مُنيف :يوم ان ولدك يجيب طاري احفادي بالردى يستاهل يا زيد ، عقد زيد حواجبه بعدم فهم و وجه انظاره لوجه ولده اللي شفايفه تنزف و طايح بالارض يشوفه يقوم يطلع لسيارته بدون يقول اي كلمه ، يرجع سطام يلبي رغبت جده يتوجه للمطبخ يشوف جدته ايش ودّها ، وقف بمكانه من شافها واقفه بيدها كوب مويا و يدها ترجف و ملامحها تكتسي الاحمر سرعان ما طاح الكوب من يدها يتناثر الزجاج حولها : بنت! رفعت انظارها له بشرود : لا تتحركين طيب؟ تقدم لها ياخذ المكنسه من جنبه يحاول يشيل اغلب الزجاج : شفيك؟ ، لف لجدته من وصله صوتها : ليه ضربت ولد زيد يا سطام؟
سطام:يستاهل ما جاه يا جده!
غزيل:ما سالتك يستاهل ولا سالتك عن السبب !
سطام:قليل اصل يظن الردى بزواجي، سكتت غزيل تشوف الريم اللي انسحبت بدون تقول اي شي تطلع من الباب الخلفي كانت نيته انه يروح خلفها لكن منعته عصا جدته اللي حطتها قدامه : يا جده!
غزيل:منت رايح وراها خلها ! يومك ضربت ولد زيد ما خليت لها كلمه تقولها قدام العالم ، عقد حواجبه من كلام جدته: بالقلم نشرح يا جده!
غزيل:اتهموك بشديد الغضب و انك ما تقدر اتحكم باعصابك قدامها و يوم جات بترد ضربت ولد زيد وسط الجموع و قدام نظرهم تثبت لهم انك مالك حكم على اعصابك و بيوصلها ضرر منك!
سطام:و سكتت هي الريم ؟ تسكت !
غزيل:يخسى احد يسكتها عن حقها لكن مالك حق تعيشها هالشي حتى لو انك على حق ولد زيد يستاهل اللي جاه دامه غلط لكن مو وسط جموع الرجال قلنا بالعقل مو بالقوى يا ولد وضحى ! ، روح لها لو تبي لكن تعال لها باللين ماهي عسكري ولاهي مزلاجك ، اكتفى بالصمت فقط يطلع لعندها لغرفتهم اللي رتبتها لهم غزيل يدخلها لاول مره يشوف يدينها تضم اكتافها يشوف وقوفها عند النافذه و سماعتها اللي باذنها يعرف انها تهرب احد وسائلها اللي ماهي اول مره يشوفها الان يشاركها عزلتها و هروبها و صمتها ، يقرب منها بخطوات بطيئه تحاوط يده اكتافها و يده الثانيه خصرها
فزت بخوف و سرعان ما هدت من شافت يده هي اللي تحاوطها ترجع تعتزل بعالمها حتى بوجوده ، نزل سماعتها من اذنها : ما تسمعيني يا غزاله؟ ، هزت راسها بالنفي : اطلع! ، توجه لعند الباب يقفله ياخذ المفتاح يعرف عنادها و تمسكها برغبتها يدري انها لو ما طلع بتطلع هي : بزران حنا؟
سطام:بتفهميني اول بعدها براحتك يا قلبي ، ضحكت بسخريه ترجع تحط سماعاتها ، هي تضحك من فرط قهرها من كلام الناس عنه من انهم خصوه بـ الغضب رغم كل هدوءه و رزانته يضربونه بحدوده وهم يجهلون العتق اللي يحمله على اكتافه ما تنكر زعلاها منه وقت تركها اول ما وصلوا وازداد الان بضربه لخالد مرت اول ربع ساعة بصمت الى ما انضرب باب الغرفه واللي كانت خلفه وَحَشْ:ريمي ادري ما ودّك باحد بس حطوا العشاء و جده و خاله خالده يبونك تجين ، اخذت نفس من ما وصلها صوتها حاولت تفتح الباب و استغربت انه مقفول تجمدت بمكانها من وصلها صوت سطام: شويات و تجي تعشوا انتو! ، تقدم لعند المكتب مكان جلوسها كمل عشرة دقايق يشوفها تنشغل باوراق يجهل محتواها ، قبل راسها لثواني طويلة يتركها ترفع عيونها له : اعتذاري ما بيرجع اللي صار و كانها ما صار اسبابي سمعتيها و واضح انها ما ارضتك و لو اني اشوفها سبب كافي لي و قليل اللي سويته ضربي له بوسط الجموع كان غلط صح لكنه ما يستاهل زعل عيونك ولو حكي الناس زعلك لجلك انا بطرب مسمعك بحلو الحكي المهم نفسك راضية و سعيدة غزالتي! ، ما تكذب انه حوارته دايم فارقه تمتلي شاعرية تخلي مشاعرها تفيض بشكل غير عادي تترك ابجديتها على الشمال بحضوره لانه يبهرها بحلو الكلام تشوف قرائتها كيف تغير منطوقه و تشوف كيف لسانه يتخلى عن حدة كلامه و قصرة يمّها يتكلم لها بملى السطور بدون ما تكون نقطة بالنهايه ولو خلصت حروفه عيونه تحكي لها : انك عرفت انك غلطان هذا يكفيني اسبابك ارضتني ولو احد جاب طاريك بالردى صدقني بسوي نفس الشي لكن ما ابي مشاعرك تحكمك سطام ! انت النقيب سطام كيف تسوي كذا بحضور الفريق الاول و اللواء! ليه تضر نفسك عشان حكي انقال!
سطام:دامه يمسك و عشانك و دام الضرر صار عشان ما يوصلك انا راضي فيه! ، زفت تتوجه للمرايا تعدل شكلها : توعدني تكون الاخيره؟ عشاني؟ هز راسه بـايه : حلو ما ودّي اشوف عصبيتك انا! احب وجهك بشوش !
سطام:عصبيتي ما تمسك انتِ مُستثناة منها!
الريم:احب هالاستثناء جدًا طيب! ، ابتسم لها يلف انظاره للباب اللي انضرب بقوه فتح الباب يشوف جده قدامه : جدي!
مُنيف:شدعوه كان نمت ترا ماهي طايره ، ناظرت الريم جدها بحرج و قبل تنطق اي كلمه : انت للرجال و انتِ لجدتك بسرعة! ، و خلال دقيقه كانت هي عند الحريم وهو و جده في الحديقة: زعلتها انت؟
سطام:شافتني الكم قليل الاصل
مُنيف:ما تزعل عشانك ضربته ، دخلوا المجلس يلقون السلام يتوجهون لاماكنهم ~ بعد ساعتين راحو الضيوف يبقون ال جسّار و الٓ تركي بالمزرعه بالاضافة الى دُنيا
اخذت وريف كعبها تشيله بيدها : ١٠دقايق تشيلون الميك اب و تلبسون اي شي نروح عند الخيول ، و فعلًا كل وحده راحت لغرفتها عدا دُنيا اللي راحت مع الريم : احس عيب ادخل غرفتكم !
ضحكت الريم بهدوء:ترا مو نايمين فيها حنا
دُنيا:حتى لو يعني ! ، تقدمت الريم تدخل الغرفة تتبعها دُنيا تشوف كُتب موزعه على المكتب و ملف مختوم بختم اللواء يوسف و كان الملف يحمل اسمه و اسمها مشت لعند المكتب تقلب الملف على الجهة الاخرى تجمع الورق و الكتب ترتبها: معليش نسيت اشيل الاوراق ، كان مقصدها الاساسي تخبي الملف ماهو الفوضى اللي فوق المكتب: لا شدعوه عيني واضح تزوجتي واحد يشبهك من الكتب الموزعه و الاوراق ، ابي اشوف اخر كتباتك ! ، اخذت ورقه من بين الاوراق اللي على المكتب تمدها لها ، اعتادت توريها كتباتها كل ما بين فتره و فتره بطلب من دُنيا اللي كانت تحب تقرا لها ، عنها هالمره؟ هزت الريم راسها بالنفي: عن شخص جديد دخل كتاباتي ! ، بدات دُنيا تقرا محتوى الورقة ، غريق الايام الباحث عن الميناء لابد من وجود مرسى لايامك تجد به مرفأ لياليك السود ! عزيزي الغريق تجد في ميناي مرسى؟ تغدو بها صبحًا لي ؟ شمس فجري و سنا قمري؟ سند ظهري شريك الليالي المُبكيه القريب الجديد الغارق في الشعور هل تضحك لك السنين بجانبي ؟ تشعر بالدفء بعد صقيع بردك؟ هل اصبحت قلبك؟ ، ابتسمت دُنيا لها : أصبحت قلبك؟
الريم رفعت الريم اكتافها بالابتسامه : بين حكاوينا
دُنيا:صرنا نحب و نقول بينا حكايات! مشت الريم لدولابها تطلع ليقنز و بلوفر تعطيه لدُنيا : سمّي عيني بروح اشيل الميكب على ما تبدلين ، اخذت لنفسها ليقنز و بلوفر تروح لدورة المياه تبدل و تشيل الميكب لفت بجوالها اللي اضاءت شاشته برساله منه كان محتواها : اذا بتخرجون للخيول تدفي زين برد ، ردت عليه بطيب تقفل جوالها تطلع لدُنيا : خلصتي عيني؟ ، هزت راسها بـايه يطلعون من الغرفه يتوجهون لعند الخيول كانوا هم اخر من جاء
عهد:زين جيتوا!
وَحَشْ:لولا انه دُنيا معك كان قلت سطام عندك!
وعد:والله و صرنا نقفل باب الغرفة يا ريمي ، ناظرت الريم وَحَشْ بحدة:ما قدرتي تمسكين لسانك؟
وَحَشْ:كنت تحت تحقيق وريف كل محولاتي بالهروب كانت فاشله والله!
شجن:الله لا يحطني تحت تحقيق وريف ، المفروض وريف يحطونها بقسم التحقيق المجرم بس يشوفها يغرد بكل افعاله
ناظرتها وريف بسخرية:انتبهي امسك عليك شي بتشوفين كيف التغريد! ، سكتت من تذكرت هُذام و اعتذاره له و كلام الريم و اخر شوفتها له وقت وصلها لبيت جدها
الريم:شجن و دُنيا اختاروا لكم خيل !
شجن:اكيد الاصيل صرنا نحب بعض ، غمزت لها الريم تمشي لعند دُنيا اللي اخذت الباشم : اخترتي ثاني اهدا خيل موجود !
وعد:حقيقي سنافي و هُذام مدري شنو يسوون بخيولهم! انا من شفت مقطعك باخر مره جيتي لـ السحاب غسلت يدي جد! ، ركبوا سراج خيولهم يتمشون فيهم اوقات و اوقات يشدون عليهم كانت دُنيا تمشي بهدوء بعكس شجن اللي تعودت على الاصيل و صارت ما تخافه مثل اول
مجلس الرجال~
الجد و الاعمام دخلوا لقسمهم ينامون و حتى وائل و فيصل توجهوا للقسم اللي خصصه الجد لهم ينامون فيه يبقون العيال فقط ، شريان كان على اللاب حقه يخلص شغله و سطام يساعده سعود و سنافي على البلاستيشن و الباقي كانوا يلعبون بلوت ، اخذ شريان جواله يشوف رساله من الريم:تشبون حطب نسوي شاي و نقعد كلنا؟
دخلوا البنات للداخل يلبسون عباياتهم و حجباتهم و العيال توجهوا للجلسه اللي امام بيت الشعر يشبون الحطب و يرتبون الجلسة يطلعون العزبة ياخذون منها ابريق الشاي و البيالات يتوزعون بالجلسة يجلس سطام بجنبه الريم و يمّها اخوانها الاثنين و مقابلها سعود و هُذام و وريف و في الجانب الاخر وريف و شجن و دُنيا مقابلهم تركي و سنافي و رايف ابتسمت شجن تشوف جلستهم و كيف انهم مرتاحين دفا جلستهم اللي رغم البرد هم ما يحسونه ، دُنيا اللي كانت تعيش هالاجواء معهم لاول مره رغم خجلها الا انها كانت تحس بمعنى الحب لان جلستهم كانت اخويه و حنونه جدًا لفت الريم على شريان:شرياني قول تم!
شريان:سمّي عيني؟
الريم:تعزف لنا عود؟
شريان:من عيوني ! ، ابتسمت له بحب
عهد:تعزف انت؟ ليه ما ندري؟
شريان:لي سنه ما مسكت العود و محد كان يسمع دندنتي الا الريم و العيال ، جابت الريم العود من غرفتها تحط بحضنه
سعود:وَحَش ْ تغني لنا اجل!
وريف:اخوي مفتون بصوتها ها؟ ، حك سعود راسه يشتت انظاره : ايوا شنو بتعزف لنا شريان؟
شريان:وَحَشْ شنو بتغنين؟
وَحَشْ:افهمك ، فعلًا بدا شريان يعزف باوتار العود تغني وَحَشْ معه تتبعها مداخلات بسيطه من شريان الين ما صارت اصواتهم كلهم واحد يغنون كلهم عدا سطام اللي ما كان يعرف الاغنية ، كانت انظاره تتوزع على الكل لكن نظره بالاخص كان عليها هي كيف تحرك اصابعها مع دقت الاوتار و كيف تغني بكل عذوبه عيونها تتأمل شريان تلمع عيونها من شدة حبها له و للدفء اللي تحسه وقت يكونون اخوانها معها حس بيدها اللي صارت بيده تشد عليها تبتسم له : أنظرك وأتخيلك وأستلهمك ،وأسمعك في كل معزوفه نغم ، كانت تقصده بالابيات كيف نظرته لها و كيف نظرتها لها كيف كانت تتخيله من بعيد و كيف كانت حقيقته وهو بقربها هو الهامها في كتابتها في ايامها ، وانها تسمعه في كل معزوفه نغم لانه هو في بالها في كل جوهم الشاعري و تقصده بالاغنية هو نغم كل اغانيها حطت راسها على كتفه ياخذ فروته يحطها على كتفها : تشاركيني اغنية و اشاركك فروتي !
الريم:بس فروتك؟
سطام:و نفسي ولي و معي و مني! ، شدت على يده اكثر تبتسم فقط ، هي اللي تشوفه من نفسها انها ما تُكف عن الابتسام في كل حوار يجمعها معه تسطر كل شعورها بـعيونها و ابسامتها ، كان يشوفها كيف تغني و تبتسم و كيف صوتها يرتفع في بارتات و ينخفض في الاخرى و في لحظة تواجهت نظراتهم تتسع ابتسامتها تلمع عيونها يتلون وجها بالالوان الطيف من نظراته تحسه يكشف كمية الحب اللي بداخلها بنظراته هذي ، من الحب و الهيام الى الخوف هذا كان شعور رايف اللي يشوف وريف اللي كان بيدها كوب قهوه من بين كل اكواب الشاي اللي بالجلسه كانت تصور جلستهم مثل اول مره شافها من بعد ما قالت له انها تخاف انسحب لزاويته يتركها على راحتها رغم مرارت شعوره انه يحب لكنه يبعد عشانها عشان حُبه ! ، و ايضًا شريان اللي كان يشوف عهد اللي تغيرت نظرته تجاها من بعد ليلة بكاها على خاتمها ، كان يشوف انها طفله مليئه بروح المراهقه ما توقع من فتاه بهذا العمر تتوسط قلبه و تخليه يعيش كل هالشعور ، يبيها ما يكذب و مانعه الوحيد هو عمرها يشوف انها لسى صغيره تعيش المشاعر هذي و فكرة انها تتزوجه بهذا العمر هو ما يبيها حتى لو كانت هي راضيه من بين القضايا اللي اشتغل كانت لبنات كانوا بعمرها يطلبون الطلاق! يعرف ضرر هالشي و ما يبي يبدي حبها و رغبته على مصلحتها ، اخذ العود يحطه على جنب من انتهى يسمع صراخهم و تعزيزهم له يضحك لهم
عهد:نلعب صراحه جراءه؟ ، ما كان منهم رفض ابدًا ياخذون قاروة المويا يلفونها تجي عند دُنيا و سنافي
سنافي:صراحة ولا جراءه؟
دُنيا:صراحة
سنافي:لو كان بيدك تمنعين شي صار بحياة احد شنو بيكون و من بيكون؟
دُنيا:كنت يومها ما خليت سُلاف تجي مزرعتكم و تبقى معي ، كانوا كل اللي بالجلسه يجهلون سبب انتحار سُلاف عدا الريم و سطام و اخوانها ترحموا عليها كلهم
سنافي:اسف لو ، قاطعته دُنيا:سؤالك كان عادي جوابي ما يحتاج تعتذر عشانه ، اكملت وريف تلف قارورة المويا هالمره يتقابلون سطام و شجن
شجن:صراحة ولا جراءه؟
سطام:صراحة
شجن:ليه تزوجت الريم؟ يعني كيف وقع الاختيار انه زوجة المستقبل شنو اللي خلاك تنجذب لها و تحبها؟
سطام:لانها
أنت تقرأ
ياسند هالحياة يا ضلع من ضلوعي
Actionتُنجبر الريـم بحكم الظروف تنطق بـكل حياتها المخفية عن أنظار الجميع عدا جدها و والدها لـ أبن عمها النقيب سطام و كيف تجبرهم الدنيا لـ التعاون لجل السُلم؟