١٢الظهر~
كانت بغرفتها كعادتها بعد الصلاة تخصهم
جميعًا بالدعوات لكن هالمره سلطان كان له النصيب الاكبر ، تشتاق لولدها صاحب الروح الجميله كان اكثر عيالها شغف و حب لكن
من بعد موت وضحى ما عادت تشوف
ولدها بنفس الصوره ينقصه اشياء كثير
عشان يكون سلطان هي تعرف انها ايام
و بتمر لكن هالايام صارت سنين ترجي
ربها من سنين بيقين كبير ، انتهت تلف
على مُنيف الجالس يناظرها طول صلاتها
و دعائها يبتسم بهدوء:الله يتقبل
غزيل:منا و منك صالح الاعمال ، كان يشوف لمعه عيونها و يعرف دعائها كان لمين : الزمان جار عليه يا غزيل ما قدرت اظله بظلالي ، هزت راسها بالنفي :امر ربي و صار ما كنت بتقدر تمنع شي كنت ابيك تقوي عزوم سطام كود تركد خطاوي سلطان و قويته لكن سطام صار يجهل ابوه و يمتنع عنه و السبب؟ ما نعرفه ، سكت منيف يزفر هذا حال ولده و حفيده من سنين و كل ما يحاول يقربهم لبعض كان الصد اللي يقرب ماهو هم و كانه الدنيا اتفقت تصد خطاويهم سلطان كل يوم يفقد جزء منه و كل خوف غزيل انه يتلاشى و سطام كل يوم يصير اقسى حتى على نفسه و الطرف الضايع في هالحرب الداخليه كانوا وعد و دونا :تضيع الريم بهالموضوع؟ ، ما جاوب على سؤالها لانه يجهل الاجابه هو يعرف الريم يعرف قوتها و عزتها و ذاتها لكن ضياعها بهذي الحكايا وصولها لانها تؤدي للصلح بكل السُبل يخلي احتماليه ضياعها بوسط الحكايا جائز نطقت بتردد:صرت اخاف يا مُنيف اخاف تنعاد لنا ايام الفقد هالمره ما بنقدر نلم الشتات بنضيع كلنا!
ابتسم يطمنها:ما نضيع يا غزيل الدار ما نضيع ، ابتسمت بخجل من ندائه الدائم لها ايام شبابهم في كل مره يلمح الخوف فيها كان يقول لها انها داره ، نزل مُنيف تتبعه غزيل مشت لهُذام بعتب:هُذام! فتح عيونه و رجع يسكرها من ضربت الشمس عينها:ليه نايم هنا بتتشنج رقبتك!
هُذام:بالغلط نمت
مُنيف بحده:ما عرفت تغلط بغرفتك؟ قايل لك قم من اول ليه ما قمت؟
لفت غزيل على مُنيف:لا تهاوشه! رجعت انظارها لهُذام:قم يا ابوي انت اغسل وجهك و تعال اقعد يمّي
بيت عبدالعزيز:
كان جالس بالحديقة باذنه سماعته : وحشتيني
وَحَشْ:توك شايفني امس!
سعود:الشوق دايم موجود ماخذ من اسمك نصيب ، ابتسمت تنصت لكلامه بحب شديد ما يخف شعورها معه ابدًا دائمًا تحسه طاغي يبالغ بشعوره معها تحسه و تحنّه و تحبّه ، تكتشفه مع الايام و كانها تتعرف عليه من جديد تشوف من نواحي اخرى ، عرفت انه يحب الدبابات و عنده واحد لكنه ما يطلع فيه بشكل دائم حكى لها عن الجرح اللي اُصيب فيه بظهره بحادث من الدباب قبل اصابته بـ السكري وعن حبه الشديد للكويت و عن حبه للصيف بشكل كبير حتى لو انه يقدس الشتاء لكنه يشوف للصيف و البحر مُتعه كبيره و كثير الحكايا اللي يتنصت لها بكل حب من فتره اتفقوا يكلمون بعض يوميًا يحكون فيه بشتى المواضيع:امرك؟
وَحَشْ:بابا ما بيسمح و غير كذا انا بيت جدي وائل ، وين اخوانك عنك؟
سـعود:هُذام نايم عند جدتي و وريف بغرفتها
وَحَشْ:تقول انك فاضي لي مره يعني؟
سـعود:لو الدنيا تحط قدامي كل عوق يمنعني عنك انا بتخطاها و اجيك بضنك ما بفضى لك؟
وَحَشْ:أحب موت كذا سـعود
سـعود:وانا أحبّك انتِ
-
٩المساء بيت عبدالرحمن
دخلت عليها مكتبها تشوفها مندمجه اشد الاندماج بالكتاب اللي بين يدينها و سماعاتها اللي بـاذنه لدرجه انها ما انتبهت لدخولها قفلت الباب وراها تتوجه لها تشيل السماعات من اذنها:يماما مو كذا طيب!
عقدت حواجبها بـاستغراب:شنو؟
خالده:اندماجك لدرجه انك ما انتبهتي علي
رفعت اكتافها بعدم معرفه:عشان السماعه ماما!
خـالده:تزوجتي و لسى تقولين ماما
الريم بـابتسامه:و حتى لو صرت ام و جده انتِ لسى ماما
خـالده:دامي لسى ماما تحكين لي؟
الريم:عن شنو؟
خـالده:شعرك و جيتك وجهك احسك انا اشوف كيف متغيره! قاطعهم دخول عبدالرحمن:قاطعتكم بس زوجك وصل
طلعت من مكتبها خلف امها و ابوها تتوجه للصاله المتواجد هو و اخوانها فيها :السلام عليكم
ردوا السلام عليها و توجهت هي تجلس بجانبه تهمس له:قلت بتطول!
سطام:قدرت احلهم و جيت لو تبين تضلين ارجع البيت انا ، هزت راسها بالنفي تروح لغرفتها تاخذ اغراضها ، قال لها انه بيطول بداومه و ممكن يستمر لايام رغم انه دوامه كان رسمي و طبيعي جدًا بدون اي مهام لكنه كان يبيها تجي لعنده اهلها و يعرف انها بترفض لو قال انه بيرجع هالوقت و انها بتتعذر بـ انها لسى كانت معهم بالمزرعه نزلت تضم هتان و شريان و تسلم على امها و ابوها تخرج معه للسياره مر اقرب كوفي من طريقهم ياخذ لهم قهوه و تنهد بخفه:ليه قصيتي شعرك؟ ، كانت تتوقع منه عدم الملاحظه لانها ما تشوف الفرق الكبير بين طول شعرها الان و طوله قبل :ما احبه يطول ، هز راسه بـطيب:اكلتي؟ ، هزت راسها بالنفي و اكمل:ناخذ فاهيتا؟
الريم:اسويها انا احسن هز راسه بـطيب يتوجه لبيتهم توجهت لغرفتهم تبدل ملابسها و قفت تشوف عُنقها و اثاره فيها تمرر يدها عليها بهدوء كان واقف عند الباب يشوفها و يشوف سرحانها الشديد و تقدم لها يضم اكتافها بنطق بسكون:اسف
عقدت حواجبها بـاستغراب:على؟
سطام:عنقك و اثاري فيه ، هز راسه بخجل بمعنى عادي تنزل تحت وهو خلفها :تساعدني؟
سطام:امريني حضرة الشيف ، ضحكت تناظر سراب الواقفه :اليوم ارتاحي انا بسوي العشاء ، جلست سراب على الكرسي بحال لو احتاجوا شي تكون جنبهم
مدت له الفطر :قطعه
سطام:ابشر بها يا شيف ، ضحكت بعلو صوتها لانه صاير غريب و مُضحك بشكل هي ما اعتادته بين كل جوانبه اللي شافتهم كانوا يضحكون اوقات و يطبخون اوقات لكنهم كانوا يستمعون هو يجرب يطبخ و هي تجرب تكون مع شخصيه مُغايره لها بالمطبخ ، خلصت من الفاهيتا توزعها بـ اطباق لها و له و لسراب اللي اخذت صحنها تجلس بغرفتها اما هم توجهوا لطاوله الطعام ، تحس بالرهبه و كانها الان تستوعب انها "زوجه" وانها في بيتها تعيش الاستقرار لاول مره ، اول زياره لبيت اهلها وهي زوجته او عشاء هي تسويه اول طاوله طعام تجمعهم كـ شخصين متزوجين بدون اي هموم واضحه لا مهمه يؤدونها ولا مكان مُزدحم بـالاشخاص فقط هم الاثنين
سطام:تحسينها الحين ، و اكمل من شاف استغرابها؛
كلمه بيتنا هزت راسها بـلا:البيت مو الجدران صحيح اليوم حسيت اني صدق انسانه عندها مكان يخصها هي و زوجها لكن مو هذا هو البيت ، انا بيتي انت و حضنك بعيد عن كل هالجدران المكان اللي يحتويني معك هو بيتنا مهما اختلفت الاماكن المهم هو الاشخاص ما يهمني هالمكان كثير ما تهمني انت ، ابتسم لها بدفء يماثل شعوره بهالحظه معها هي تسطر حروفها لكن هو يبتسم وهي تعرف هالابتسامه لانها احد الصفات اللي اكتسبها من جده مُنيف هو الابتسامات و معناها مُغاير جدًا هالحركه و ما تستوطن الا الاشخاص الفاهمين لها و هي تفهم كملوا اكلهم بهدوء الى ان نطق هو بـ:تسلم يدك
ابتسمت له:بالعافيه ، بعد ما انتهوا اخذوا الاطباق يخلونها بالمطبخ:تبي تنام؟ ، هز راسه بالنفي:ودّك بشي؟
الريم:نجلس بالحديقه؟ نقرا مع بعض ؟ هز راسه بـايه يشوفها تتوجه لمكتبها ، مُعاشرتها تحلوا اكثر فـاكثر ، في اوقات قليله هو كان يتخيل كيف بيكون كزوج قارى هل زوجته بتقدر هالاهتمام و الساعات الطويله اللي يترك نفسه فيها للقراءه ، لكنه ما تخيل يتزوج عاشقة للكُتب مثله بل اكثر منه نهجها هو الكُتب و غموضها هو الكتابه كثيره هي بعينه و ما تجي عاديه ابدًا وقوفها جنبه صوره ما تخيلها ابدًا لكن الوقوف ماهو الشي الوحيد المقتصر بينهم الان هي تصير بين احضانه ما تكتسي غرورها المُعتاد جنبه و حتى لو اكتسته هو يحبها تغير منظوره عن الحب معها كان يؤمن فيه لوجود مُنيف و غزيل بحياته لكنه ما يتسوعب كيف الانسان يحب عيوب شخص اخر الى ما جمعهم الوقت اذا هو حبها بغرورها و عنادها فهي حبيته بقسوته و جموده ، حبته مثل ماهو ما تغيره و حتى لو غيرته كان للافضل و جودها بحياته من اكثر الاشياء المُغايره له و اكثرهم بياض من بعد شديد السواد بصفحات حياته لونت حياته خلته انسان ما يكتفي بالاخذ الان صار هو يعطي ، رفع عيونه من سمع صوت خطواتها تنزل من اعلى بيدها كتابين مدت له واحد:اشتريتهم قبل فتره مو من كُتبي اللي مُعتاده قرائتها بس نجرب شي جديد بالانواع!
جلسوا بالحديقه امامهم طاوله عليها اكواب قهوه و بيدهم كتاب لكن المُختلف بجلستهم الان هي تتوسد حضنه و يده هو بشعرها انعكست الادوار هالمره ما ينسى نفسه هو يقرا لكنه ينسى نفسه فيها يتأملها و كانها احد اعظم هدايه الرحمن له ، يحسها الان بكل حياته بكل شي هي تلمسه تجمله حتى بدون هي تحس لانه يشوف التوليب اللي هي تحبه ازهر بكل اماكن جروحه ، يشوفها صدر السما اللي تتلون بالازرق و الشعور المُنعش اللي بالبحر مصدر دفاه من برد الشتاء و البرد اللي يحتل حياته ، يشوف شعرها اللي قصته لاسباب هو يجهلها لكنه محليها بشكل لذيذ بشكل يخليه ينطق بـ:شعرك حلو انتِ محليته ! ، ابتسمت بخجل لانه بكل مره يفاجئها بردوده و افعاله :شكرًا
عقد حواجبه بـاستغراب:شكرًا عشاني قلت حلو؟
هزت راسـها بـايه:ما اعرف ارد كذا طيب
ضحك بدهشه:هذا و انتِ تكتبين !
هز راسها بالنفي:في فرق ، تخيل تكتب عن شعورك و عن شي انتِ يمكن قريت فيه قبل لكن وقت تجي تشكر احد او تعبر له بدون ورقه و قلم كل الكلام بيكون مُبتذل لانه بدون استعداد !
سطام:يعني انتِ شنو بتفهمين لو احد قالك شكرًا كذا جافه؟
الريم:انه مبسوط مره لكنه ما يعرف يعبر ، اللي يعبر ماهو شعور صادق احس لانه مستحيل احد يصدق بكلامه بشعور اللحظه الاولى لانها لحظت التيّه و اول الشعور يخلي الشخص يعيش داخل الشعور و ما يفهم تركيبة الكلمات لانه الاطراء ما يجي من شعور مُسبق مو دايم الكل بيمدحك ولا بيمدحك بلحظه متوقعه! ، هز راسه بتفهم من اقتنع بكلامها
بيت وائل العصر ~
نزل من غرفته يسمع الهدوء من بعد ما رجعوا عيال اخوانه بيتهم توجه للصاله و كانت فاضيه و عقد حواجبه بـاستغراب من عدم وجود امه توقع انها عند ابوه بالمكتب و لكن خاب ظنه من فتحه ولا شافها و توقف من لمح مِيان "عاملتهم" وين ماما؟
مِيان:بالحديقه ، طلع لحديقة بيتهم يشوفها جالسه لوحدها و قدامها كوب شاي رجع ياخذ شال من داخل و يطلع لها يحطه على اكتافها:ليه ما دقيتي علي اجيك؟
هيا:قلت تعبان من بعد سهركم امس اخليك تريح يامي انت
تركي:انتِ بالذات كل تعب منك يجي حلو عندي ، ابتسمت له من شافت انه خلا راسه على رجلها :تزوجيني؟
هيا بفرحه:ما بغيت يا ولد ! ، فيه وحدها ودّك بها؟
تركي:فيه بس خايف اخوها يجلدني
هيا:كم اخو عندها؟
تركي:واحد بس عن عشره ماشاءلله
هيا:مين بنته؟
تركي:تعجبك تعرفينها انتِ
هيا:نروح نخطب هالاسبوع اذا قلت لي من بنته
ضحك تركي:مقايضه هي؟ ، زوجه الضابط وائل ما بيدي شي ، رفع جواله اللي رن بـأسم الفريق اول مشعل رجع انظاره عليها:روح يأمي قبل رأسها لثواني ، هي تحس ولدها فقط لكنها تجهل محيطه و اسبابه تجهل الليله اللي توسد حضنها يعتذر فيها و يهلوس بكثير اشياء ما فهمتها تشوف التعب بعيونه و من بعد هالليله هي تشوفه مُختلف
قبل اشهر~
بعد ترقيته الى ملازم و صار تواجده بالميدان بشكل كبير شهد على عمليه خطف و تعذيب ولد احد الضباط ارعبه انهيار الاب و الام عيونهم اللي تحكي عن الفقد رغم انهم ما عاشوه ، في هذيك الليله هو التجأ لحضن امه مهما كبر هو يرتعب و ياخذ من حضن امه راحه و طاقه يواجهه فيها الايام الجاية
-
رجف قلبها قبل يدينها من شافت اتصال ، تشوف الحب بعيونه لكنها تخاف الحب رغم طيش مراهقتها الا انها تهرب من هالشعور تخاف احد يذوقها القسى وهي عمرها ما عرفت طعمه ، تستهوي الدلال و طماعه فيه و ابوها و اخوانها ما يقصرون فيه و تخاف من زواله عنها ، هي بكثر معرفتها له تجهله هي حدود معرفتها فيه انه اخ لشجن و يجتمع مع عيال ال جسّار في اوقات اخذت نفس تزفره بهدوء:هلا؟
ابتسم من وصله صوتها:هلا باللي عجزت القىّ عذاريبه
طال سكوتها من بعد ما تغنى باكثر الاغاني حبًا عندها
تغيرت ملامحه:لسى تخافين؟ تجمعت الدموع بمحاجرها ما تستوعبه الان ، ما تستوعب كميه المشاعر اللي تعيشها تنطق فقط بـ
*ما تحسونه هدوء ما قبل العاصفة؟ *
أنت تقرأ
ياسند هالحياة يا ضلع من ضلوعي
Actionتُنجبر الريـم بحكم الظروف تنطق بـكل حياتها المخفية عن أنظار الجميع عدا جدها و والدها لـ أبن عمها النقيب سطام و كيف تجبرهم الدنيا لـ التعاون لجل السُلم؟