البارت الثاني و الاربعون

2K 65 2
                                    

هلا باللي تحبّه كل أسبابي ، ابتسم من فهم انها تعطيه الامان انها تحاول رغم خوفها تعصي شعورها و خوفها و كل الخوافي و الدرب المجهول و تختار تكون معه تعيش شعورها علن بدون اصراف بـ بالخفى ما تخلي شعورها يموت داخلها هي الان تشارك هالشعور مع الشخص المعني ، ما ضغط عليها اكثر لانه يحس الرجفه بصوتها لكنه اخذ نفس يمحي شعور العبئ اللي يحسه من انها ترفضه من ثقل شعوره و خوفه انه يفقد شخص يحبه قفل منها لانه تسكت رغم كل محاولاته للكلام ، رجع انظاره على صوره تجمعهم بـابوه قبل سنين و في بدايه مراهقته و بدايه تغير شخصيته الى الهدوء يتذكر كلام ابوه له و اللي يرن في اذنه كانه يسمعه في هذي اللحظه
عزام:ليه تحب تسكت؟ ، رفع اكتافه بعدم معرفه : الكلام الكثير ماهو زين
ضحك عزام يقرب ولده له:ليه ماهو زين؟
عدل اكتافه يتكلم بجديه:لسان الانسان خوان ! يقدر يداوي بس يقدر يجرح ، يقدر يصلح لكن هالصلاح جا من بعد خطا سببه اللسان لانه هو نطق بالغلط!
عزام:و انت يا بابا كيف اقتنعت بهالحكي؟
رايف:دايم اجلس مع جدي وائل و جدي مُنيف و اشوفهم كيف يتكلمون و اسئلهم
عزام:بس تكلم معي و معك امك و اختك طيب؟ اذا يوم احتجت لنا حنا يمّك بنسمعك و بنفهمك طيب يا بابا؟ ما بنغير قناعاتك المهم انك انت راضي عنها و تشوفها صح
ضحك يخفي لوعه الالم اللي توسطت حلقه :ليتك هنا يمّي تمتم بالرحمه عليه يدق على سنافي:وينك؟
سنافي:سلم بالاول طيب!
رايف:تمرني؟
عقد سنافي حواجبه من نبرة صوته:جايك، خاطرك وش فيه؟
رايف:ما فيني شي ، قفل منه يمر لامه : ام سنافي
غاده:هلا يامي هلا ، خلى راسه على رجلها تمسح على وجهه:شصار بدنياك يابوي؟ شلونك و شلون ايامك
ابتسم يناظر عيونها:بخير باحسن حال ، قدامك تشوفيني ما فيني خلاف
غاده:اشوفك لكن ما اسمع داخلك ما تقول انت ما تحكي
قاطعها دخول شجن:يما بروح الكوفي توصين شي؟
هزت راسها بالنفي تطلع بعد ثواني بسيطه شاف رساله من سنافي يبلغه انه ينتظره بالخارج
هزت راسها برعب و عدم تصديق من اللي تشوفه امامها ، ما خافته صار واقع حيّ امامها تعيش احداثه بجسدها بدل ما كان مُجرد خيالاَت ، رجف فكها لانها تخاف الآن من كل الاحداث الجاية و من سكوتها اللي كانت ولا زالت تشوفه غلط ، تقدم لعندها من شاف اختلاف ملامحها و اصفراها يسألها عن السبب لكن ما كان له جواب غير الصمت اللي يوضح انها بعالم اخر تمامًا واذانها ما تصغي له ، سحب جوالها من يدها يشوف اخته مربوطه اليدين على مصوب  على رأْسها سلاح ، احمرت اذنه لانه ما يصدق عيونه الان ما يصدق المنظر اللي يشهد عليه ، يتقطع جوفه من توالت عليه ذكريات الفقد من خوفه من حدوثه مره اخرى و من وجعه اللي ما زال يتجدد مع كل ذكرى ، اتصل عليها مره و مرتين و ثلاث ما يشوف منها رد و هنا ايقن انه كل اللي جالس يصير حقيقه ماهي احد اوهامه او احد الكوابيس اللي تلاحقه من بعد فقد امه اتصل على وعد كأخر وسيله للنجاه ، اخر وسيلة يلملم فيها شتاته و خوفه:وين دونا؟
وعد:مع صاحبتها طالعه ، يحس بالبرد او بالاصح بالزمهرير يرجع له و كانه صاعقه كهربائيه تمشي بعروقه و شراينه مكان دمه صداع فضيع يداهمه غضب يعتريه يتركه يصرخ بالألم ، يصرخ يرعبها هي تشهد على انهياره لأول مره لاول مره تلمح من عينه العجز و الخوف تلمح الحريق اللي يشب باذنه الان تمكن من كل ملامحه و عيونه ينبض عرق رأْسه بشده :لا تكفى! ما كان يسمعها ولا يحسها ، يُغيب عن كل صوت و حس بالدنيا و الشي الوحيد اللي يدركه هو هلاكه و خوفه و كل شعور سيء الان يحسه ، على الرغم انها شهدت حالات اختطاف و كانت السبب من بعد الله برجوع المُختطفين الى اهلهم لكنها الآن ما تستوعب ايش هي خطوتها الجايه ايش المفروض تسوي و وين المفروض تكون هو ما يساعدها الان ابدًا ، كل اللي تشوفه منه هو الانهيار و عدم الادراك لكل ما يحدث حوله تشوف اختلاف ملامحه و عدم قدرته على التنفس ، اسرعت تقرب منه تضرب وجنتيه بخفه على امل انه يدرك نفسه و ياخذ نفس لكنه ما يدركه حتى في هاللحظه صرخت باقوى ما عندها تجبره غصب يلف انظاره لها و ما كان منها بهاللحظه الا انها تحضنه ترجع تمرر يدينها الدافيه على دقنه تنطق بـ:
ما انتهى شي طيب؟ هز راسه بالنفي من شعوره بالعجز من طيوف امه اللي تحوم حوله من ضعف قوته و قدرته
و ذكرياته المُفجعه المتبقيه من وفاة امه ، ما يتخيل انه حياتي مُمكن تُسلب للمره الثانيه انه يرجع يعيش نفس الالم بـاختلاف الاشخاص ، مسكته من كفه تتوجه لعبايتها تاخذ مفتاح سيارته يتوجهون للمقر ، رجع يشد اكتافه المرخيه يرجع يتلبس الجمود و نظرات الثقه و القوه المُعتاده رغم الكسر بداخله رغم انه يمشي بوسط سيل يجهل نهايته
-
نزلت من سيارتها تشوف ضجة الكوفي و الارواح المُبهجه الاغاني تعم المكان يتغنى محمد عُبده باكثر الاغاني عذوبه ريحة القهوه اللي تندمج مع ريحة النباتات و بعض انواع الورود ، ابتسمت بحب شديد لانها تشوف نفسها بشكل كبير بين زوايا هالمكان اللي شهد على شخصيته بجميع احوالها و صقل شخصيتها و قوى عزومها لانها صارت تتعلم فيه كونه محطة تجربتها الاولى توجهت لعند احد الفازات تحط فيه ورد هي كانت جايبته معها لفت على مصدر الصوت اللي نطق بـ :أستاذه شجن؟
هزت رأْسها بـايه:تفضل اخوي بشنو حاب اساعدك؟
أبتسم بهدوء:سألت عند مديرة المكان و دلوني عليك
عقد حواجبها بأستغراب:عندك شكوه ؟
:لا بس حاب اسئل عن نوع قهوتكم اعجبني و بغيت استفسر
شجن:محاصيلنا ماهي من الشرقيه و تختلف من مره لاخرى ولا اعرف وش اللي شربته حضرتك اسئل البارستنا اللي سوى لك
حك راسه :ماهو سعودي ولاني قادر افهمه ، تقدم من شافه واقف امامها و شاف ملامحها اللي تدل على الاستنكار :نعم اخوي؟ ، فزت بخوف من صار بثواني يمّها :بس أسئل عن نوع المحصول ، حط يده خلف هالشخص يتقدم معه لعند البارستا يطلب منه المحصول يعطيه هالشخص:اذا بغيت شي ثانيه اسئل الباريستا اما مالك المكان ماله شغل! ، طلع من الكوفي و علامات استفهام كثيره براسه ، رجع لعندها :كم سعر البُن؟ اعطيته واحد بحاسب عليه ، هز رأْها بالنفي:ما يحتاج كنت بعطيه انا من الاساس , ناظرها باستغراب لثواني لانه كان يتوقع منها العصبيه و انها بتهاجمه و بتطالبه بعدم التدخل لكنها ابدًا ما سوت مثل ما تخيل هو :شنو تبي تشرب؟

ياسند هالحياة يا ضلع من ضلوعي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن