🍓الفصل الثاني و العشرون في قبضة الأقدار 🍓

80.2K 1.9K 350
                                    

أشياء لا تعرفها عني… انا شخص مُتعب للغاية مُثقل بأحمال لا يتسع كتفي لحملها. عاندت قدري يومًا فأقسم على عقابى دهرًا و انهارت احلامي دفعة واحدة للحد الذي احتارت عيني أيهما تبكي اولًا. ولكني صنعت من حُطامها جدارًا بقدر صلابته يُخفي انهيارات عظيمة و خسارات هائلة لا ينقصها أبدًا وجودك. فمن بين أنقاض الوجع و غياهب الألم هناك شئ بأعماق قلبي تمنى لو تكون أنت أول انتصاراته..

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

" يابوي انت اكده بتظلمني و بتاجي علي و علي بناتي."

هكذا تحدث محمود مع والده بصوت محشو بالغضب فنهره والده قائلا بصرامه
" عتخالف أوامرى يا محمود و لا اي؟ المال مالي و الكلمة كلمتي و انت خلفتك بنات. و مهينفعش أرضنا تروح للغريب واصل."

محمود بحنق
" بس ربنا مجالش أكده. في شرع بنمشو عليه. "
" و انا مجولتش حاچه عايز بناتك ياخدوا حجهم يبجي نخطب فرح لياسين وچنة لراضي. "

جن جنونه من إصرار والده فصرخ مقهورا
' يرضي مين دا بس يا عالم أخطب بنات لسه ميعرفوش السما من العمى."

عمران بانفعال
" وإني مجولتش يتخطبوا دلوق . الكلام دا يبجي لما يتموا السن الجانوني.."
لم يجد بقلب والده مثقال ذرة من الرحمه و قد هاله الإصرار و التصميم الذي يغلف ملامحه فهب واقفا في مكانه و هو يقول بصرامه
" وانى مش موافج يابوي. و إن كان عالمال و الارض ميلزمونيش. بناتي اغلي من كنوز الدنيا كلاتها."

فجأة دارت الأرض تحت أقدامه حين هوى والده بصفعه قويه تركت بصماتها على قلبه و كبرياءه و خاصة حين قال
" يظهر أن جعدتك في البندر نستك عاداتنا و تجاليدنا. بس اني هفكرك بيهم. و خليك فاكر انك لو خرچت عن طوعي يبجي ملكش حاجه عندينا لانتا ولا بناتك. و هحرمك من كل حاچه. "

كانت قساوة والده شئ ليس بالجديد ولكن تلك المرة نال من اغلى شئ عنده لذا قال بتصميم
" يبجي تعتبر انك مخلفتك غير وفيج. و خرچني من حساباتك. وأني الي مش عايز حاچه منيكوا.."

هنا تدخل وفيق الذي كان يرمق أخيه بنظرات ساخطه لعصيانه الدائم لهم
" ايه الحديت الماسخ دا يا محمود؟ هتعصي ابوك و لا اي؟"
محمود بخيبة أمل
" كفاية انت بتطيعه يا وفيج! اني ههملكوا البلد كلاتها و ارحل انا و مرتي و بناتى. مبجاش لينا حاچه اهنه."

تقدم الي باب الغرفه و ما ان هم بفتحه حتي استوقفته كلمات والده الغاضب
" تلاته بالله العظيم يا محمود لو ما رچعت عن الي في دماغك ده ما هتردد ثانية انفذ الي جولته. و هتلاجي نفسك محلتكش حاچة. فكر زين يا ولدى و خد جرارك."

لم يلتفت محمود ولكنه تفاجئ بيد صغيره لطفله جميلة لم تتجاوز الثلاثة عشر عاما تمسك بيده قائلة بجزع مما يحدث
" هو في ايه يا بابا جدو ماله بيزعق ليه ؟"
نظر إلي فرح بحزن تبدد في لحظه و تحول لغضب حارق حسن قال مشددا علي كلماته
" يالا يا فرح عشان نجهز قدامنا طريق سفر طويل. "

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن