بارت 1

2.2K 32 0
                                    

الهواء سريع الحركه وكذلك دموعها كأنهما فى سباق يتسابقان منْ أسرع مِن منْ.. اشدت برودة الجو ولكن عيونها مازلت حارة.. سكن الهواء قليلا ولكن دموعها لا..
تلك العيون القهويه التى تحولت لورده حمراء ف لونها وشديده الجمال فى مظهرها.. نعم بالرغم من احمرار عيونها إلا انها لم تقلل من جمالها اى شئ... أخذت تستنشق بعض الهواء التى فقدته رئتها برهة من الوقت..
حاولت مسح دموعها التى تنهمر بشده ولكن كلما حاولت ذلك تنهمر بشده أكبر من ذى قبل.. أخذ الهواء ف الحركه مرة أخرى وأخذ خمارها الأزرق يتطاير مع الهواء.. تلك المختمرة التى تقف ف شرفه أحد المستشفيات.. رفعت يدها بترجى وأخذت تناجى و تدعو ربها قائلة: ربي يارب.. ارجووك.. واخدت تبكى... اكملت الدعاء قائله: ربي بابا بابا ياربي.. مبقاش ليا حد غيره فى الدنيا.. ارجوك يارب اشفيه شفاء لا يغادر سقما.. مش هقدر اعيش من غيره بجد.. و.. قطع دعائها صوت رجولى غليظ قليلا: أحم أحم أنسه حور..
مسحت لآلآها وحاولت التظاهر بالثبات والتفت وقالت بصوت شبه متماسك: نعم
الرجل: الدكتور يوسف عايز حضرتك
حور: تمام أنا جيا دلوقتي..
أخذت تمشى ببطئ ف ممرات المستشفى للوصول للغرفه المرادة.. أخذت تمشي غير مباليه بالنظرات التى تنظر لها فهناك نظرات شفقه و نظرات تعجب و نظرات معجبه ونظرات غيره و حقد.. وصلت أمام الغرفه المقصوده وكانت محتاره أتدق على الباب ام تبقى مكانها.. كانت مترددة مرتبكه جداا قلقه حزينه وعلى رأس تلك الأحاسيس الخوووف.. نعم الخوف.. كانت خائفه من أن تسمع أى شئ لا يسرها سماعه.. اخذت نفس عمييق واحتسمت الأمر ودقت الباب.. جاء على الفور صوت من الداخل أذن لها بالدخول.. دخلت حور والتى بالمعنى حقا حور نعم تشبه حوريات الجنه التى لا مثيل لهن.. فهى متوسطه الطول مائله للقصر أكثر من الطول.. بيضاء الوجه.. بنيه العين.. طويله الرموش وكأن عيونها مُكحله ولكنها طبيعيه.. ثقيله الحاجبين.. ورديه الوجنتين.. ملامحها بريئه جدااا كأنها ملاك أبيض هادئ.. دخلت الحوريه الصغيرة الغرفه.. وكانت تتكون من نافذة صغيره موضوعه ناحيه اليسار و مكتب متوسط الحجم عليه بعض الأوراق المرتبه ويوجد حوض ناحيه اليمين بجانبه طاوله صغيرة.. وكان يجلس على الكرسي الخاص بالمكتب رجل فى أواخر الخمسينات من عمره.. أشيب الشعر و الذقن ويبدو على ملامحه بعض الحزن قال هذا الرجل فى هدوء: تعالى يا حور اتفضلى ارتاحى..
جلست حور على الكرسي المقابل له ببعض الخوف..
بلعت ريقها وقالت: نعم يا دكتور يوسف.. فى حاجه؟!
يوسف ببعض الحزن: أه يا حور.. بصى أنا عيزك تكونى قويه و متماسكه
أشتد خفقان قلبها وأخذ ينبض بشدددة والعرق ملئ جبهتها.. تنفست الصعداء وقالت: خير يا دكتور
يوسف بجديه: حاله والدك مش مستقره ولازم يعمل عمليات ضرورى جداا وإلا.. صمت قليلا فقالت حور بأسى: وإلا اي؟
يوسف: وإلا هيكون فى خطر شديد وممكن منعرفش نعمل اى حاجه..
كلماته الأخيرة بسيطه ف حروفها ولكنها كاسرة للقلب.. فاضت عيونها بالدموع و كأنها شلالااات.. أخت تبكى وتبكى وارتفع أنينها..
يوسف محاول تهدأتها: أهدى يا حور كل شئ ربنا مقدره ادعى ربك يا حور هو على كل شئ قدير
حور بدموع: ونعم بالله.. مسحت القليل من دموعها وقالت بصوت متحشرج: طب والعمليات دى تكلف اد إي؟
يوسف بأسى: يعنى زى 200الف..
استمعت لاخر كلماته وأخذت فى البكاء تارة أخرى.. لأنها فتاه بسيطه من مجتمع بسيط كيف يمكنها ان تجمع ذاك المبلغ وهى بالكاد تجمع قوت يومها .. وليس لها أخ او أخت او عم او خال او أى احد يقف بجانبها حقا أنها فى موقف لا تُحسد عليه..
يوسف محاول تهدأتها مرة اخرى: بصى يا حور أنا ممكن اشيل معاك 75الف.ده والله الى أقدر عليه لو عليا كنت عملتها بالمجان لكن شروط المستشفى متسمحش بكده
حور وهى تحاول التماسك: شكرا يا دكتور.. بس أنا هجيب ال200ألف كاملين...
نعم هى ليست بالغنيه ولكنها ليست بالشحاذة هذا ما تضعه حور فى ذهنها فنفسها عزيزة عليها لا تقبل أى قرش..
يوسف: بس يا حور المبلغ كبيير هتجمعيه إزاى
حور: متقلقش هسبها على ربنا
يوسف بتنهد: بصى يا حور أنا مش قصدى حاجه.. خلاص خديهم و يبقى رجعيهم تانى يا ستى
حور بتفهم: خلاص ماشي
يوسف: حور انت بتشتغلى؟
حور بتنهيده: كنت بس دلوقتي لا
يوسف بإبتسامة: طب بصى أنا عندى ليك شغلانه حلوة جدااا ومرتبها عالى كمان لو اشتغلتى فيها هتقدرى تجمعى باقى فلوس العمليه..
تغيرت ملامحها من حزن إلى فراشه مُحلقه بسعاده وفرحه شديده.. قالت فى من بين دموعها: بجد يا دكتور طب هى إى وفين وأمتا قولى بسرعه
ضحك يوسف على طريقه كلامها وخفتها وقال: بصى يا ستى دول ناس أنا اعرفهم شخصيا ابنهم عمل حادثه وبقى من ساعتها كفيف و للأسف و الحمدلله على كل حال جاله شلل نصفى
حور ببعض الشفقه: لا إله إلاّ الله.. طب إى علاقته بالشغل؟؟
يوسف وهو يتكأ على الكرسي: هتكونى جليسه ليه
حور: نعم!
يوسف: زى ما سمعتى هتراعيه و هتهتمى بيه وبأكله و شربه وهتراعيه طول الوقت.. وخلى بالك الناس دى غنيه جدااا جداا يقدروا يشتروا المستشفى دى وزيها مليون مرة دول مش أى حد دى عيله الشوادفى..
حور بعدم تفهم: ايوه مين دول؟
يوسف مقتربا من مكتبه: هتروحى هناك وهتعرفى يا حور
حور: خلاص ماشي المهم بس اجمع الفلوس للعمليه
يوسف بتنبيه: بس خلى بالك اكتر من 20وحده اترفضوا للمهمه دى
حور بتعجب: لى هو بيعض؟
يوسف بضحكه: لا..بس المريض ده معقد كده شويتين ومش سهل خاالص وطبعه مش الكل حابه
حور بثقه: متقلقش يا دكتور يوسف أنا أسمى حور
يوسف: وعشان كده قولت ليكى على المهمه أنتى قدها..

آنآرت ظـلمـتى ♥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن