تكلمت نوف من لمحت جديه بنتها و غيرتها : عهدي مو انتِ تقولين انه الخير ينوصف بصاحبه؟ و تقولين ليت الكل يتسمى بالشي يزهها في افعاله؟ هذا جدك من كثر طيب اصله و احترامه و كيف انه انسان طيب صاروا ينادونه جدي ، مو الجد الشخص الحنون و مصدر الدفء؟ هذا نفس الشي يا امي انتِ! ، ناظرت امها بسكون هي صحيح تغار من حقيقه انه الكل يركض يكون جنب جدها تشوف جدها من الاشياء اللي تخص عايلتهم ولا يحتاج احد ثاني يشاركهم بهذا الاسم هي تدرك كلام امها وهي اللي قالت هالكلام لكن ترعبها فكرة المشاركه و فكرت التقاسم للاشخاص اللي هي تودّهم لفت انظارها لجدها المبتسم ابتسامه شديدة الحنان و دافيه المعنى تعرف هالابتسامه اللي ترسمها شفايفه وقت احد فيهم يزعل و الان انرسمت لها هزت راسها بالنفي بـمعنى ما زعلت رفع شريان راسه من على جوالها : سمّ عيني ؟
مُنيف:سلمت ، شصار بشغلك؟
هز شريان راسه بـاسى واضح على ملامحه: عدلت اغلب الاشياء و ما قصرت الريم خلصت كم شي وقت رجعت اليوم الصباح و امس سطام ساعدني لكن الخراب من داخل في احد يلعب بالحسابات و القضايا
مُنيف:روح شركتنا و اسئل عن سلمان الصقر
شريان:جد ، قاطعه مُنيف:ما بغيت اساعدك براس المال و ما بغيت ادعمك وقت فتحت المكتب وقلت لك تم و لك اللي تبي بس الحين ما اسئلك عن رضاك و لا انتظره دامك عارف انه فيه غلط بساعدك فيه !
شريان:ما قصرت طال عمرك
رجعت عيونه تتعلق بسطام و رفع عيونه سطام من حس بعيونه احد عليه يشوف جده مكثف النظر فيه و عيونه تسطر تساؤلات كثيره لكن سطام يمتنع عن جواب هذي الاسئله لاول مره سطام عيونه تترك عيون جده ينزل انظاره للخاتم اللي يعانق يده ، خاتم منها هي اخذته له تخصهم فيه تذكر طلبها من اعطته هذا الخاتم
قبل ساعتين ~
غفى بعد دقائق شتته شعوره و عاشه الالم لكنها معه و جنبه و ما تركته الا بعد ما نام اخذت مفتاح سيارته تروح للمول تاخذ خاتم اختارت الخاتم من بين كل الاشياء بالكون لانها تحسه اقرب و اعمق ، رجعت البيت تشوفه يدور بالصاله بتوتر فضيع و سرعان ما فز من شافها:سطام؟ ، زفر يمسح على وجهه و قربت هي منه من جلس تخلي يدها اسفل رقبته : شصار؟
سطام:صحيت ولا شفتك و اتصلت ولا رديتي ولا شفت مفتاح سيارتي خفت صار شي
الريم:مافيه شي طلعت اخذ لك هذا ، رفعت الكيس لمستوى نظره و عقد هو حواجبه بـاستغراب:شنو؟
رفعت اكتافها بـابتسامه:افتحه ، فتحه يشوف خاتم لونه ازرق غامق و تكلمت من شافت استغرابه: ازرق لاني احبه و عيني ما جات الا عليه هو و عشانك قلت انه بقى من سُلاف لي اسواره تدري شنو تعني لي هالاسواره و دايم احطها؟ هز راسه بالنفي و ابتسمت له : اول ما اعطتني سُلاف هالاسواره انا كنت بين الغضب و الحزن و بين رفض التصديق و بين انه هالشي واقع حاصل وقتها قالت لي لو حسيت بهذي المشاعر اشوف الاسواره و اتذكرنا ضحكنا و بكانا و استمتاعنا و حزننا كانت تقول اني بحس انها معي و بعدها ببدى اهدى لاني بنسى نفسي لو غصت داخل هالذكريات و برجع اركز ما اهدى بعرف كيف اتعامل مع الوضع حتى وقت خطبتنا انا كانت عيوني على هالاسواره و تذكرت سُلاف كثير يومها من بدايه اليوم اللي خطبني فيه خالد الى الوقت اللي هزمتني فيه الحراره وقتها دخلت بين اني ارضى بالواقع و احارب الذكريات اللي غصت فيها ، ما جبت لك اسواره لانه ما بيليق ولا هو حلو بس هالخاتم تذكرنا فيه حنا الاثنين تذكر اني جيت لحضنك بيوم و تذكر الوقت اللي قلت لي فيه اني قلبك و تذكر زعلي و تذكر اللحظه اللي صارحتني فيها بشعورك مع ابوك تذكر اني جنبك بكل احوالك لاني انا عرفت سطام بكل احواله سوا كان سطام اللي يحاول ولا سطام اللي يكتسيه الجمود انا بكل الحالتين هذي مع سطام و راضيه فيه تمام؟
بعد ما انتهوا تفقرق الجميع ما بين سطام و الريم اللي راحوا لغرفهم و شجن اللي توجهت لعند الخيول و وَحَشْ و سعود اللي جلسوا بالحديقه بجنب سنافي اللي يحارشهم عهد و وريف كانوا بـصاله بجنب مُنيف و غزيل و شريان طلع من المزرعه يتوجهه لشركة جده و ال تركي رجعوا لقسمهم ، وقفت عند السحاب اللي كان يدور حولها بشكل هي ما تفهمه كان يصهل ما بين الثانيه و الثانيه اللي تليها كان بعز جموحه لكنها ما تعرف بهذا الشي هي تجهل الكثير بـالخيول لفت انظارها لـ الاصيل اللي توجه لعندها يسند ظهرها و يصهل لـ السحاب ما استوعبت كيف صارت هي و سطهم و انهم يحاوطونها تجهل سبب وقوف الاصيل يمّها و كل اللي تعرفه في هذي اللحظه و تحسه هو خوفها ، كان يمشي قريب الاسطبل و شدت ارتفاع صوت الخيول اللي متاكده انهم السحاب و الاصيل هو يعرف خيله و طريقته بالصهيل و يعرف السحاب و طريقة بالغضب توجه لعندهم يشوفها واقفه بالنص و تعض اناملها من شديد توترها بهذي اللحظه توجه عندها ينادي لـ الاصيل اللي رفع رجلينها الاماميه يوقف على الخلفيه فقط ركض هُذام لداخل الاسطبل يسحبها من يدها من اشغل الاصيل السحاب يطلع معها خارج الاسطبل ياخذ جواله يتصل الريم ينطق بكلمتين فقط: الريم خيلك! ، ترك جواله يتوجه لعندها : شجن ناظريني ، كانت انظارها على الارض تهز رجلينها بتوتر و خوف و لازالت تعض اناملها صرخ بـاسمها يخلي الموج المتجمع بعيونها ينزل : خفت! ابي رايف!
هز راسه ياخذ جواله : ما تخافين انتِ بنت عزام ما تخافين ، اتصل على رايف اللي بثواني صار عندهم ، مجرد ما صار عندها حضنته تشد عليه تستجمع ذاتها داخل حضنها لدقائق طويله جفت فيه دموعها و ركد فيها قلبها
عيوني انتِ شصار؟ رفعت اكتافها بعدم معرفه : رحت اشوفهم و فجاء صار السحاب يصهل بقوة و يدور حولي و الاصيل جاء ورا ظهري ما فهمت
هُذام: السحاب بعز جموحه و صاحبته لها فتره تاركته و الاصيل لانه يعرفك حمّاك رفعت انظارها له : حماني؟
هزت راسه بـايه:ركبتي عليه انتِ و سولفتي معه؟
شجن:ايوا
هُذام:صار يعرفك و يشوفك شخص قريب منه و يتوجب عليه حمايتك وقت يحس بخطر يحاوطك
من بعد جمعة الغداء توجهوا لغرفتهم برغبه منها هي ،
ودّك تنام؟ ، هز راسه بالنفي يجلس على المكتب:اتفاقنا يا سطام؟
سطام:نمشي كثير بـاتفاق ولا احبه قلت لك يكفي تقولين اللي تبينه اما اتفاق انا اسوي اللي ما تبين وانتِ تسوين اللي تبينه ما احبه ! ، ابتسمت تمد يدها للكتاب المتواجد على المكتب تحطه بين يدينها تجلس على طرف المكتب :ودّك تمنعني عيني؟ هز راسه بـايه و اكملت هي:من؟
سطام:القهوه ، فتحت الكتاب تتصفحه:حلو شرايك بالدخان؟
سطام:مو نفس الشي
تنهدت بهدوء:نفسه ، يريحك ؟ تريحني القهوه يضرك؟ تضرني شي انحكم عليك و صار بلا و ادمان نفس الشي القهوه معي تخاف علي منها؟ وانا اخاف عليك منه ، رجع الصمت يضج بالمكان لكن ضجت دواخلهم كانت اكبر و لغتهم الان هي عيونهم اللي كانت تسطر الم الفقد و الخوف و الحب ، ما يخفى عليها احتراقه من الصباح اتفاقها انه ما يقرب اي ورق يخص الشغل لانه سيد هالمره هو عنوان الاوراق الاسم اللي ضم احتراق اوراق وضحى من الحياه و رمد بعيالها :تكلمت لك ، تكلمي لي سكت لثواني و اكمل من شاف استغرابها :تكلمت عن امي تكلمي لي عن سُلاف ، رخت اكتافها و اختفى شموخها :شنو تبي تعرف؟
سطام:ما ابي اعرف عنها شي انا ابي انتِ كيف تحسين كيف عشتي بعدها؟
الريم:كان في روحي فراشات و بقت جثثها داخلي تعرف كيف بقايا جثث داخل انسان حي؟ ابتسمت توازن صوتها : دخلت اكتئاب ما كانت عيوني تبكي كانت روحي امي و ابوي و اخواني كانوا يعيشون فقدي انا مع فقد سُلاف دفنت نفسي بالكتب اغلب وقتي اروح البحر مع ابوي كنت اطلبه دايم يوديني و اجلس ساعات بالحر بدون ما اشوي شي كنت استفرغ اكلي كاني استفرغ روحي و شعوري كنت اعيش على
بقايا ذكرياتي معها صورنا الفويسات اسوارتها اللون الازرق الكتب ما كنت الريم على كثر ما كنت سُلاف تمشي بروحي و داني ابوي المستشفى بعد ما شاف كيف تغيرت صرت اراجع هناك ، تغيرت ملامحه ما كان يتوقع هالكميه الهائله من المعاناة اللي هي مرتها كان يظن انه مقدار الالم يصغر لو كان اصغر بالعمر و كان تفكيره الدايم لو امه راحت بعمر اصغر كيف مقدار الالم بيكون : كنتي تقولين المك؟ هزت راسها بالنفي :بابا قال وقت بلغني بـانتحارها اني اعيش حزني و المي ولا امنعه بس انا عشت في ذكريات سُلاف و نسيت نفسي و بعد اول جلسه قالت لي الدكتوره اني ما احتاجها لانها كانت تشوف بعيوني شخص يقدر يتشافى كنت اروح لها بس عشان ابوي كنا نسولف بكل شي بالحياه الا سُلاف و فعلًا انا شافيت نفسي بنفسي ، وقف يقرب منها اكثر : عيونك تتكلم بكثير اشياء كنت اجهل لغة عيونك في البدايه وقت مكابرك و وقت غرورك بس الحين افهمها افهم معاناتك و افهم مصدر قوتك و افهمك انتِ افهم سبب حبك للوضوح ابتسمت تمد يدها لصدره : وانا افهم هذا افهم معاناته و حبه و قسوته و بكاه افهم ليه صار حجر بعد ما كان ادفى مكان و لسى هو دافي عندي هز راسه : مو عندك هو دافي لك! مدت يدها تحضنه تخلي يدها ورا عنقها و الاخرى على ظهره اما هو مد يده لمكانه المعتاد بظهرها : تعبتي؟
الريم:ودّي انام فكها يمسك يدها يتوجه للسرير:تنام معي؟ ابتسم يرفع حاجبه و عقدت حواجبه بـاستغراب و سرعان ما تلون وجه بالاحمر من استوعبت :لا قصدي ننام نوم طبيعي ضربت كتفه : ما تعجبني يا نقيب ما تعجبني!
تسطحت على اليمين يتسطح جنبها يصير ظهرها مقابل صدرها يشم المسك اللي ريحتها تفوح من عنقها و شعرها قرب لعنقها يقبلها ، غمضت عيونها من حسب بشفايفه تلامس جلدها تحس فيه يقبل اماكن مُتتاليه تحركت تخلي وجها يقابل وجهه: مو بصالحك!
الريم:شنو مو بصـ قاطعها يقبل شفايفها بـاندفاع لدقائق : مو بصالحك تصيرين حلوه بهذا الوقت ، ما ردت عليه تعطيه ظهرها تغطي وجها بالبطانيه ضحك هو يستفزها : غبي!
مدت يدها لجوالها اللي رن تشوف اسمه هُذام مجرد ما ردت عليها فزت من سريرها : شصار؟ ، ما ردت عليه تاخذ عبايتها تركض للاسفل خاف من سرعتها و بثواني ركض خلفها ، وصلت تشوف السحاب اللي يصهل بكل قوته و تشوف هُذام و رايف اللي عند شجن : صار فيك شي عيني؟ ، هزت شجن راسها بالنفي بـابتسامه : الاصيل ما سمح له ابتسمت الريم بالمثل : اصيل الاصيل ولا يا هُذام؟ هزت راسه بـايه رجعت تلف لـ السحاب اللي رجع يصهل مشت لعنده : ما تتوب انت؟ صهل يقرب لعندها : بكسر عنادك الحين اخذت السراج تلبسه اياه وقف لثواني يسمح لها تصير عليه و ماهي الا ثانيه وحده استقرت هي فيها علي يركض بـاقصى سرعته صرخ سطام خلفها لكن سرعة السحاب كانت اقوى مشى لعند خيله ، لمحه هُذام يجهزه : لا تروح لها!
سطام:تستهبل انت؟ ، هز راسه هُذام:ما تعرف السحاب انت لو شاف خيل ثاني معه وهو كذا بيزيد جموحه و محد بيقدر يوقفه الشخص الوحيد اللي قدر على السحاب هو الريم
سطام:بس قاطعه هُذام:ما بتغير قانون سنين بيومين يا سطام هي تقدر عليه مو هو يقدر عليه هي اكثر من كل شي انت تظنه هي اقوى و هي ادهى حتى منا هنا يا العيال قدرت على ال متعب و حنا كنا نظنهم نهايتنا مسكت حبالهم بدل هم يمسكون حبالنا!
عقد سطام حواجبه بـاستغراب:ال متعب؟
هُذام: من شركتنا بفتره قدروا يدخلون لداخلنا و قدروا يتلاعبون بالحسابات جدي ما رضى نعلم الريم
سطام:السبب؟ ، اكمل هُذام: كان هالموضوع بنفس الفتره اللي صار فيها حادث هتان ، كبر الموضوع و جدي كان لسى رافض لكن بالنهايه فهم انه ما فيه حل لنا الا هي و فعلًا جات و ما طلعت الا وهي مطلعه كل صغيره و كبيره و قالبه الطاوله على ال متعب هي ريمنا و قوتنا ما يكسرها الا اللي يعرف ضعفها
سطام:ما تعطيهم احد هي وحدها تعرف الضعف حقها
هُذام:واللي تحبهم
أنت تقرأ
ياسند هالحياة يا ضلع من ضلوعي
Aksiyonتُنجبر الريـم بحكم الظروف تنطق بـكل حياتها المخفية عن أنظار الجميع عدا جدها و والدها لـ أبن عمها النقيب سطام و كيف تجبرهم الدنيا لـ التعاون لجل السُلم؟