بارت سبعه و خمسين

1.6K 44 2
                                    

بعد يومين -يوم الخطبه-
كانت تعيش تخبط شعورها تتناقض بين الشعور بحبه و بين عقلها اللي يرفض هالشي و يبقيه كـ أعجاب فقط تتناثر أمام عيونها مواقفهم كصوره مصوره لكنّها تحس بمشاعر هاللحظات و كأنه تحدث الان تتوالى عليها افواج ذكرياتها بدون ترحم عقلها ولو لثانيه تنهشها فقط من لحظه معرفتها بكونه من الاستخبارات لحظة الخوف اللي عاشتها بأصابته اللحظات اللي مد فيها لها يد العون سوا كان يلبي حاجاتها او كونه جنبها في عز انكسارها و لحظات ضعفها كان تركي ، تركي صاحب طفولتهم تركي اللي يكبرها بعام واحد لكنّه من كثر وحشة لياليه و عمقها و كثافتها بالثقل الغير معقول و تواجها معها كـ الملازم تركي كبرته بعينها لاعوام كثيره ، و حتى في وقوفها الان امام المرايا تحط أخر ما بقى لها من تجهيزاتها اقراط اذنها
، هي ما اعطتهم جواب صريح و الى الان تخوض محاربه مع مشاعرها
قبل يومين~
هزت رأسها بالنفي تمنع فيض دموعها اللي تجهل أسبابه تنطق بـ: لا!
ضحك سلطان من توترها و خوفها الواضحين : شنو لا يا بابا؟
ما ردت عليه تصعد لغرفتها تفض السيره كلها
كشرت غزيل تتكتف : بتفاهم معها انا
هز رأسه بالنفي : ما تتفاهم معنا حنا محد يرسيها كثر الريم هي تفهم افكارها
ما نطقت غزيل بحرف ترفع انظارها لمُنيف اللي بلحظه صار قدامها : مُنيف!
ابتسم يرجع انظاره لابناه اللي تقدم يقبل رأسه : شقالت؟
غزيل: مين علمك انت؟
مُنيف:سطام بلغني ، وينها؟
سلطان:غرقت بشعورها و خجلها لو ودّك بها اناديها
هز راسه بالنفي يجلس بجانب غزيل يقبل جبينها ، و يطرب خاطر سلطان الان و كل ما يتمناه هو دوام هالحال و هالحب اللي يعاصر الاجيال هو ما يدعي لعياله الا عميق الحب مثل ما عاشوه امه و ابوه يتأكد انهم لقوا ضالتهم بالدنيا القلب اللي يحويهم و يحاوط كل مشاعرهم
-
هي سمعت حكي الريم الكثير اللي تطرقت لدوامه حتى و معرفتها فيه تطمنها و تريحها تعدم كل فكره طرت ببالها تخليها ترفض او تتوقف بخطوه ما تتقدم ، هي ترفض افكار الحب مهما حاولت هي تخاف تسطر روايه اخرى تشابه حكاية امها و ابوها تخاف تكون بسن عقلها و قلبها بيوم ، تخاف الفقد اللي بنظرها بيكون محاوطهم طالما هو

في مجال أمني ، زفرت تناظر يمينها الفارغ الان و اللي ما اعتادت فراغه من سنين ، فراغ عدم وجود أمها بجانبها تهدي روعها و تسقيها من نبع حنانها تعيش موّجات الألم و تحس "الوحدة" رغم انها وسط الجموع لكن عدم وجود أمها الان يعكر صفرها و يتركها طريحه الذكريات اللي ما تحرمها أبد تهاجمها بشكل شرس تتجمع الدموع بمحاجرها تترك يدها على صدرها تحاول تثبت خطوتها رغم كثير خوفها و ضياعها و كل دقات صدرها الان تحسها بلا معنى لانها ما تفهمها هي ما تعرف لو تبيه او لا ؟ تسأل نفسها من أول هل هي تحبّه؟ ما تلقى اجابتها الان و على كثير حكي الريم اللي تجيها بـ طريقة تفهمها توضح لها الحقائق ما تخوفها الا انها ترتعب من كثير الافكار لانها تخاف ما تلقى وجهة و كانها تستوعب مره اخرى فقد أمها تتجرع الشعور مره اخرى و يموت قلبها للمره الثانية وقفت تشوف نفسها مره ثانيه و هالمره دخل سطام اللي دق الباب لكنها ارتعب وقت ما سمع منها جواب ، وقف ينبهر من صورتها أمامه من الهاله اللي تحاوطها قصير فستانها اللي كان لأمها اللي كانت دايم تردد بلبسه في خطوبتك يذكر حكاية هالفستان و كأنها أمس و كانهم الان اجمتعوا يعيشون الذكرى سوا و ابتسم يتوجه لها يقبل جبينها : عروستي ولا؟
رفعت أكتافها بمعنى ما أدري : تخافين أنتِ و أشوفك ما ترسى خطاويك و ما بتقوله هو له تم ولا بيصير غيره لكن تسمعين منيّ؟
أخذت نفسه تزفره : أسمعك
سطام: تركي صاحبي رفيقي بالسلاح و بالدنيا و مصاعبها دايم حولي و جنبي و أعرف خوافيه اللي يجهلها حتى أبوه تخافين تبدين عمر جديد مع شخص جديد ولا تلقين ذاتك فيه و أنا عارف هالشي ، تركي قبل يكون رفيق دنيايّ هو صاحب الطفوله ما كان يمّك في كثير الاوقات؟ بالطفوله و حتى بالكبر امنته عليك و على دونا وقت رحت لاني كلّي ثقه فيه و لاني عرفت انه داراك وقت انصبت أدري انه كان لك عون ولا طحتي لانه موجود ، دامه كان معك وهو مو حليل لك ظنك بخيبك و يعيشك ما تخافين؟

ياسند هالحياة يا ضلع من ضلوعي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن