الفصل الثاني والثلاثون

18.8K 729 38
                                    

الفصل الثاني والثلاثون

بنظرة كاشفة خبيرة طالعته لمدة من الوقت، حتى خرج سؤالها اليه حينما طال الصمت بجلسته على الأرض بجوارها؛

- مالك؟ سرحان وحالك متغير ليه؟ لا يكون اتعركت من بت التنح.

قطب يجيبها باستغراب:
- مش بعادة يعني السؤال يا ام فايز؟ دا انتي لا بطيجها ولا بتطيجي سيرتها حتى،

تبسمت سكينة تعقب ردا له:
- ما هو انا مش بسأل عشانها، انا بسأل عشانك انت، حالك اتغير ومعدتش فاهماك، يكونش كرهتها هي كمان ، وناويت تجيب التالتة.

تتبسم ليتمتم بعدم استيعاب، لما تفوهت به:
- تالتة كمان؟! ايه جاب الفكرة دي في دماغك من الاساس يا سكينة؟ هو انا جادر ع اللي معايا عشان اجيب لنفسي نصيبة تاني؟ اما انت فاضية بالك والله.

ردت نفيسة تبوح بما أوغر به صدرها:
- انا برضوا اللي فاضية بالي؟ ولا انت اللي كل يوم بحال، من وانت عيل صغير محدش فاهمك ولا انت نفسك فاهم نفسك، مرة تعمل عمايلك وتجول جوزوني بت عمي انا الاولي بيها، وبعدها ومن غير سبب. تتجوز عليها و تهجرها بالسنين ودلوك جاي تحن من تاني بعد ما خربت،  وبنيت ما بينك وما بينها سد حديد.

- سد حديد كمان!
ردد بها يشيح بوجهه عنها للناحية الأخرى باعتراض واضح، قبل ان يعود اليها مستطردًا :

- دا  على اساس ان  مطلجها ولا مش على زمتي مثلًا؟ فيه ايه ياما؟ سليمة مرتي على سنة الله ورسوله، يعني لو عوزت اخدها من الليلة، هخدها ومحدش عيلومني، لا الشرع ولا الجانون..... انا بس اللي عامل حساب لحزنها ومراعي نفسيتها

بسخرية واضحة عقبت سكينة:
- يعني انت اللي منعك بس حزنها ، والله وفيك الخير...... اهو ع الأجل ضحكتني يا فايز.

لم يعجبه التهكم ، ليردد بغضب استبد به:
- ضحكتك كيف يعني؟ جرا ايه يا ام فايز؟ هو انتي كمان هتتمهزجي بيا؟ ولا قلديها وجولي متأخر احسن، ما انا خلاص بجيت مهزجتكم.

عبست الملامح المجعدة، لتتمتم ردا عليه بأسى
- لا يا فايز انا مش  هتمسخر عليك ولا اجلدها،  انا بس هجولك شغل الاحساس عندك شوية يا ولدي، بطل تفكيرك في فايز وبس؟ شوف الحال ايه ودلوك بجي ايه .

اشتدت ملامحها وارتفع كفها  تشير به حولهما لتردف بانفعال :
- شوف البيت اللي كان بيشغي بالفرح وهدوان السر دلوك بجى ايه؟ بجي خرابة يا فايز،  راح العمار منه، وصفصف بس على مرتين ضعاف، واحدة راح منها السند بجوزها، والتانية ضهرها اتكسر بموت ولدها اللي ضيعت عليه شبابها ، وبعدها اتحرمت حتى من ريحته، حفيدها في البيت معاها، وبعد دا كله جاي تفتكر حجك عليها؟ ليكون نسيت ان ولدك مات غرقان ومحدش عارف سبب موته لحد دلوك؟

ابتلع ريقه بخزي امام لا يقدر على مواجهتها وقد افحمه تلميحها المباشر، لتردف بتأكيد زاد من سوء موقفه:
- نسيت يا فايز، زي ما كنت ناسيه برضوا هو حي، كان عندها حق سليمة.

ميراث الندم   الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن