بسم الله الرحمن الرحيم
الأنشودة الخامسة و الثلاثون 🎼 💗
إن أردت الفوز بالجنة فـ عليك طرق باب الصبر. و ياله من باب بدايته طريق شاق مؤلم ، فكل شيء يناله الإنسان في هذه الحياة لابد وأن له ضريبه و الابتلاءات ماهي إلا ضرائب مُقدمه يدفعها الإنسان كُلًا على حسب قدره ، و أقسى تلك الإبتلاءات هي التي تُصيب القلب فتُدميه و تُهلكه و لكن أقوى القلوب من يتخذ الصبر مذهبا فـ يقاوم و يقاوم حتى يصل إلى النهاية و بمجرد أن يصل تنمحي جميع الآثار و الندوب التي تركتها بصمات رحلته الشاقة إلى جنة أعِدت للصابرين .
نورهان العشري ✍️
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
في مكان آخر كان «سليم» يتوجه بخطٍ مُتلهفة الى غرفة الأطفال وبداخله رغبة قوية لرؤية ذلك الطفل الجميل الذي من حسن حظه أنه يحمل نفس اسمه . كان الأمر رائعًا بالنسبة إليه حين اختارت «فرح» أن تُطلِق تسميه باسمه فقد شعر بشعور خاص ذو نكهة رائعة بأن الله قد عوضهم عن طفلهم الراحل بهذا الطفل الرائع الذي لا يعتبره ابن شقيقة فقط فهو ابنه و قطعة من روحه و سيبقى هكذا للأبد حتى ولو أنجب عدة أطفال فسيظل هو و «محمود» طفلاه و أعز أحبائه
التفت لـ يدلف إلى داخل الغرفة ليتفاجأ بذلك الجسد الضخم الذي يرتدي زي الأطباء ينحني فوق الطفل فقال «سليم» بجفاء
_ انت مين ؟
تصنم الرجل بمكانه دون أن يُجيبه ليُعيد «سليم» استفهامه بصورة أحد
_ بكلمك على فكرة . لفلي هنا انت دكتور ايه ؟
أنهى جملته وهو يضع يده فوق كتف ذلك الطبيب ليلتفت اليه فإذا به يتفاجأ بذلك النصل الحاد يخترق صدره ليشعر بألم قاتل جعله يتأوه بصراخ وصل إلى مسامع ذلك الرجل المُكلف بحماية الطفل فسقط الهاتف من يده وهو يهرول إلى غرفة رعاية الأطفال فهو حين رأى «سليم» يتقدم للغرفة تراجع ليُجيب على الهاتف وهو مطمئن بأن الصغير في رعاية «سليم» الذي بالرغم من آلامه الدامية هوى قلبه بين ضلوعه وهو يرى ذلك الضخم يحاول كتم أنفاس الصغير فتحامل على وجعه و قام بإلقاء نفسه فوقه ليحاول منعه من إيذاء الصغير الذي أخذ يصرُخ ففزع الرجل و قام بضرب «سليم» في مكان الجُرح و بسرعه التف ليحمل الصغير و حين التفت ينوي الخروج به تفاجيء بلكمة قوية في أنفه فتراجع للخلف عدة خطوات و لم يكد يلتقط أنفاسه حتى باغته الحارس بأخرى أشد منها ليهتز توازنه و يتراجع للخلف فـ يصطدم بسرير الطفل الذي سقط من بين يديه و كاد أن يصطدم بالأرض لولا ذراعي «سليم» الذي كان يُجاهد حتى لا يسقُط مُغشيًا عليه من فرط الألم و فقده الكثير من الدماء وحين رأى الطفل يكاد يسقُط من يد ذلك الرجل حتى اندفع ليلتقطه قبل أن يرتطم بالأرضية الصلبة و قد كانت عيني الصغير آخر شيء شاهده قبل أن يُغللِق عينيه مُستجيبًا لتلك الهوة العميقة التي ابتلعته ، فلم يستمع لتلك الصرخات التي اندلعت من أفواه الجميع و أولهم تلك التي شعرت بإنشقاق روحها حين رأته يسقُط أرضًا فصرخت بملء صوتها
أنت تقرأ
في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )
Roman d'amourفي قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣