الفصل التاسع عشر

17.1K 702 48
                                    

الفصل التاسع عشر

بوسط الدرج جلست تراقب بصمت ، متخفيه بجسدها خلف الحاجز الخشبي، تشاهد من جزء صغير، يمكنها من الرؤية ولا ينتبه إليها أحد، تحمد الله ان بناتها قد ناموا الاَن، حتى يمكنها المتابعة، دون أن يزعجها شيء،

وقد حدث ما كانت تتمناه، وجاءت اللحظة الحاسمة، بمواجهة الحبيب اليائس، ابن عمها، مع صاحبة القلب المتحجر، تلك الحمقاء التي فضلت عليه ابن العامل الأجير، من اجل ان تجعله يقترن بأسياده.

- بكرة تعرفي ان اللي عملته كان لمصلحتك يا هبلة.
غمغمت بها ساخرة من الداخل، تتبسم بانتشاء وها قد بدأ العرض

❈-❈-❈

هل هذه ارتجافة الخوف التي شعرت بها؟ أم هو الزعر من القادم؟ وذلك بتحليل مبدئي للنتائج المترتبة على ما تراه امامها، وهي التي استبشرت بقدوم الفرح، وقد ظنت انها على بعد خطوة واحدة من تحقيق ما تتمناه، بعد الصبر الطويل.

- ساكتة ليه يا روح؟ ما تردي.
عاد يسألها بصوت مبحوح، أو بالأصح مذبوح، وقد علم الإجابة من قبل أن تنطق بها،

حاولت التحلي ببعض الشجاعة في النظر اليه بقوة المدافع عن حقه في الاختيار، بل هو حقه في الحياة التي يبتغيها كيفما شاء، ومع من يريد..

- إنت جايب الصورة دي منين؟
بصدمة ارتسمت على ملامحه بوضوح، دمدم بعدم استيعاب:
- هو دا اللي هامك؟ جايبها منين؟ طب اجاوبك انا واجولك انها جاتني من رقم غريب، يعني مش انا اللي صورتكم يا روح، في ناس تانية كانت بتراجب وما صدجت لجيت الفرصة عشان يبعتوها على رقمي انا، رقمي انا يا روح، ويا عالم اتبعتت لمين تاني

- يشوفها اللي يشوفها، ان شالله حتى للبلد كلها، انا ميهمنيش حد .
صاحت بقوة تجفله برد فعلها، حتى احتدت انظاره نحوها، ولكنها واصلت ولم تأبه، لن تصمت في الدفاع عن حقها:

- أيوة يا عارف، انا كنت مستنياه، وهو رجع خلاص،  واليوم ده لما جابلته كان بيطلب مني احدد ميعاد مع اخويا عشان يتفج معاه، وانا بلغت غازي وخدت موافجته جبل ما يسافر عشان يجابله، انا مش صغيرة ولا ناجصة تربية عشان اخاف واداري وشي.

- بس ناجصة حيا.
هدر بها يباغته بالقبض على ذراعها بقوة ، يكز على أسنانه بغضب متعاظم، ود لو يسحق عظامها، كما سحقت هي مشاعره، ودهست عليها بأقدامها، بهذه الكلمات السامة.

رد فعله كان مفاجئًا لها، حتى انها استغرقت لحظات تتحامل على الألم، تطالع هذا الوجه الغريب عن طبيعته المسالمة في العادة بصدمة، لقد كان عنيفًا بحق،  يزيد بالضغط عليها بشراسة مردفًا:

- بتجوليها في وشي، ومش هامك جلبي اللي بتدوسي عليه، بتجوليها ومش هامك سمعتك ولا منظرك جدام اهلك، ولا اخوكي اللي مكبرك فوج راس الكل، وبسببك خسر صاحب عمره سنين، سنين وانا وهو متفرجين عن بعض بسببك، وكل ده عشان مين؟ عشان كلب سابك زي البيت الوجف، تجعدي سنين موجفة حالك وحالي عشانه.

ميراث الندم   الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن