الأنشودة الثامنة و الثلاثون 🎼💗

55.6K 3.7K 1.2K
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

الأنشودة الثامنة و الثلاثون 🎼 💗 

العفو عِند المقدِرة . جُملة بسيطة مُكونة من كلمتين كِلاهُما لا تصِح من دون الأُخرى ، فالأولى لا تأتي من دون الثانية ، والتي ماهي إلا دربًا وعِرًا مُلغمٍ بالأشواك ليس باستطاعة الجميع تجاوزها و المُضي به . انما يتطلب الأمر مجهودًا عظيمًا قد لا تكفي طاقتنا لـ تحمُله . لذا فـ عِندما يشِق على  قلوبنا العفو فـ ذلك لا يعني ظلامها انما فاق الأمر حدود احتمالها . أيُعاتب المرء على شقائه ؟ 

نورهان العشري ✍️ 

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

كانت التحضيرات على قدمٍ و ساق في المزرعة فاليوم هو اليوم المنشود لـ عقد قران «عمار» و «نجمة» ، و قد كان الجميع في حالة من الصفاء و السعادة بعد أعوام مضت كان الأسى و الحزن يُسيطران على أجواء حياتهم ولكن الآن دقت أجراس الفرح في قلب قلعة الوزان التي تعالت بها الزغاريد و الضحكات هُنا و هُناك حيث تناثرت دماء الذبائح في الحديقة و حمل الهواء رائحة الطعام اللذيذة التي أمر «سالم» أن تُعد و تُفرق على المنطقة بأكملها فقد نال كُلًا من الغني والفقير من تلك الولائم الرائعة إلى ان انتهى وقت الغداء لتأتي اللحظة المُنتظرة و هي ظهور العروس في أبهى حُلة جعلت جميع الأعيُن تبرق من شدة الإعجاب ببساطتها ورقة طلتها و لكن كان لذلك الجمال وقع خاص على قلب «عمار» الذي انتشى قلبه برؤيتها و صارت تتخبط دقاته بعُنف من شدة فرحته لكون جميلته قاب قوسين أو أدنى من ان توشم باسمه و إلى الأبد .

تقدم «صفوت» و «نجمة» تتأبط ذراعه بخجل إلى أن جلست بجانبه على طاولة عقد القران و قد كانت أعين ذلك العاشق تلتهمها من فرط حسنها و عشقه الذي يتضاعف في الثانية الواحدة عشر مرات و كان يجلس إلى جانبه كُلًا من «سالم» و «ياسين» الذي يكاد يُخرِج نيرانًا من أنفه لدى رؤيته لتلك التي أتقنت تعذيبه في الشهرين الماضيين فأخذ يتذكر حديثه مع والدته ذلك اليوم بعد قدومهم من بيتها

عودة لوقتٍ سابق 

_ يعني ايه يا أمي الكلام الفارغ دا ؟ دي رابع مرة تروحوا هناك و يقولكوا نايمة تعبانه . هي ايه قلة الذوق دي ؟ 

«تهاني» بتقريع

_ جلة الذوج جت لول من عِندينا . لما چنابك سبت مرتك في البيت لوحدها و أخوها چه خدها ، وجبل ما يمشي خلاها ترن عليك و انت مرديتش ترد و جفلت تلافونك . ابن الوزان ركبك الغلط صوح .

اغتاظ من حديثها الذي يحمل الكثير من الصواب ولكنه لايزال يُكابِر إذ قال ساخطًا

_ بردو دا ميديهوش الحق أنه يحرجك أنتِ و جدي و يرجعكوا كل مرة من غير ما تشوفوها . 

«تهاني» بحنق 

_ الراچل اتعامل معانا بمُنتهى الذوج و الأدب و من حجه يدافع عن أخته و يحميها ثم إنه ممنعهاش مننا ولا منعني اطلعلها . دا بكل ذوج جالي اتفضل اطلعلها . لكن اني عارفه أن هي مش عايزة تجابل حد من ريحتك . البنية يا حبة عيني مكسور خاطرها منيك ، و انت لحد دلوجتي راكب دماغك و بتكابر .

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن