سطام:أتوه انا يا جدي ، أضيع من نفسي اتجرد من كل ما اعرفه بالدنيا اذا الموضوع هي! حتى نفسي ما عاد اعرفها ، ابيها و لكنّي أخاف من بكرا كيف اسامح و انا كنت بفقد روح؟
مُنيف:لكنّك ما فقدت روح ، هي رجعت لك اختك و كانت هي بتروح بدالها ، لا تمشي ورا ظنونك و تفقد روح ثانيه و تذوق الندم اللي بياكل ضلوع صدرك و ينهيك ، الدنيا فانيه و الايام ما بتبقى و الاخطاء بتغفر و تنسى لكن انتو؟ ما بتلقون بعض بالدنيا ثانيه لو فقدتوا بعض و طابت انفسكم!
ما كان كلام جده الا نقطه جديده يضيع و يتخبط فيها و كان اسباب الدنيا كلها عزمت انه ما يرسي على بر ، لكنه يحاول ، يحاول يتوسط بزعله و يفهم الاسباب و لكن جزء منه يطغى بالزعل و يعزم على عدم الرجوع و الانتهاء
رفع جواله يشوف اتصالها و مع كثير التردد هو رد لكنّه ما تكلم يسمع امواج البحر و هبوب الرياح و صوت انفاسها اللي توضح انطرابها ، أخذت نفس تنطق بـ: تسكت و افهمك ، لكنّي راجعه ارجع ما انكسر و اثبت خطوتك و ننهي هالخصام ، قفلت بعدها ما تعطيه مجال يجاول و ما كان له نيه للاجابه اصلًا ، رجعت تتوجه لشريان و الابتسامه على محياها و نطق شريان : هذي الريم اللي اعرفها
توسعت ابتسامتها تشد على يده فقط ، و لفت انظارها لهتان و هُذام اللي تسطحوا على الارض بتعب : بتبردون!
كانت ثواني فقط و وقفوا على اقدامهم يتوجهون للجلسه : خل نرجع الحين البرد هنا ما يمزح
الريم:نرجع ولا يهمك
هُذام:و ليلتنا!
الريم:نكملها في بيتنا ادفى و نشغل حطب كمان
شريان:تم مشينا ، فعلًا كانت دقائق جمعوا فيها جميع اشياءهم تركب الريم مع شريان و أخذوا هتان و هُذام سيارتها
نطق شريان من شاف شديد ركودها و شردوها : تخافين من الجاي؟
هزت راسها بإيه : أسبوع كنت بعيده عن الجميع مو بس عنه هو ، ما عندي اسباب توضح غيابي و تخفف الروعه اللي بصدر امي
شريان:أمي ما تدري ، تحسبك عند سطام و كلنا نحسبك كذا اصلًا ، سألته عنك و قال انك عنده لكنّك مشغوله و تعبانه شويما أستغربت فعلته لانها تعرف مدى حبه لانها و يعرف كيف الخوف يدب قلبها لو مسها ادنى شي ، لكنّها تفرح لجل هالأمل البسيط لجل أحتمال باقي البارق اللي فيه
-
دخلت لبيت جده من عرفت تواجدهم جميعًا ، وقفت اصواتهم و احتل الصمت جوهم ، لكنّها ابتسمت تنطق السلام تتوجه لامها اللي وقفت تفتح ذراعينها لها : فقدتك يا أمي إنتِ ، ما كان منها الابتسامه لجميع ما نطقوه هم ، من حكي اجدادها و البنات و حتى اعمامها هي تحاول تتماسك امامهم توضح الطبيعيه و انها مستقره و كل ما في دنياها بخير ، رغم اصفرار ملامحها و اكتسى التعب لجسدها الا انه تمازح دونا و تحارش وعد اللي كانت خطبتها بعد يومين بالضبط ، كان اجوائهم عائليه متناسين كل همومهم و اعمالهم لجل يستمتعون و لجل يستفهل خاطر غزيل اللي كانت طول لياليها الماضيه تشكي لمُنيف ابتعادهم و خوفها عليهم من ثقل ما على ظهورهم و ما كان منهم الا يجتمعون بهالساعه المتأخره من الليل لجلها
كانت عيونها تبحث عنه لكنها ما لمحته و تستغرب هالشي ، هي تعرف انه اول من بيركض لجل عيون جدتها و لكنّه مو موجود و تعرف من تركي انه هاليومين ما مر المقر ابد و همس مُنيف بـ اذنها من حسّ فيها : ماهو موجود ما جا
عبست ملامحها و لكنّها تحاول ما توضح شي ، أخذت شنطتها تتوجه للداخل توقف امام المرايا تشوف ملامحها ، ألم بطنها اللي هلك روحها ولا تفهم اسبابه صداعها المتسمر و جسدها الخالي من حيويته المعتاده، لفت على غزيل الواقفه امامها بعصاتها : وجهك أصفر
هزت راسها بـإيه ، و أكملت غزيل : غريبه سطام تاركك كذا ما يشوف وجهك؟
ابتسمت تواري انظارها و اسعفها دخول وعد اللي توجهت لها بخطوات متسارعة : طيب وحشتيني أنتِ
توسعت شفاة الريم بذات الابتسامة تلمع عينها و يتوهج داخلها ، صاحبتها و رفيقة دربها المواليه لها بكل مراحل حياتها اللي بعدت عنها لفتره ما كانت هينه : تنامين عندي؟ بيت أبوي نجهزك يا عروسه و نسمع سواليفك و نزيل الشوق؟
هزت وعد رأسها بإيه ، كانت مدركة الفراغ و المسافة ما بين صاحبتها و أخوها ، تشوف ضياعه و انسحابه لزاويته الخاصة و كأنه يرجع لشخصيته القديمة ، جلمود ، متعب ، ترهقه الذكريات ، و الأهم تشوف الجفا و لهيب الشوق ، تفهم أنه يضيع و تذكر هالنظره منه
مرت الساعات بلمح البصر و انتهت ساعة لقاهم
-
بيت عبدالرحمن
تركت عبايتها تتوجه للمطبخ تاخذ البُن و معدات القهوه و لفت من حست بيد شريان تأخذ الطاحونة من يدها : مو بهاليل ، أشربوا عصير ، تنهدت فقط ما ترد عليه تلمح اختلافه ، هدوءه ، الوقود المشتعل داخله ، تدرك ناره الموقده اللي زادتها هي : آسفه ، زدت همك و انت قاطعها يقبل رأسها يبتسم رغم ذبول ملامحه : اذا به شي يزيد همي هو بعدك عنا ، لا تتركيني أضيع و انتِ تقدرين تثبتين خطوتي توجهيني للطريق الصح مثل كل مره أضيع فيها ، أنتِ عمرك ما زدتي همنا على كثر ما كنتِ مصدر قوتنا حنا نخاف فقدك لا تخليني اذوقه يا أختي!
تفهم مقصده و تعرف الان انها ما تضيع لوحدها تتخذ قرار القوه من جديد تتلبسه رغم كبير جرحها تترك الاوهام و الاحتمالات و تختار ما خاطرها يبغاه ، قبلت خده تبتسم تتراجع بخطاها لغرفتها لعند وعد : وعديّ ولا صرتي وعد تركي خلاص؟
كشرت وعد ملامحها : عرفت ليه كنتِ تعصبين وقت الخطبة!
و اخيرًا ، الحمدلله اللي خلاك تذوقين من نفس الكوب!
ابتسمت وعد من لمحت صادق ابتسامتها بدون التصنع اللي كانت تشوفه منها قبل ساعة من الآن ، على كثير ترددها في هاللحظة الا انها وجهت انظارها تنطق بـ:ما يخصني ما بينكم ولا إبي أعرف إيش هو بس مافيه شي ينحل بالبعد ، هو يهرب و انتِ تهربين أخاف تضيع الفرص ترى الحسرة موت!
الريم: أحاولنا ، لكنّه يصدني أخاف صدّه يطول ولا أقدره
وعد:يحن لك! عينّه ما تشوف غير طيفك ، حتى وهو بمجلسنا باله ماهو معنا!
الريم:خلي طيوفي تسامره لعله يلين و يحن
كانت عدّة دقائق يملئها الصمت بعد حوارهم يسمعون صوت انفاسهم و اضطرابها ، قلق وعد و توتره لاقتراب يوم الملكة المستعجلة بطلب من تركي ولا رده أبوها أبد و ما كان على لسانه الا " خلي الفرح يزور دارنا ، نبي نبتهج"
الريم:متوتره؟
هزت وعد رأسها : متوتره و بس؟ أحس إني أختنق بـ أنفاسي !
الريم:تخاويني؟ نخفف توترك بطريقتي
وعد: دامها تخاوين ماهو قريب ، أروح معك كل الدروب
أبتسمت الريم لها تاخذ مفتاح سيارتها ، كانت الوجهة مجهوله لوعد و ما كانت الوجهة الا مزرعتهم و كانت الخيول بالذات هي المقصد ، وقفت بـ أوسط المزرعة تعرف هبوب الرياح لصدرها ، يوصلها صهيل السحاب تسرع بخطواتها نحوه : وحشتني!
ضحكت وعد بخفوت من تقدم خيل سطام لعندها : يميزك! ، أشتاق لصاحبة أكيد! من زمان ما جينا و شفناهم
هزت الريم رأسها: صحيح أخر شي بالشاليه ، ما بتركبين بخيلك؟ جبتك نبعثر كل مافي داخلنا مو عشان تشوفيني بس!
مضت نص ساعة على ظهور خيولهم بدون كلل او ملل و بعكس ذالك كانت تضحكاتهم مفعمه بالحياه متناسين همومهم
كان هارب من طاريها و ما لقى خطاويه الا بالمزرعة و في هاللحظة بالذات انظاره عليها شموخها و وقوفها المعتاد رغم اختلاف ما يشوفه بملامحها و عيونها ، لاول مره يتمنى ما يفهم نظراتها و يتجاهلها لكنّه يرضخ لجانب اللين فيه يعترف انه ما يقوى و ينهزم امامها حتى بـ اغلاطها و يحلف يمين انها لو تجيه الان هو بيغفر كل ما مضى و ما صار لو بس يفهم داخلها هو بيفهم داخله و تشتته ، أصبحت أقرب له من الوتين هي ملاذه و محطة معرفته بعد كل الاغتراب اللي عاشه ، ما يخف وهج حبها مهما كانت محاولاته للقسا و الجفا أكثر ، تنهد يرجع لسريره بوجه انظاره لامانة أمه اللي بين يدينه
-
بالأسفل عند الريم اللي تركت السحاب بمكانه تجلس على التراب بجانب وعد : تبين شوري؟
هزت رأسها وعد فقط تتركها تكمل كلامها : لا تواجهين أقدار دنيتك بعدم الرضا و الرفض ولا تخافين من الجاي و الأقدار بيد الرحمن ، ما تختاره لك اقدارك يكون أجمل من اختيارك ، تركي وقت جا أنتِ ما استوعبتي وجوده كفاية بالرغم من المشاعر اللي تكنينّها له و لجل هالشي كان تفكيرك أطول و خوفك أكبر ، قرار الملكة كان من طرفه و السرعة ما تعجبك أدري بك ، ما بخوفك و لكنّي أعرف مجال تركي هو يوم موجود و عشره لا يحاول يستغل الأيام و يفضي من كثافة اشغاله عشان يحضى باللحظة هنا يمّك و معك و ما أختار العجلة الا لانه مقبل على شي بيبعده و كـ رجا أخير مني لك ، أستغلي كل لحظاتكم و عيشيها لا تندمين على لحظة ما عشتوها ولا تتركين الغرور و الزعل ياخذك عيشوا حلو أيامكم و تهنوا فيها ، الله يملي خُطا حياتك سعادة ولا يوريني فيكم مكروه ، أحتضنتها لدقائق طويلة تهدي روعها و خوفها اللي تكاثر لوهلة ولكنّها ما سمحت أنها ياخذها أكثر من مدت يدها لها تقومها يتوجهون لبيت أبوها
مرت يومين بلمح البصر ، يومين يطغى فيها شعور وعد تتخبط بين السرور و الخوف ، ابتسمت الدفء المحيط فيها بيتهم اللي يعج بكثير الاصوات المليئه بالسرور و الفرح زغاريط جدتها و الاغاني اللي يتراقصون عليها البنات محور هالليله هي ، سعادتهم اللي تعم عليهم لسعادتها هي ، تبتسم لدخول سطام اللي توجه يقبل رأسها يحضنها ، دخلت الريم بخطوات مستعجله : وعديّ أنا بروح و قُطعت انفاسها يختلف لونها و هيئتها من لمحته ، من صدت عيونه عنها من اكتافه اللي رجعت تتوجه لناحية وعد تتركها خلفها تستوعب تغير لحالهم للمره المليون من فراقهم ضلوع صدره ما عادت تلمها و تهون عنها كثافه ما تحسه هو سحب يدينه عنها يتركها تحت قيض اللهيب ، تراجعت بخطواتها تنزل للاسفل تقصد سيارتها
أخذ نفس يجبر ابتسامته يتصنع الطبيعية يمد يده لجيبه يطلع منه علبة صغيره تحتوي على سلسلة ما يزينها الا الماسة وحيده في المنتصف و نطق من حس بغرقها : من أمي ، قبل كم سنة و ضحك يشتت شعوره من صار المشهد يتكرر امام عيونه ، منادتها له و الابتسامة اللي تعتلي شفايفها رجفة صدرها و صوتها الناطق بجملة يقشعر منها بدنه للان " الدنيا فانيه و الواحد ما يدري عن عمره ، لو أخذ ربي امانته هذي امانتي لوعد أختك لزفيتها لعريسها عطها " يذكر اصراره انها تحتفظ فيه عندها و تتعوذ من الشيطان و تريح قلبه و تترك كل هالحكي لكنّها أصرت عليها و ظلت تذكره فيه ، لف عليها يمسح دموع عينها بطرف كمه يقبل رأسها ، افرحِ و خلي الدنيا تطرب ، عيشي الفرح كامل الأيام ما بتعيد بعضها ولا ينقصك شي و أنا أخوك ، رفعت انظارها له تقبل ظهر يده الممسك بكفها : أعيش الفرح كامل انا ، بس لا تشوفني لوحدي عيشه حتى انت !
ما كان منه حرف واحد غير انه قبل راسها يتوجه للخارج
أنت تقرأ
ياسند هالحياة يا ضلع من ضلوعي
Acţiuneتُنجبر الريـم بحكم الظروف تنطق بـكل حياتها المخفية عن أنظار الجميع عدا جدها و والدها لـ أبن عمها النقيب سطام و كيف تجبرهم الدنيا لـ التعاون لجل السُلم؟