي كل ال جسّار يلتمون حولها ، صرخ مُنيف باسمها يخلي الكل يرتعب من حدة صوته الا هي اللي وقفت تقرب منه تهمس بـ اذنه:تصاوب قدامي تدري؟ و عشان انا ما انصاب
هز مُنيف راسها لانه يحترق عليهم لانه كل ما شاف انه شمس ايام حفيده بتشرق ترجع الغيوم السوده تحل عليها ، لفوا لصوت الدكتور اللي يطلبهم انهم يجدون متبرع بالدم بشكل سريع
سعود:انا بتبرع
الريم: و انا كمان
هُذام:فيك فقر ما ينفع ،هزت راسها بـ عناد و كانت بتروح تتبرع غصب عن كل انف ما يسمح لها لكن الدكتور سمع كلام هُذام و ما سمح لها تقرب من قسم التبرع ابدًا مرت ساعه كامله كانت تحترق فيها و ترمد و ترجع تشتعل من رمادها و وقت ياست من نفسها و شعورها راحت لهُذام:توديني مكانك؟ ، هز راسه بـ نعم يمشي وراها يرحون للمكان هُذام اللي دايم يكون فيه وقت يضايقه شي
-
كانت تبكي من ركبوا السياره لحد هذا الوقت :وعد ما يصير كذا بكيك ما بغير شي!
وعد:وقت مات عمي عزام ما بكيت؟
تركي بحده:بس سطام ما مات ، وبعدين شوفي اختك كيف منطويه على نفسها نسيتي اللي عاشته وقت موت امك؟ وينك يا الاخت الكبيره وانتِ تاركه اختك كذا !
لفت على دونا اللي جالسه اخر الممر على الارض ضامه رجلها لصدرها و تطالع الفراغ :ما اقدر محد يقربها كذا
تركي:بتحاولين وعد بتحاولين عشانك و عشانها و عشان سطام ، مشت تتركه وراها تروح لدورة المياه تغسل وجها
-
جلس جنبها يحط كوب ايس كوفي و دونات تشوكلت :دونا؟
ما كانت ترد عليه حتى بعد ما كرر اسمها و كان بيمد يده يمسك اكتافها لكنها لفت عليه :هتان؟ الريم وينها؟
هتان:مدري راحت مع هُذام
دونا:كيفها؟
هتان:تخوفني اول ما جينا كانت تضحك شفتيها و بعدين مشت تهمس لجدي و بالنهايه تطلع مع هُذام!

دونا بهدوء:تلومها؟ تخيل انت تنخطب و تعقد بعد اسبوع بس يروح مهمه و بعد شهر و نص يجيك مصاب ما تدري هي ولا ميت ، خنقتها العبره من نطقت "ميت" ترجع لها افواج الذكريات كل وحده تتبعها الثانيه تخلي نفسها ينقطع لانها تتذكر صوت امها يتبعه خروجها من البيت بـ ابتسامه و اخر حضن كان بينهم بنفس هذا اليوم و تمر عليها طيوف ذكريات المستشفى و اول ما حاول ابوها يحاكيها يفهمها انه امها صار لها حادث و يتبعها ذكر امها جنب كلمه "موت" تذكر انهيار وعد و سطام اللي كان متلثم بنفس هالمرر تعيش فيه نفس الاحداث لكن بـ اختلاف الاشخاص ما تتخيل سطام يروح من دنياها ، يشوف وجها اللي ينقلب لاكثر من لون بنفس الثانيه و عروقها اللي صارت تبرز اكثر واكثر يلاحظ انقطاع النفس عنها ، اخذها يحملها يصرخ بوسط الممر يخلي اخر ذرة في مُنيف للتحمل تنهد و تتساوى بالارض و سلطان اللي وقف يناظرها من بعيد مو قادر يخطي اي خطوه نحوها ، اشرت الممرضه لهتان يحطها بالسرير تطلعه من الغرف و بلحظه وحده تجمعوا الدكاتره حولها ، اخذ شريان جده يردد داخله بـ لا حول ولا قوة الا بالله و سعود اللي يدعي ربي اللطف بحاله جده و عمه
عبدالرحمن:وحد الله يا سلطان وحد الله
اخذ شريان المويا يمدها لجده:جدي عشاني
مُنيف:الريم!
شريان:الريم راحت مع هُذام
مُنيف:خل الكل يرجع البيت ، ما اقوى يصير لحد ثاني اي شي
شريان بهدوء:جدي ما يجوز هالكلام الله يهديك ، ما اتوقع شعورك لكن ربي الطف بحالهم والقدر مكتوب لو بيصير لحد فينا شي حتى لو احنا قدام عيونك بيصير لا تجزع يا جدي ، رفع انظاره لنوف اللي ما قدرت تظل اكثر بالبيت :ابوي ؟
مُنيف:ابوي انتِ ، ما قدرت تتمالك دموعها من منظر اخوانها و ابوها اللي بمجرد ما حضنها انسابت دموعه ، طلعت الدكتوره من غرفة دونا : اهل دونا؟
-
في وسط النخيل و بعيد عن وسط المدنيه
هُذام:ابيك تصيرين صريحه معي ؟ اسمع لك مثل ما تسمعين لي؟
هزت راسهت بالنفي مو لانها ترفضه لا، هي ما تستوعبه شعورها ما تستوعب اللي مرت فيه من بدايه هاليوم لحد هذي اللحظه تحس نفسها بحلم و تصارع كل شي عشان تصحى منه و بمحرد ما تحس انه انتهى تتهاوى من اعلى السما للقاع لانه واقع وهي ابدًا ما بتصحى منه

ياسند هالحياة يا ضلع من ضلوعي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن