بارت17

556 8 0
                                    

أنصدم زياد.. وشعر بالقلق والتفت خلفه فوجد ما كان يتمنى ان يكون حلماً... قال بصدمة وتلعثم: ل.. لؤى
لؤى بصرامة: لا المشلول
زياد: ههه كنت.. بهزر والله
حور بغضب: لا مكنش بيهزر
زياد: فى اي يا حور... انتى زعلانة منى او حاجه
لؤى: حور امشي من هنا
حور بتعجب: ليه؟!
لؤى: بقولك امشي.. لم تفهم حور لِما طلب منها الذهاب ولكنها غادرت و خرجت للحديقة بغضب... وجّه لؤى كلماته لزياد وقال بحدة: زياد خليك بعيد عن حور أنا بحذرك اهو
زياد: وليه يعنى.. هه هى كانت مين مثلا
لؤى بغضب مكبوت: أنا كل ده هادى.. فمتخلنيش اتعصب عليك
زياد: ايه يا لؤى.. ما ع طول بعمل كدة يعنى مع اي بنت.. اشمعنا.. حوور
لؤى بأنفعال: عشان هى مش زى الى انت تعرفهم يا زياد.. والله أسمع انك قربت من حور تانى... قال هذا ثم حرك كرسيه بذراعه ونادى على احدى الخدم ليصعده لغرفته ولتنادى حور....... شعر زياد بالغضب الشديد والضيق وقال: بقى انا تكلمنى كدة عشان حووور.. لا لا شكلك واقع جاامد.. كل ده وانت لسا مشفوتهاش أومال لما تشوفها هتعمل اي؟.. هه.. خلاص يا حور كدة كدة أيامك معدودة.... قال هذا ثم تلقى اتصالا من أخته.. رد عليها بضيق وقال: الو
مرام بغضب: انت فين يا زفت!؟.. انت عارف انت أتأخرت اد اي؟!
زياد بأنفعال: انتى ازاى تكلمى اخوكى كدة.. والله يا مرام لو كلمتينى بس كدة تاني... وبعدين أتأخر زى ما أنا عايز
مرام: اااه زى ما انت عايز وتسيب المصايب كلها فوق رأسي.. مش هتصدق مين هنا فى الشركة
زياد بلا مبلاة: هه مين يعنى؟
مرام: ياسر و ناديا
زياد: واي يعنى.. هم أول مرة يجوا
مرام: تصدق انك معندكش دم.. لو كان لؤى مكانك كان عرف هو هيعمل ايه كويس.. بس خلاص هو قرب يرجع يا زياد
زياد بغضب و صوت عالى: متجبليييش سيرتهه انا مالك الشركة ومحدش هياخد مكااانى انتى سمعااا
أغلقت مرام الهاتف فو وجهه.. مما زاد من جنونه.... قال زياد: لا لا يا لؤى مش هترجع للشركة تانى.. ثم ابتسم بشر.. وخرج من القصر بضيق...........

فى غرفة لؤى.....
لؤى: حور احكيلي هو ضايقك قبل كدة؟
صمتت حور ولم ترد عليه فأعاد كلامه ببعض الغضب: حور أنا مبكلمش نفسي انطقى
حور ببعض الخجل و الارتباك: ب.. بصراحه اه
لؤى بغضب مكبوت: ايه الى حصل؟..... حكت حور كل ما فعله زياد معها وكانت تشعر بالخجل من لؤى و الخوف قليلا...... لؤى بحدة: كل ده ومحكتليش يا حوور
حور: قلت انه بيروح الشركة وكدة وان اكترية اليوم مبيبقاش هنا.. فقولت اشتغل شغلي وخلاص ومليش دعوة بيه
لؤى: حور ابعدى عنه.. ولو بصلك بصة قوليلي... كانت حور تستغرب لؤى.. لِما يفعل هذا بالرغم من أنه ابن عمه.. عم الصمت بينهم قليلا فقاطعه لؤى قائلا: اه صح أومال كريم فين؟... وفجأة دخل عليهم كريم بمرح.................
.......................
فى شركة الشوادفى...
جاءت سيارته الرمادية مقتحمة الأجواء... نزل منها متألقاً و جذاباً... ونزلت أيضاً من الناحية الآخرى.. تلك القصيرة خضراء العين..... دخلا هما الاثنان الشركة فى شموخ... وصلا لإحدى المكاتب ودخلا بها... كان يوجد أريكاتان كبيرتان موضوعتان مقابل بعضيهما.. لونهما أسودا... و مكتب كبير بنى و شاشة وثلاث مكيفات.. كان يجلس على الأريكة رجلاً فى أوائل الخمسينات ولكن لا يبدو عليه ذلك.. كان طويل القامة وعريض البنيان و أشقر شعره ذهبى وعيونه خضراء أبيض اللون  ويوجد بعض النمش على وجهه.. وكان يرتدي بدلة رسمية سوداء أنيقة.. وكانت جالسة جانبه أمرأة تضع رجلها على رجلها الآخرى وترتدى نظارة شمسية سوداء.. و بنطال جينز أسود و بلوزة حمراء.. وكان شعرها مصبوغ بالون الأحمر وكانت حنطية الى حد ما.. وتضع من مساحيق التجميل.... عندما رأت ادهم ابتسمت له.. تقدم ادهم منهم وسلم عليهم ورحب بهم... ناديا: هاو أر يو  ادهم
ادهم بإبتسامة: الحمدلله... ثم قال له ياسر: طمنى على اخبارك واخبار الشركة اي يا ادهم
ادهم: تمام الحمدلله... بعد قليل دخلت مرام.. وبعدها ادهم ورحبا بهم و أخذوا يتحدثون بعدة أمور ولكن ادهم كان يشغل باله أمرا واحدا وهى محبوبته.. أما تيا فكانت سارحة بعيونه ولاحظتها ناديا فأبتسمت.. ذكرت ناديا أمامهم ان صديقتها دلال عزمتهم اليوم على العشاء.. تعجب بعضهم و بالأخص ياسر... صمت ياسر وكان يفكر فى شئ ما.. ثم أغمض عينه وقال بأسى وكسرة فى نفسه: رقية.... اما ادهم فقال فى نفسه: دلال دى مش نويا على خييير........
فى غرفة لؤى....
كان كريم يقوم بعمله.. ولم تكن حور بالغرفة.. لذا شعر لؤى براحة.. ولكن بعد قليل.. دخلت حور و معها كوبان من عصير الليمون... أعطت واحداً للؤى و الآخر لكريم.. شكرها كريم وقال بإبتسامة: تسلم ايدك
ابتسمت له حور.. اما لؤى فشعر بنفس النغزة التى تأتيه وهو لا يدرى لماذا يشعر بالغضب هكذا و الضيق كلما كانت حور قريبة من كريم... جلست حور على كرسيها المعتاد فقال لها لؤى: حور ممكن.. تجيبيلي ماية سقعا من تحت
قامت حور وقالت: ماشى.. فقال لها كريم: حور معلش وانا كمان.. ابتسمت له وقالت: ماشي.. خرجت حور وكان كريم مازال يترقب خروجها فقال بشرود: تسلم عيونك.. تعجب منه لؤى وقال: انت بتقول حاجه؟
انتبه كريم وقال: اي لا لا ولا حاجه........ قال لؤى فى نفسه: هو أنا ماااالي بجد.. فيااا اي؟............
............
جاء الليل سريعاً......
كان ادهم يقود سيارته ويفكر بمحبوببته التى شغلت تفكيره طوال اليوم.. توقف عند احد المحلات ترجل من سيارته ودخل احد المحلات الراقية.. بعد بضع دقائق خرج وكان يحمل أكياساً مليئة بالشوكلاتة و الحلوى.. وضع تلك الأكياس بجانبه وكان ينظر لها بحب.. ولكن أمرا ما عكر صفوه.. فقال: اااه دلال دى لازم تحط بصمتها.. أنا مش عارف هى بتعمل كدة ليه؟.. بس يا ترى هيكون موقف رقية ايه.. لما تشوف أبوها.. و فريال هان كمان.. يا ترى ايه الى هيحصل استرها يارب......
فى قصر الشوادفى......
كانت دلال ولأول مرة تساعد فريال فى تحضير العشاء.. وتعجبت فريال من تصرفها كثيراً وكذلك الكل...
نزلت رقية من على الدرج.. وعندما رأت دلال تساعد والدتها فى تحضير النائدة دُهشت وقالت: اي ده هى دلال سخنة ولا حاجه.. الظاهر كدة فعلا.... نزلت رقية وجلست على كرسيها وهى تنظر لدلال بشك.. فقالت لها: اي ده معقولة دلال هانم بنفسهاا بتحضر السفرة
دلال: وفيها ايه يعنى بساعد فريال
رقية: اهه والحب نزل مرة واحدة كدة ليه
دلال: رقية.. ياريت تلزمى حدك وانا مش فضيا لكلام الأطفال بتاعك ده تماام... لم ترد عليها رقية وكانت مازالت فى شكها......
فى غرفة لؤى....
كانت حور تناول لؤى أقراصه... بعدما انتهت قالت له: لؤى  طنط فريال قالتلي ان العملية اتقدمت.. وهتكون بعد بكرة.. فلازم بكرة نعمل اشاعات مهمة
شعر لؤى بالسعادة ولكنه لم يُظهر ذلك... وقال: تمام
حور: لؤى.. هو انت مش مبسوط انك هتشوف
لؤى: عادى يا حور
حور: ازاى يعنى.. المفروض تكون طاير من الفرحة
لؤى بشئ من الحزن: حور.. من ساعت الحادثة.. وانا بحس انى مش عارف افرح
اقتربت منه حور و جلست على طرف فراشه وقالت: لؤى انا فهماك.. عارف انت محتاج تغير جو.. لما ترجع تمشي و تشوف وتخرج وتعمل كل الى انت عيزه هتحس بفرق يا لؤى.. ان شآء الله هتتحسن وترفه عن نفسك.. ممكن ده بسبب قعدك الطويلة فى البيت و احساسك بالذنب.. اقولك حاجه اسمع قران كتيير وأقرأ الى انت حافظه يا لؤى هتحس براحة شديدة
لؤى: عرفا يا حور
حور بإبتسامة : اي يا لؤى
لؤى بصوت حنون: ياريتك لو كنتى جيتى من بدري
حور: ليه؟
لؤى: كانت حياتى هتبقى أحلى
صمتت وشعرت بالخجل منه و التعجب...وتسارعت دقات قلبها ولا تدرى لماذا.. قالت حور: اا.. طب تحب تتعشى دلوقتي؟
لؤى: امم ماشي
ابتسمت حور وخرجت من غرفته... فقال لؤى: هو أنا فعلا مالى.. ليه.. ليه يا حور.. ليه بحس بشعور غريب لما بتكونى معايا.. عمري ما حسيت بالشعور ده مع اي حد.. وإزاى قدرتى تغيرينى كدة؟ ازاى أنا اقتنعت بكلامك؟ وليه لما تبعدى عنى بحس.. بحس أن عايز أمنعك.. بحس انى عايز أمسكك واربطك جنبي.. ثم ابتسم.. نعم ابتسم لؤى.. ولأول مرة بعد ثلاث سنوات يبتسم  ...

آنآرت ظـلمـتى ♥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن