الأنشودة الثامنة و الثلاثون ج٢ 🎼💗

56.1K 3.9K 1.1K
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

الأنشودة الثامنة و الثلاثون ج٢ 🎼 💗 

العفو عِند المقدِرة . جُملة بسيطة مُكونة من كلمتين كِلاهُما لا تصِح من دون الأُخرى ، فالأولى لا تأتي من دون الثانية ، والتي ماهي إلا دربًا وعِرًا مُلغمٍ بالأشواك ليس باستطاعة الجميع تجاوزها و المُضي به . انما يتطلب الأمر مجهودًا عظيمًا قد لا تكفي طاقتنا لـ تحمُله . لذا فـ عِندما يشِق على  قلوبنا العفو فـ ذلك لا يعني ظلامها انما فاق الأمر حدود احتمالها . أيُعاتب المرء على شقائه ؟ 

نورهان العشري ✍️ 

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

كان الأمر برمته كارثي للحد الذي جعل الأجساد تتخشب و العقول تتوقف عن العمل . الثواني الفاصلة بين إطلاق النار على «جنة» و تلقي «حازم» الطلقة بدلًا عنها و بين خطفها ضئيلة جدًا بالمُقارنة بحجم الكوارث التي حدثت بها ، فحتى «جرير» الذي كان يُعرف عنه سُرعة البديهة و خفة الحركة تجمد أمام هذا المشهد الذي اعتصر فؤاده على ذلك الفتى الذي لا يعلم كيف تغلعلت محبته إلى داخل قلبه الذي انتفض لدى رؤية دماءه فوق الأرض و ما كاد أن يصل إليه حتى اختطف أولئك الرجال تلك الفتاة التي و كأن الحظ ضل طريقه إليها لتقع فريسة بين قلوب اسودت من فرط احتراقها فلم تعُد تعرف معنى الرحمة أو الشفقة ، و لهذا صرخ ذلك الجريح بين يدي شقيقه قائلًا بألم 

_ خدوها . خدوها يا سالم. الحق جنة. 

انتفض «سالم» ذُعرًا وهو يرى شقيقه يُنازِع الموت بين يديه بينما صرخات مُفزِعة مُتفرقة انطلقت من الأفواه المُحيطة به و كان من بينهم صرخة مفزوعة استقرت في منتصف قلبه الذي تمزق بين الجميع في تلك اللحظة فزمجر بانفعال 

_ اوعوا كدا . خلوه يعرف يتنفس . 

كان هذا صوت «سالم» الذي أزاح الحرس من حوله لـ يُمسِك بكف «حازم» يُقبله قائلًا بـ شفاه ترتجف 

_ حازم . انت كويس . خد نفسك . انا هوديك المستشفى  ، و المرة دي مش هسيبك تموت . مش هسيبك أبدًا .

آلمه قلبه من فرط سعادته لسماعه كلمات شقيقه التي كانت إعلانًا صريحًا بالغُفران فهتف بنبرة مُعتذرة

_ مقدرتش امنعهم ياخدوها . 

اقترب «سليم» منه بحذر و قلبه يرتعب من هذا الوداع الذي يلوح بالآفاق 

_ انت هتبقى كويس ، و كمان جنة . انا عارف . مش هخسر حد فيكوا.

همس «حازم» بنبرة خافته وهو يُجاهد ألمه و دوامة سوداء تُغويه حتى يستسلم لها 

_ حقك عليا . ياخويا. 

أنهى جملته التي عرفت طريق أعماق «سليم» الذي أخذ يتراجع إلى الخلف و هو عاجز عن إقصاء عينيه بعيدًا عن شقيقه لتفزعه صرخة «مروان» حين اقترب يقود أحد السيارات قائلًا 

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن