بارت9

628 10 0
                                    

سقط لؤى غلى الأرض وسقطت حور فوقه.. وكانت يدها أسفل ظهر لؤى... عم السكون المكان.. وكانت حور شبه مخدرة.. لا تعلم أهذا حلم أم علم؟!... اما لؤى فقد أنتابه ذاك الشعور.. ذاك الشعور الذي لا ينتابه إلا إذا كانت معه الحورية... وكانت دقات قلوبها تكاد تسمع الأصم.. وكان كل واحد منهما يشعر بنفس الآخر..... قال لؤى وهو شادراً: حور انتي اي؟ ليه ليه قلبي بيدق كدة؟
انتبهت حور  لما هى فيه وكادت ان تقوم إلا ان يدها المدفونة تحت ظهره منعتها... قالت حور بألم: اااه ايدي
انتبه لؤى لما هما فيه وقال بغضب: انا الحق عليا أصلا انى طلبت منك المساعدة.. بنت غبية
حور بغضب: كتر خيري اصلا انى ساعدتك
لؤى: وهى فين المساعدة دى معلش؟
حور: ما انت بقى الى تقييييل قوي بجد.. قوم من على ايدي
لؤى: لا مش هقوم
حور بغضب طفولي: ليييه
لؤى: مزاجي بقى... يا بت انتى كمية الغباااء الى عندك دي.. اوماااال انتى جيا ليه اصلا!!
حور باستيعاب: ااه سورى.. وبعدها سحبت يدها بقوة.. قامت حور تاركة لؤى على الأرض... واخذت تنفض ملابسها من الغبار.... قال لؤى بسخرية: ختيلي كام صورة
حور بعدم فهم: نعم؟
لؤى: يلااا ارفعينى
حور: ايه تاني..لا مش هقدر
لؤى وهو مجمع ذراعيه: تمام خلاص خليني كدة
حور: طب استنى هحاول تاني... اقتربت منه مرة ثانية و لفت ذراعيها حوله بإحكام و حاولت جاهدة ان ترفعه و بالفعل قد فعلت ذلك و اجلسته على الكرسي... جلست حور على الفراش وقالت بتنهيدة: وأخيراً
لؤى: ليه يعنى كنتي شيلا ايه؟
حور: ترلاا
لؤى: والله
و فجأة بدأت حور بالضحك.... كانت تضحك بقوة و نزلت دموعها من كثرة الضحك... قال لؤى باستفهام: ايه الى مضحكك كدة!
حور ما بين ضحكاتها: انا...بضحك.. على.. الوقعة الى وقعناها.. مش قدرا.. حقيقي موقف فظيييع..
شعر لؤى أنه يريد ان يضحك.. فقد بدا هذا الموقف حقاً مضحكاً.. ولكنه تماسك وقال فى نفسه: فى اي يا لؤى؟ بجد انت هتضحك؟ لا يا لؤى.. انت انسان متستحقش انك تفرح اصلا.......... قال لؤى بصوت جاد: يلا نزلينى للجنينة... قامت حور و مسحت دموعها.. و أمسكت بالكرسي من خلف و خرجت من الغرفة... وبالفعل و حدت مَنَزَل وقد بدا انه صُنع خصيصاً له.. لكي يستطيع النزول من عليه.. وكان خشن الملمس مما يجعل الصعود و النزول عليه آمن... نزلت حور بلؤى.. وقد كانت العائلة جالسه حول المائدة تتناول الإفطار عندما لاحظتهم فريال قالت بحب: صباح الخير يا ولاد
لؤى و حور بصوت واحد: صباح النور
فريال: ريحين الجنينة؟
حور: اه.. وكمان لؤى بيه هيفطر فيها
فريال بإبتسامة: خلاص ماشي هقول لأماني تجيب ليكوا انتوا الاتنين الفطار
حور بإبتسامة: شكراً.. عن اذنك يا طنط.. وبعدها خرجت حور.. وسط نظرات الحب والاشمئزاز ايضاً لها.... خرجت حور للحديقة وكان الجو مشمس و جميل.. جلست حور على المقعد و كان أمامها لؤى.... قالت حور: الجو حلو النهارده
لؤى: يعنى
حور بفرحة: الله بغبغاان.. واقف هناك اهو
لؤى: بتحبيهم؟
حور: جداااا.. استنى هحاول امسكه.... قامت حور وكانت تحاول الامساك به بفرحة وكانت تركض وراءه كالأطفال.. جاءت أماني ومعها الإفطار.. وضعته على الطاولة وعندما رأت حور وهى تحاول ان تمسك بالببغاء قالت: ياااه اد ايه البنت دى بريئة قوي بجد.. سبحان الله حقيقي تخش القلب بسرعة
لؤى بشرود: يمكن.. ناديها يلا تيجي
وبالفعل نادتها أماني.... جلست حور على مقربة من لؤى و شرعت فى إطعامه.. وكانت فى نفس اللحظة تأكل أيضاً
خرجت رقية من باب القصر ذاهبة لجامعتها.. ولكن استرعى انتباهها مشهد لؤى و حور وقالت فى نفسها بحب: الله بجد ليقين جداً لبعض.. وبعدها ذهبت الى سيارتها السوداء التى عادت من الإصلاح.. وكانت ترتدي بنطال جينز واسع و بلوزة زرقاء بسيطة.. وحجاب ابيض و القليل من مساحيق التجميل وساعة جميلة...وكانت أنيقة جداً... انطلقت بسيارتها الى جامعتها...... كانت حور تُطعم لؤى بكل لطف.. وكان لؤى يشعر بالراحة معها.. كان يقول فى نفسه: معقول اتسرعت فى الحكم عليها! هى استحملت جفائى معاها و برودى و عصبيتي.. ومشفتش منها حاجه وحشة.. ممكن فعلا لما وقعت عليا مكنش قصدها.. فعلا السجادة الى فى اوضتى دى كعبلت كتيير
.. لا بس بردو الله اعلم.. ما ممكن تكون بتستحمل عشان الفلوس مش اكتر.. اه هى كدة اكيد... قطع تفكيره صوت زياد الذى كان واقفاً خلف حور قائلاً: صباح الخير
انتبه لؤى لابن عمه وقال: صباح النور... اما حور فلم ترد
قال زياد لحور بإبتسامة ماكرة: صباح الخير يا حور
حور بجفاء: صباح النور
زياد: عملا اي يا حور؟
حور بجفاء: الحمدلله
لاحظ لؤى خطب ما فى حديث زياد و حور
زياد: ديما يارب... وفجأة وضع زياد يده على كتف حور.. انتفضت حور من مكانها بغضب وقالت: ايه ده يا أستاذ
لؤى بصوت عالى وقلق: في ايي يا حور!؟
حور بغضب: حط ايده على كتفي
لؤى بغضب: نعععم!!
زياد ببراءة مصطنعة: لا لا والله انتى فهمتيني غلط.. انا بس كنت بشيل حاجه من على كتفك
حور بغضب: والله! مكنش فيه حاجه اصلا
زياد: ما انتي مكنتيش حساة بيها
حور بغضب: والله انت..... قاطعها لؤى قائلاً ببعض الحدة: بس كان ممكن تقولها يا زياد فيه حاجه على كتفك صح؟
زياد: منا محبتش اخوفها
لؤى: ليه هو كان عقرب!
زياد: خلاص انا غلطان انى كنت بشيل عنها حاجه ممكن تأذيها
حور بغضب: شكرا بصراحة لولا مساعدتك كان زمان الكوبرا قرصتني
زياد إبتسامة مستفزة: العفو.. يلا سلام اصل ورايا النهارده صفقات مهمة لازم احضرها.. ثم انصرف وذهب الى سيارته وكان يرتدى بدلة رسمية رماديه و نظارة شمس سوداء باهظة الثمن و ساعته الرولكس.. وكان فى كامل الأناقة..... اما حور فكانت غاضبة جداً لتصرفاته ولانه استغل عمى لؤى وفعل ذلك.... أحس لؤى بشئ ما بين حور و زياد.. فهو أيضاً يعلم ابن عمه جيداً فقد تربى معه.. قال لؤى لحور: حور لو اي حد هنا عملك اي حاجه قوليلي
حور ببعض الحزن: ماشي.....................
جاءت ظلمة الليل سريعاً و أزالت ضى الصباح.. فى القصر....
كانت دلال تجهز نفسها استعداداً لحفل الزفاف.. فقد ارتدت فستاناً فضي اللون و كان باهظ الثمن وجمييل و جذاب للغاية.. وارتدت عقداً من الماس و وصففت شعرها و وضعت الكثير من مساحيق التجميل..... و وضعت عدسات زرقاء اللون... و ارتدت صندل ذا كعب عالى ازرق اللون و حقيبة صغيرة زرقاء.. وكانت فى كامل أناقتها.. وقفت أمام المرآة وقالت بغرور: هه ايوة انا دلال هانم لازم اكون احلى و افخم حد هناك..... جاء صوت فريال الطيب قائلاً: خلصتى يا دلال؟... التفت دلال خلفها.. لتجد فريال ارتدى فستاناً سماوي اللون و حجاب من نفس لون الفستان و كانت تضع فى عيونها الزرقاوتين كحل ازرق يبرز زرقاوتيها الواسعتين... و كانت ترتدى صندل بسيط و أنيق لونه ابيض وكان مسطحاً ليس به كعب و كانت تحمل حقية صغيرة بيضاء... بالرغم من بساطة فريال و ملابسها.. إلا انها كانت تشبه ملكات الجمال حقاً.. شعرت دلال بالغيرة من فريال.. فقد شعرت انها اجمل منها وخافت ان تختطف الأنظار منها... قالت دلال بحقد وبرود: اه خلصت يلا...... نزلت دلال و فريال من على الدرج و كان مازن ينتظرهما بالأسفل وكان يرتدي بدلة رسميه سوداء.... خرجوا من البيت فى سيارتهم السوداء الفاخرة.. جلس مازن بجانب السائق.. وجلست فريال و دلال فى الخلف بجانب بعضهما.. وانطلقوا....
.........................
فى غرفة لؤى.....
كان لؤى جالساً على فراشه.. يستمع لإحدى البرامج بملل.. ولكنه احس بالجوع فنادى حور التى تقف بالشرفة وقال: حوور
التفت حور وقال: نعم
لؤى: انا جعان.. هاتيلي العشاء
حور: بس هو متعملش لان مفيش حد هنا.. الخدم مشيوا بدري قوي
لؤى: ايوا مكلش انا يعني
حور: طب بص انا هنزل اشوفلك اي حاجه... وبالفعل نزلت حور و دخلت المطبخ وقالت: ايه ده ده مفيش حد هنا غيري انا و لؤى!.. سابونى مع المتحول ده ربنا يستر..
فتحت حور الثلاجة فوجت بها الكثيييير من الطعام.. فختارت احدى الأطعمة و قامت بوضعها فى الفرن لتسخن
عندما سخنت.. وضعتها على الصينية و صعدت بها لغرفة لؤى.... و ضعت العشاء على الطاولة و شرعت فى إطعامه................... تسللوا الى القصر.. كانوا اربعة.. يرتدون ثياباً سوداء ملثمون و يضعون غطاءاً على وجههم.. تسللوا الى القصر عن طريق الباب الخلفى.. فقد كان معهم نسخة من مفتاح القصر.. فكيف ذلك؟!... دخلوا مباشرة الى الصالون وبدأوا بتجميع كل ما هو لامع و ثمييين.....
كانت حور تطعم لؤى وكانت تقول فى نفسها: معقولة حد بالغنى ده و الجمال ده ويرضى على نفسه انه يكون اعمى و مشلول!! حقيقي تفكيرك يا لؤى معقد و غريب جداً.. بس عارف بردو انك تخسر امك و ابوك و اختك فى ليلية واحدة مش هين ولا سهل.....ولكنّ قطع تفكيرها صوت ما
قالت فالمرة الأولى انها تتوهم.. و أكملت إطعام لؤى.. ولكنها سمعت ذاك الصوت مرة آخرى فشعرت ببعض القلق فقالت للؤى: انت سامع الصوت الى انا سمعاه!؟
لؤى بتعجب: انى صوت!؟
حور بقلق: انا سمعت صوت جاي من تحت بس مفيش اصلا حد تحت لانى لسا طلعا ومكنش في حد
لؤى: متأكدة انك سمعتي صوت
حور: اه والله
لؤى: ممكن بتتوهمي وخلاص
حور بقلق: امم ممكن.. فأكملت فى إطعامه.. ولكنها توقفت فجأة وقالت بخوف: لؤى بجد والله انا سمعت صوت شخص
بدأ لؤى ايضا بالشعور بالقلق.. فقال: حور اقفلي باب الاوضة بالمفتاح... وبالفعل قامت حور واقتربت من الباب بخوف.. وعندما اقتربت سمعت لم تسمع صوت شخص.. بل أشخاصاً تتحدث.. شعرت بالخوف الشديد ولكنها ارادت ان تعرف من بالخارج.. ففتحت الباب ببطئ شديد  فوجدت أربعة ملثمين.. يقفون بالصالون.. فزعت جداً و أغلقت الباب بسرعة على الفور بالمفتاح.. وذهبت للؤى وقالت بخوف و فزع وتلعثم: ل.. لؤى.. فيه.. فيهه
لؤى بقلق: فى ايي!؟
حور بخوف: فى ناس وقفا تحت مغطية وشها.. شكلهم حرامية
لؤى بتعجب: ايي!.. حور اتصلي بالشرطة
حور: انا نسيت تليفوني فى المطبخ
لؤى: طب خدى تليفونى هتلاقيه فى درج الكومودينو..اتجهت حور له و فتحت الدرج و أخرجت الهاتف.. وكانت متجهة ناحيته ولكنها كانت ممسكة به برعشة وخوف.. وفجأة سمعت صوت عالى فانفزعت و سقط الهاتف منها.... انحنت حور وأمسكت بالهاتف ولكن وجدته لا يُفتح... قال لؤى: هااا
حور بخوف: ال.. التلفون وقع ومبقاش يفتح
لؤى بغضب: يعني مش عارفة تمسكي تليفوون!
وهنا انهمرت دموع حور.. فقد كانت خائفة جداً و بل مرعوبة... لاحظ هذا لؤى فقال محاولاً التخفيف عنها: خلاص يا حور.. معلش.. طب اهدي
ولكن كلماته لم تهدئ من روعها وبل ازدات فى البكاء.. حاول لؤى تهدأتها.. ولكنها لم تتوقف.. ولكنها توقفت فجأة  عن البكاء.. و كاد ان يتجمد دمها فى عروقها.. وكاد ان يخرج قلبها من قفصه.. فقد رأت سُلماً قد وضع على سور الشرفة.. ويبدو ان هناك شخص سيصعد للغرفة عن طريقه... لاحظ لؤى سكونها فقال بخوف وقلق: حور فى ايه!!
جرت حور و صعدت على الفراش بجانب لؤى بخوف و دموع وقالت من بين دموعها: ل.. لؤى فى حد.. حط سلم  انا شيفاه  حطه على سور البالكونة و هيطلع الأوضة
لؤى بخوف: حووور قومي اقفلى باب البالكونة بسرررعة قوميييي
حور بخوف وفزع: لااا لااا
لؤى: حووور قومي
حور وهى تهز رأسها بخوف و بكاء: لااا لااا
لؤى بخوف على حور: طب خشي الحمام واقفلي على نفسك من جوة
حور بدموع: لااا مش هسيبك لوحدك
شعر لؤى بشئ ما لمس قلبه.. فى تلك اللحظة دق قلبه بسرعة شديدة و لأول مرة يندم نعم يندم على انه كان رافضاً ان يتعالج من شلله و ان يسترجع بصره.. كانت هذه المرة الأولى من بعد الحادثة الذى كان يتمنى ان يستعيد حركته و بصره.. لكن ندمه لن ينفعه الآن...
شعرت حور ان من يصعد السلم أصبح على مقربة من الشرفة.. فأمسكت بذراع لؤى بقوة وقال بدموع: ل.. لؤى لو جرالى حاجه ارجووك تخلي بالك من بابا.. وقله انى عملت كل شئ عشان نرجع انا وهو مع بعض لبيتنا ونعيش فى سعادة... لكن لكن القدر ليه رأى تانى
شعر لؤى بخوفها وقال: متقلقيش يا حور محدش هيأذيك
وفجأة ظهرت رأس الصاعد على السلم  فأغلقت حور عيونها بقوة و رعب و وضعت رأسها على كتف لؤى أما لؤى فقد أمسك بيدها بقوة  .... وكانت دقات قلبهما تتسارع... صعدت الشخص المجهول للشرفة و..........................................

آنآرت ظـلمـتى ♥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن