🍓العشرون في قبضة الأقدار 🍓

102K 2.5K 640
                                    


أنت لا تعلم عدد الحروب التي أخوضها في الليلة الواحدة حتى أبدو لك صباحًا ذلك الشخص المنتصر الذي يظهر و كأن لا شئ قادر على هزيمته. فـ خلف تِلك الإبتسامة ندوب كبيرة داويتها وحدي و خيبات عظيمة تجرعتها وحدي و مرارة لاذعة تمتد من الحلق إلى القلب و لكن لا بأس فـ أنا دائمًا بخير !

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

كان يراودها شعور غريب وهي تناظر ذلك الرجل بأنها قد رأته مسبقا و لكن لا تعلم الزمان و لا المكان لهذا اللقاء.
شعور بالحرج تملك منها حين مد يده ليصافحها فتحمحمت و ارتسمت ابتسامه بسيطه علي محياها و صافحته بالمقابل فتحدث بأدب
" اقدر اعرف حضرتك مين؟"
" فرح..."

لم تستطع اكمال حديثها فقد انفتح الباب علي مصرعيه و أطل منه سالم الذي تفرقت نظراته بينهم وجدها تصافحه فاكفهرت ملامحه وقال بخشونة
" بتعملي ايه هنا ؟"

فرح بهدوء
" أبدا كنت بعمل تليفون و كنت لسه ..."
لم يتثني لها إكمال حديثها فوجدته يتجاهل ما تقوله و التفت إلي ياسين يناظره باستفهام و ملامح يكللها عدم الرضا فتحدث ياسين معرفا نفسه
" ياسين عمران . معيد في جامعه قناة السويس و حلا طالبه عندي .."

تردد الاسم علي أذانها و لكنها استنكرت الأمر بقوة فعائله والدها من الصعيد تحديدا المنيا و من المؤكد أن هذا تشابه أسماء.
قطع حديثها صوت سالم الخشن حين قال
" أنت الي جبت حلا عالمستشفي ؟ "

أومأ برأسه دون حديث فتابع سالم باقتضاب
" أشكرك عالي عملته مع اختي.. "
ياسين بتحفظ
" حلا طالبه عندي و أنا معملتش غير الواجب.."

اومأ سالم دون حديث فتابع ياسين
" حمد لله علي سلامتها. "
ثم التفت إلي فرح قائلا بذوق
" فرصة سعيدة يا آنسة فرح . عن اذنكوا "

قال جملته الأخيرة و كأنه ألقي بقنبلة انفجرت فور أن غادر حين وجدت ذلك الذي كانت ملامحه تقطر غضبا و عيناه ترسل شرارات حارقة جعلتها رغمًا عنها تتراجع خطوة للخلف فجمدها صوته القاسي حين قال
" تعرفيه منين؟"

جفلت فرح من لهجته و قالت بذهول
" هو مين اللي اعرفه ؟ "

" دكتور ياسين "
" لا معرفوش . و هعرفه منين ؟"
ازدادت قتامه عيناه و قال بلهجه حادة
" اومال كنتي واقفه بتتكلمي معاه ليه ؟ و ليه خرجتي من الأوضه من غير ما تقوليلي ؟"

لهجته جعلت الغضب يتصاعد بداخلها مما جعلها تقول بسخرية
" هو انا في استجواب و أنا معرفش !"
تحمحم بخفوت و أطلق زفرة قويه قبل أن يقول بنبرة أقل حدة
" هو فين الاستجواب دا ؟ مجرد سؤال ؟"
" مجرد اجابه. سيبتكوا براحتكوا و خرجت اعمل تليفون و أما رجعت لقيته هو كمان جاي عشان يطمن علي حلا "

هكا أجابته ببساطة فتابع استجوابه و لكن بنبرة أقل حدة
" و عرف اسمك منين ؟"
فرح بتهكم
" عرف اسمي قبل ما تخرج بثواني . في اسئله تانيه ؟"
قالتها بغضب تجاهله هو و قال بإختصار
" لا "
لم تزد في الحديث بل توجهت الي الداخل لتجد حلا مستلقيه علي سريرها فتقدمت عدة خطوات حتي صارت بجانبها فتحدثت فرح بلطف
" حمد لله علي سلامتك .."

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن