الفصل الرابع والعشرون ج٢

15.9K 641 37
                                    

الفصل الرابع والعشرون ج٢

يقود بحرص شديد، يجبر نفسه الا يزيد من السرعة التي يبتغيها حتى لا يلفت النظر نحوه من افراد بلدته الصغيرة من الأساس، سيقتله، لقد نوى وسيفعل، هذا الفاسد الذي اخطأ بحق نفسه والعائلة ف المرة السابقة حينما تركه ينفد دون عقاب، سينهي امره الاَن ولن يتركه يحيي ليوم اخر في تدمير شقيقته،

يقتله هو اولا ثم يأتي حسابها، هي وزوجته المصون بعدما اخفيا الأمر عنه، لقد كان حليمًا حين تركهم منذ قليل دون ان يعطي كل واحدة حقها في العقاب، ولكن لا بأس، ينهي مهمة هذا الفاسق الاَن، ثم يأتي دورهما

كان هذا الحديث الذي يدور بداخله اثناء قيادة السيارة في طريقه نحو الانتقام، والثأر لشقيقته وخراب حياتها
من ابن عمها بفضل هذا الرجل،

وصل الى المنطقة التي يعرف ان بها المنزل المقصود، يجهز نفسه لينال من هذا الوغد ، حتى لو اضطر ان يهجم عليه داخل منزله، ولكن وقبل ان يدخل جيدًا داخل الشارع المؤدي الى محل سكنه، تفاجأ بسيارة اسعاف تمر في الطريق المعاكس، وطيف صورته بداخلها من الخلف، ليضطر للتوقف، ثم سؤال أحد المارة ليستفسر منه:

- هي الإسعاف دي واخدة مين يا عم الحج؟

اجابه الرجل الخميسني:
- واخدة مرة عمر ولد عبد السلام، الله اعلم، بس شكلها عيانة جوي.

اومأ له بهز رأسه يصرفه بلطف، ليغمغم عقب ذهابه بتوعد:
- فلت منها النهاردة يا بن المركوب، لكن هتروح مني فين؟ لسة الأيام جاية بينا كتير .

❈-❈-❈

وبداخل السيارة .
كان المذكور بجوراها، ممسكًا بالكف البارد للمسكينة التي كادت ان تضيع منه منذ دقائق، لولا ستر الله ولحاق النجدة بها، يتمتم بتضرع ورجاء:

- يارب استر يارب، نجيها يارب هي والعيل.....
تطلع نحو الملاءة التي تغطي جسدها وقد تلونت ببقعة كبيرة من الدماء، ليصرخ بهلع نحو المرافقين له:
- ما تدوس بنزين وسرع يا عم انت، البنت دمها هيتصفى.

تجاهل السائق، ليتكفل رجل النجدة والذي كان يتولى تركيب المحلول المعلق بعجالة وقلق لحالة الفتاة:

- ما براحة يا عم، يعني هو هيطير بيها، بلاش توتر الله يرضى عنك وسيبنا نشوف شغلنا، البنت صغيرة وحرام اللي حاصل معاها ده.

رمقه بحدة غير متقبلا تدخله، حتى هم ان يعنفه، لكن سرعان ما استعاد توازنه، لاستدراكه لجلل الحادث،
فهي بالفعل صغيرة وقد جنى عليها هو بغباءه

❈-❈-❈

- جتلته يا غازي، اوعاك تكون عملتها الله يرضى عنك.
صرخت زوجته تستقبله بها فور ان ولج عائدًا الى المنزل، فهيئته في الذهاب كانت تدل على  نيته بالفعل ،رغم كل المحايلات منهما عليه وترجيه بألا يفعل:
- ما ترد يا غازي، ساكت ليه؟.

ميراث الندم   الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن