اقتباس

71.7K 764 44
                                    

سكن جسدها المرهق أخيرًا بعد بكاء كثير ومرير، وقد ساهمت برودة الطقس الطفيفة، مع الهواء الذي كان يداعب اغصان الشجر أمامها في سيمفونية بديعة، ما بين نسماتٍ عليلة وتراقص أوراق الشجر أمامها، مع هدوء المكان الخالي من حولها، لتخمد نيران القهر بداخلها ولو قليلًا، وتصفي ذهنها المستنزف من أفكاره المتصارعة، ف تتنفس من نقاء الطبيعية، بعيدًا عن الأحقاد والمكائد التي تحيط بها من كل الجهات.
راحة تخللت روحها المنهكة، لتستكين مستسلمة لسحر اللحظة؛ والذي انساها الوقت وحرمة المكان الغريب عنها، حتى استفاقت تستدرك ورطتها بعد أن وقعت عينيها على زوج العيون المخيفة رغم صفاء لونها البني والذي أصبح قاتم في هذا الوقت، وهو يقترب بخطواته المتربصة نحوها، ثم خرج صوته اَخيرًا، بعد أن جفف الدماء بعروقها:
- بتعملي إيه هنا؟
انتصبت فجأة عن الأرض التي كانت تفترشها، لتجيب بتعلثم مبتلعة ريقها بصعوبة:
- ااا أنا طلعت... يعني كنت مخنوجة شوية وجولت افك عن نفسي بشوية هوا.
صدرت منه حركة بجذعه نحوها جعلتها ترتد للخلف بخوف غريزي ازداد بقوله المحتد:
- طالعة تشمي هوا والساعة داخلة دلوكت على تسعة؟
دافعت بتلجلج وكأنها ارتكبت جرم:
- اا انا ما كنتش واخدة بالي والله، انا طالعة الدنيا كانت مغارب، لكن اظاهر ان الوجت سرجني.
صمت يرمقها بنظراته الغامضة، وقد زاد عليها تجهم وجهه هذه المرة، بتعاببر زادت من حيرتها، ما بال هذا الرجل وأفعاله الغريبة معها، يعاملها بشدة ليست معتادة عليها، يدخل بقلبها الخوف منه، رغم أنه من المفترض به حمايتها، اسبلت اهدابها عنه، تلعن قدرها الذي وضعها في منزله وتحت رعايته في أشد أوقاتها غرابة، ألا يكفيها ما يقسم ظهرها من هموم ومصائب تنتظرها، نفضت رأسها وقد استفزها سكوته الذي طال، فتحركت لتستدير عنه مستئذنة:
- عن إذنك أنا راجعة البي....
قطعت وشهقة مفاجئة خرجت منها كتمتها على الفور بكف يدها، فور أن رأت آخر ما كانت تتوقعه أمامها بمسافة قريبة يكشر عن أنيابه وقبل أن تلتف رأسها للخلف صعقت بصوت الطلقات النارية التي خرجت من خلفها تردي الذئب قتيلًا على الفور، فلم تقوى هذه المرة على كتم صرختها:
- بتجتله كدة على طول؟
بنفس السرعة التي قتل بها الذئب، عاد بوضع سلاحه الناري في مخبئه داخل الصديري اسفل الجلباب يقول بنبرة ساخرة:
- أمال كنت هستني لما استأذنه!
يحدثها ببساطة، عائدًا لنفس الإبتسامة الغريبة، غير اَبهًا بارتياعها لفعلته، وكأنه ينقصها هذا المعتوه ليزيد على تكالب الأزمات حولها.
تكلم فجأة يوقف تحديقها به:
- هتفلضلي واجفة هنا كتير؟ اتحركي ياللا خلينا نمشي.
رغم رغبتها في الهروب راكضة، إلا أن الصدمة جعلتها تشعر وكأن شللًا اصابها عن التحرك، أو هذا ما كانت تظنه، قبل أن يجفلها هادرًا:
- ما تحركي رجلك، انتي لزجتي في الأرض؟ مدي ياللا خليني أروحك
انتفضت على أثر صيحته، فتحركت أقدامها بخطواتها السريعة أمامه، وكأنها تسابق الريح، ليغمغم خلفها بسخرية:
- جال تفك عن نفسها وتشم هوا جال، جاعدين في مارينا احنا هنا!

#ميراث_الندم
#قريبًا.

انتظروني يا قمرات ، بس المرة عايزين تصويت وتفاعل كبير، تعليقاتكم عن الرواية ورأيكم فيها
وياريت لو تعملوا متابعة لحسابي عشان تتابعوا كل جديد

ميراث الندم   الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن