البارت التاسع و الثلاثون

2.4K 70 4
                                    

وقف لخمس دقايق يتأمل المدى البعيد نفس المكان اللي هي راحت منه يتذكر كلام هُذام عنها لسبب ما دائمًا هُذام يشرح له عنها هي و كانه يذكره فيها يعرفه بالنقاط اللي يجهلها عنها يعلمه من الريم قبل حبه لها تنهد يرجع للداخل ، توجه لعند جدته غزيل : أمي؟
غزيل بـابتسامه:هلا يامي انت ، ابتسم لها يمشي لعندها :ما تركي متونك ؟ ، اعتاد هالسوال منها وقت يبعد عنها لفتره تطلبه بطريقتها يخلي راسه بحضنها ، عدلت جلستها تخليه يتمدد يخلي راسه على رجلها : كيف دنيتك؟
سطام:الدنيا كانت حايفتني بغزال وحده و كنت مبسوط شرايك و الحين عندي غزالتين؟
غزيل:وينها؟ الغزال الثانيه؟
سطام:مع السحاب
غزيل:شصار ؟ الصباح وقت رحتوا شفتكم كيف كنتوا وقت رحتوا و كيف صرتوا وقت جيتوا ، شكدر خاطرك؟
رجعت ملامحه تحتد بضيق:امي
غزيل:وضحى؟ ، هز راسه :عرفت انهم هددوا ابوي فينا و امي سكت من وقفت الغصه بحلقه ، طولت النظر فيه تخلي يدها على راسه تقرأ عليه ، هو نفسه سطام ولد الـ١٨ نفس الشخص و نفس الغصه وقت تطري عليه انه يرجع لحضنها و يمّها يخصها بـكلمة امي وقت يشتاق لامه ما يكون صاحب الـ٢٧سنه يصغر باعوام عند غزيل جدته اللي لمتّه من بعد وضحى هي تحنّه هو بالذات من بين خواته تعرف انه شديد التعلق بـامه و تعرف انه يكتم شعوره زفر يبتعد عن حضنها :انا يمّك وهي بعد يمّك تداريك بعيونها و اشوفها انا تداري روحك و قلبك و وجعك و اهك لكنها تنسى نفسها تعطي الكل و تنسى من يستحق العطا تهلك روحها ما بين احزان الجميع عشان تنسى احزانها دامها وقفت معك فهي تحبك خلك كريم بالعطا اسمع لها و طمنها لا تخافك بيوم ولا بتكرهك
سطام:اعرفها ، بس حرارتها اللي عجزت افهمها
غزيل:انت تترجم زعلك و غضبك بالدخان و الصياح وهي تنفجر الحراره فيها اندفاعك هو تأنيها غضبك هو هدوءها كل حركه انت تسويها هي عكسها ما تجي بالغضب ولا تستعجل هي مالها بالقوه كثر ما لها بالعقل
اخر ليلة تجمعهم رجعوا لنفس الجلسه لكن هالمره كانت تضمهم من اكبرهم الى اصغرهم
مُنيف:العود وين يا شريان؟
شريان بتوتر:تبت!
ضحك مُنيف:قم جبه بس حك شريان راسه ياخذ العود اللي خلاه بسيارته :ايش ودّك؟
تكلمت عهد:جدي تكفى عشق الختام!
مُنيف:تعرفها يا شريان؟ ، هز راسه بـايه يبدا يدق الاوتار يسمع وَحَشْ تغني لوحدها يغني هو وراها الى ما صار الكل يغني معهم ما كانوا بجنب بعض فصلوا جلستين يبقون الرجال بجهه تقابلهم كراسي الحريم ، كانت انظار سطام على الريم اللي ما لمحها الى الان ما رجعت الا بعد ما هدا السحاب و كان هالشي بعد ثلاث ساعات و من بعدها دخلت تتروش و رجعت لجلسة البنات وهو كان عند العيال لمح الجرح اللي عند حاجبها و لمح يدها اللي ترجف من شديد البرد ، قام ياخذ جاكيتها اللي تاركته على كراسي الجلسه الاخرى يعطيه دونا اللي كانت داخله تاخذ جوالها : اعطيه الريم
دونا:ما بتلبسه
سطام:ليه؟
دونا:ما تحب تلبس مع العبايه جاكيت هي
سطام:خذيه و قولي سطام قال! ابتسمت له : تخاف عليها؟ ، مشى يسمع صوت خطواتها و همسها:والله و طحت يا نقيب ، اما شريان كان يشوفها كيف تغني و تصور العود بدون تخلي وجه احدهم يبين تبتسم لدونا و ترجع تضحك لوريف فز من هتان اللي ضربه يهمس : انتبه لعيونك ما ودّنا تروح! تراك واضح ، شريان بنفس الهمس:لا تخربط على راسي ! ، انتهى من العزف يسمعهم يصفقون له :الله يجزاكم خير
مُنيف:الله يجزانا خير! غلطان بالدعوه
شريان:شقول!
ضحك مُنيف : ولا شي يا بوك ، لف انظاره لـ اخته اللي جاكيت سطام بحضنها تناظر فيه و تبتسم تتأمله بحب كبير مثل ما اعتاد دائمًا ، وائل:الجلسه معكم تحلي العمر والله
اختلفت ردوهم عليه لكن كلهم يتفقون بحبهم الكبير له صديق جدهم لكنه كان عم لهم اكثر من انه صاحب وجهتهم الاخرى بعد مُنيف يتشاركون في الحنان و الحكمه و اللين مهما اختلف طرق تعبيرهم عنها نظرته للحياه تختلف عن مُنيف بشكل كبير لكن تضادهم هذا كان اكبر
سبب لتألف ارواحهم
كانت عيونه عليها لبعض الثواني و يرجع يشتته كانت هي تحس بنضراته عليها لكنها تتجاهل من بعد كلامه لها ما تقاطعت فيهم الطرق و بالاحرى كانت هي تتحاشى الامكان اللي تضمه ، كانت ٣ساعات فضت فيها المزرعه اللي كانت تضج بـاصواتهم لايام كثيره ، بعاده اعتادها من سنين يكون اخر شخص يطلع و يقفل المزرعه وراه الاختلاف الاكبر بين كل المرات وجودها هي معه بينما هو يشيك على الابواب و يقفلها هي كانت بنفس الجلسه اللي ضمتهم كانت تناظر قدامها بشرود شديد و فزت من حست بيد على كتفها:بسم الله عليك!
الريم:نمشي؟ ، هز راسه بـايه تمشي خلفه تتبعه للسيارة كانت شديدة الصمت هالمره عكس دائمًا و كل شي فيها يدل على انها نامت الا انا رمش عينها ياكد له العكس استغرب هدوءها و طغيان مشاعرها حتى على عيونها المغيمه لكنه ما نطق ينتظرها هي تقول ، وقف امام بيتهم يفتح الكراج ينزل من السياره و سكنت خطواته من شاف انها ما نزلت عقد حواجبه يشوفها تسند راسها على السيت و بعد ثواني فتحت الباب :عادي تعطيني مفتاحك؟ هز راسه بالنفي من فهم نيتها زفرت تنزل يدخلون البيت و كانت وجهتها الاولى مكتبها لولا يده اللي منعتها :الوقت متاخر ما نمتي انتِ! مسك يدها يتوجه لغرفتهم تاخذ الروب حقها تتوجه لدورة المياه ، يستغرب من كل افعالها و من اختلافها الغريب اللي يجهله تمدد على السرير ينتظر خروجها و غفت عينه من شدّة ارهاقه
طلعت من بعد ما اخذت شور توقف امام المرايا تشوف عنقها اللي مليئ بـاثار سطام مررت يديها على الاثار تزفر بهدوء طلعت تاخذ لها يلقنز و توب من غرفة الملابس و ترجع لغرفة نومهم رجعت انظارها لشعرها اللي طال بشكل هي ما تحبه تعودت على قصره من سنين فتحت احدى الادراج تشوف المقص فيه مدت يدها تقص جزء من شعرها اللي وصل لحد اكتافها تخليه لعند عنقها
حاولت النوم لكن ضميرها كان مساحتها القاتله تشوف الراحه بنومه بجنبها تشوف كيف هو مطمئن يمّها و سؤالها الوحيد اللي ببالها هي ليه ما تقوله؟ شنو يمنعها تعلمه بالتهديدات عدا امر الفريق اول لها؟ زفرت تاخذ كتابها تطلع من الغرفه تتوجه للحديقة تجلس بالجلسه الخلفيه تخلي الانوار خافته جدًا
فتح عيونه يمرر انظاره على الغرفه ما يشوفها يشوف جوالها اللي راميته على السرير توجه لدوره المياه ولا شافها سأل سراب عنها و قالت انها ما لمحتها من جو شاف مفتاح سيارته و تطمن انها ما طلعت فيها ، لف انظاره من سمع صوت مصدره الحديقه مشى يطلع من باب المطبخ اللي يودي على الجلسه الخارجيه شافها بكتابها تعطس بشّدة تنحنح بخفيف يخليها تنتبه عليه : ما نمتي؟ هزت راسها بالنفي : ما بتداومين؟
الريم:لا ما سألها عن السبب بل توجه يجلس يمّها يشوف اندماجها بالكتاب : الريم! علقت انظاره بعيونها و هي بالمثل العيون اللي من عرفها يفهمها يفهم اسئلتها و رغبتها و حبها عدا الشي اللي يلمحه منها الان "الخوف"هو ما شاف منها الخوف و حتى بوقت خوفها هو كان غائب عن الوعي : اخاف!
رخت حتى نبرة صوته من طريقة نطقها لـ اخاف كانت تبيه ينتشلها من خوفها يمسح على قلبها يطمنها لكنه يجهل اسباب هالخوف : من ايش؟ رفعت اكتافها بعدم معرفه لمح عيونها اللي تلمع ، مد يده يقربها لحضنه: كتفي لك دايم و لدموعك بالاخص !
شدت على كتفه بقوة من شدت الالم اللي استقر برأسها يخلي دموعها تنزل ، حس بدموعها على عنقه يحسها لهب تحرقه يوجعه وجعها و خوفها كانت تشد على كتفه بكل مره يشد عليها الالم زفرت بهدوء من خف الالم
ما كان منه اي حرف حتى وقت ابعدت عن حضنه : ما غيرت انوار البيت
سطام:بغيرهم اذا رجعت من الدوام ، انتِ صدعتي منهم !، نزلت دموعك من شدة المك لمتى بتقاومين؟
الريم:ما بقدر اغير شي بصداعي يا سطام له سنين بهالحال
سطام:رحتي الدكتور؟ هزت راسها بـايه:ماله حل قال لي مسكن بس
ليه ما تاخذين؟
الريم:ما احبه يخف و بعد ينتهي مفعوله يرجع الصداع اقوى !
سطام:باخذ لك موعد عن طبيب اعرفه ، هزت راسها بـايه يتعبها صداعها و يزعجها بـكثير ايام يغلب على مزاجيتها و ايامها ، سندت راسها على الكرسي من دخل هو تتأمل الفضا تتامل وسعه و القمر المعتلي السحب اللي تحاوطه نجمه وحيده هي ميزتها من شدّة لمعانها اخذت كتابها و القلم اللي كان بنصه تسطر تشبعها من الحروف ، رغم الظالم الدامس و رغمًا عن سواد ليلتي كنت انت نجمتي ، قاتل خوفي الركن الاكثر طمانينه من بعد ابي و الاحن من بعد امي كثير اللين و عزيز فيني ، ابتسم من شافها تكتب و رغم انه يجهل محتوى قلمها و سطوره الا انه تعجبه حالتها يتذكر كلام جدته عن اختلافهم يشوف انها وقت خافت بعدت عنه و اختارت الهدوء و حتى وقت هدت هي مسكت قلمها جلس يمّها يحط البطانيه على كتفها و كتفه و بيده كوب شاي وحيد: نتشارك الشاي؟
ابتسمت له: و نساير الليّل تحت ضيّ القمَر! ، ابتسم هو بالمثل من شاف استقرار نفسيتها انه تضحك الان هذي اكثر لحظه رحبة في حياته تشاركه نفس الكوب و تشاركه البطانيه اللي ما كان دافاهم منها بل من شعور الدفا اللي هم يحسونه من مشاعرهم ، اخذ سجارته يقربها من الولاعه : فيك شي؟ هز راسها بالنفي باستغراب: ما فيني ليه؟
الريم:ما تدخن الا و انت متضايق!
ابتسم يهز راسه بالنفي:جات ببالي ، هالمره كانت جلستهم كانت تحت ظل السوالف يتشاركون مواضيع حياتهم قبل يكونون مع  بعض حياته مع امه و حياتها مع سُلاف و كانوا يخصون لحظاتهم السعيده معهم يتذكرون مواقف الطفوله و المراهقه اللي جمعتهم ، هالمره ما علقت على تدخينه ولا سجارته الثالثه اللي اشعلها من جلسوا
-
بيت عبدالرحمن ~
كانت هذي الجلسه الاولى اللي تجمعهم كلهم بدونها و رغم محاولات هتان انه يرجع لنفس استهباله الا انه ينطوي على نفسه بعد ثواني : قلت اني بشتاق بس مو هالكثر!
شريان:استوعبت انها بكل جزء بحياتي اليوم! لو موجوده الحين كان رحت استقعد عندها
هتان:كان خربت مكتبتها و هاوشتني لف انظاره لامه:يمه ليه ما جبتي بنت ثانيه؟ على الاقل جدولنا عليها
شريان:امي مالها دخل
رمى عبدالرحمن عقاله على شريان :راحت الريم  صرتوا قليلين ادب انت و اخوك!،رفع هتان كتوفه ببرائه :ماقلت شي انا ابي اخت ثانيه بس
شريان:اترك عنك لجينا للحقيقه حتى لو عندنا اخت ثانيه ما بتصير نفس مكانه الريم،خالده :شنو يميز الريم عندكم؟، اببتسم عبدالرحمن من فعم سبب سوالها ، هي كانت صاحبتهم
واختهم قبل تكون امهم و كان هذا اكبر سبب لكون الريم بهذي الشخصيه امها اللي كانت حولها مخبأ لاسرارها و جهتها اذا ضلت الطريق و نفس الشي بالنسبه لشريان و هتان و حتى هذام يقولون اللي بخاطرهم لها
وهم متاكدين انها بتفهم عليهم حتى اسئلتها لهم وراها الف شعور بالنسبه لهم و اكبر مثال سوالها الان كيف فهم يشوفون اختها تبي تسمع ثمارها الان و تشوف حصادها بالحب اللي زرعته :تفهم حتى من نظر العيون
تسطر لنا شعورنا و كانها هي تحسه مو حنا كنت اجهل سبب هالشي الين ما فهمت انه كتبها اللي تقراها هي تعيش فيها و تعيش شعورها لجل كا هي تفهم ولجل كذا هي تكتب الله اعطاها هالموهبه نعمه عشان ما تكتم الكم الهائل من مشاعرها هي دايم تمتلي شاعريها نصفها لنا و نصفها الاخرى للورق حتى مواساتها غير ماهي مثلنا هي السراج النور اللي يضوي العتمه الشخص الوحيد اللي كلامه يغير اشياء كثير بدون افعال
اببتسمت خالده من كلام شريان عنها : من كثر المحبه صرت تنطق مثلها ، مدرك تماما انه يميل لطريقتها بالكلام من شدة اعجابه بمنطوقها :تبهرني دايم بالحكي بالمره حتى لساني يشاركني الحب
عبدالرحمن : بنت خالده عمرك لا تتوقع منها الاقل هتان : والله هذا الحب يدخل زوجته بكل شي ، احتمى بظهر شريان من رجع يرمي عبدالرحمن المخده بدل عقاله
هتان : والله كنت امزح يا الغالي شنو هالعنف وين ريمي بس تدافع عني ، فزوا كلهم من دخلت وراها هو

ياسند هالحياة يا ضلع من ضلوعي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن