الفصل الرابع عشر

17.7K 608 40
                                    

الفصل الرابع عشر

وإن سألوك عن قلبي
فقل لهم لم أهجره.
ولكني اخترت الإبتعاد بعد الخصام
فالهجر طريق لا رجعة فيه.
اما الخصام فهو سنة المحبين.
أن تبتعد بمسافة، يكن هناك فرصة للعتاب.
وعتاب الأحباب ما أجمله، فهو المقدمة للصلح🌹

#بنت_الجنوب
❈-❈-❈

بثقة كاذبة وتحدي احمق، كان يخطو قاطعًا الردهة في المشفى نحو الغرفة المقصودة، امام انظار الشباب اولاد شقيقاته وبعض من رجال العائلة، يقابل نظراتهما النارية بأخرى غير مبالية، ناقلًا أبصاره نحو الحاج رحيم الذي بدا جليًا انه من يلجم الأولا عن التهجم عليه او الشجار معه.

بعد أن استجاب اخيرًا لدعوته بأن يزور والده، الذي كان مصرًا على رؤيته، والاَخر تقاعس لعدد من الايام  حتى أتى اليوم، ليُقابل بمقت يتوقعه.

تخطى حتى اقترب من النساء الاَتي اتخذت ركنًا لها وحدها بجوار الغرفة، أماء بطرف ذقنه نحو والدته كتحية باردة تلقتها المرأة بجمود وعدم اهتمام لم يؤثر فيه، حتى التقت عيناه بشقيقاته الكارهات ثم زوجته المصون، ليختصها بنظرات متوعدة على ملامحه المشتدة، قابلتها بأخرى غير مكترثة على الإطلاق،  ليدور حديث الأعين السريع ناشرًا ذبذبات غاضبة في الأجواء، لم يقطعه سوى بعد أن فتح باب غرفة أبيه. ليفصل بينها وبينه، بعد الدخول الى الرجل.

❈-❈-❈

- توك ما جاي تشوفني يا فايز.
خرج الصوت الضعيف من صاحبه فور أن وقعت عينيه عليه معه بداخل الغرفة.
اقترب الاَخير مبررًا رغم تردده الواضح أمامه:
- معلش بجى، ما انت عارف الدنيا ومشاغلها اللي بتعطل الواحد غصب عنه، ع العموم انا كنت بطمن عليك من الرجالة وعم رحيم.

كذب ليس له أي معنى على الإطلاق نظرا لحالة الرجل الخطرة واقترابه من لقاء ربه،
وصل الى فايز ما يفكر به أباه جيدًا، من صمت ملامحه الساكنة، ونظرات الخيبة التي كان يرمقه بها، لتزيد من اشتعاله حتى انفجر به:

- بتبصلي كدة ليه؟ مش انت اللي جيبت الكرهة ما بينا ، لما بديت عليا ولدي وكتبت البيت بإسمه على حياة عينك، طب اهو مات، وانا ورثت فيه بس برضوا مش حجي بالكامل، عشان انا حجي كبير  يجي نص البيت، البيت اللي اكتشف ان اللي لينا في شريك، المحروسة بت اخوك اللي طول عمرك مجدمها على ولدك، تطلع كمان مورثها لوحدها هي وولدها.... فاضل ايه تاني؟ ليكون كمان كتبت الارض، الله في سماه، ما هتكلم المرة دي غير بسلاحي، ما هي مش كل مرة هسكت واحط مركوب في خشمي.

- ويعني انت فعلا سكت يا فايز؟
بلهجة هادئة مناقضة تمامًا للعاصفة الفائتة من ابنه، التمعت أعين عبد المعطي بدموع محتجزة تنتظر الاشارة للهطول، ليتابع له بصوت مبحوح:

- أنا عارف اني غلطت معاك يا ولدي، غلطي كان كبير جوي، من وجت ما طلعت ع الدنيا وانا بغطي والم وراك، جلعتك لحد ما خيبتك،  طلعتك ع الأنانية وحب النفس لحد ما عميت عن الصح وعن حجوج الناس، انا الغلطان يا ولدي، عشان سيبتك لشياطينك وحطيت أملي في الزرعة الجديدة لحد اما كبرت واخضرت وطرحت أحلى أمل في عيوني،  ونسيت ان الثمرة الزينة ما بتجعدتش على عودها، بتتخطف جبل أوانها من حلاوتها...... اااه يا حجازي.

ميراث الندم   الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن