الفصل السابع والعشرون
- عقاب ايه؟ ما جولنا موضوع فض واتنسى على كدة، هننخر ليه في اللي فات؟
صاحت بها بوجهه، تنهيه من البداية، علّه يستمع منها ويتراجع، وقد زحف بقلبها الرعب بسببه، وهي ترى الاجرام ارتسم على ملامحه الجامدة، شرار عينيه المتقدة كجمرات حمراء نحوها، ينذر بحدوث كارثة، ولكنها كآنت مجرد محاولة، رفض القبول، هادرًا بها:
- مفيش حاجة انتهت، لما يجي كلب زي ده، ويلف يجابلك من غير اذن في ضهر البيت اللي المفروض تلاجي امانك فيه يبجى لا، لما يتجرأ عليكي وانتي تحت حمايتي، واخته اللي هي كانت مرتي، تغطي وتجلب الآية عشان تجيب اللوم عليكي، يبجى لا.
انا فايدتي ايه لما يحصل دا كله معاكي وانتي في بيتي؟
صرخ بالاَخيرة يجفلها حتى ارتدت بأقدامها للخلف، فالتصق ظهرها بجدار الحائط، وصمت الخوف الذي اصابها، اجبره ان يخفف قليلًا من حدته، يؤلمه رؤيتها بهذا الضعف في حضرته، وهي صاحبة حق:- يا نادية انا بتكلم في حاجة كبيرة مينفعش التهاون ولا السلبية فيها، الأمر ميخصكيش لوحدك، الأمر يخصني جبلك، لا يمكن هعرف اعبرلك دلوك على النار اللي جايدة جوايا من ساعة ما عرفت باللي حصل ، الكلبة واخوها لازم يتربوا على عملتهم.
- وانا مش عايزة أذية لحد حتى لو هما غلطانين، لو هتكلم على فتنة ، فدي طبيعتها من الأول، غبية وشيطان راسها هو اللي بيسوجها بغشم الكبر اللي اتربت عليه وكبر معاها.
اما بجي عن ناجي، ف انا خدت حجي منه وجتها، بالجلم اللي رن على خده، ولا مجالتكش روح عليها دي؟- جالتلي.
صرخ لها ليتابع بغضب يحرقه، ضاربًا بقبضته على الجدار من جوارها، وأنياب حادة تنبش قلبه بشراسة، تحفر جروحًا غائرة به:- ودا اللي مخلي النار بتاكل فيا، ما هو بالعجل كدة، طول ما وصلك للمرحلة اللي تمدي فيها يدك عليه، يبجى الموضوع كان اكبر من انك تفوتيه، زي ما بتحاولي تقنعيني دلوك، عمل معاكي اييييه؟
شدد بالاَخيرة يزيد بالضغط عليها، ولكنها رفضت الأنصياع، تواصل الإنكار:
- معملش، هو بس عرض عليا الجواز، وانا ضربته عشان كدة، عشان رافضاه وعشان كلمني بعد ما فاجئني بجيته هنا
كان كمن اصابه الجنون، يجاريها بهز رأسه المبالغ فيه بقصد استدراجها:
- تمام تمام، انا معاكي فيها دي، بس انا بجى يهمني التفاصيل... يدك طالته ازاي؟ يعني مثلا كان واجف مطرح ما واجف انا دلوك، وفي مسافة امتار تفصل ما بينكم....
روحتي انتي متجدمة عليه من نفسك، وسايبة مكانك عشان تلطشيه بالجلم، ولا هو اللي جرب للمسافة اللي خلت يدك تترفع غصب عنك وتعلم عليه عشان يرتدع عنك؟بهتت بوجه تخضب بحمرة قانية، تجمع ما بين الخجل والغضب الشديد، لقد استطاع بخبرته ان يحشرها في زاوية لا تجد منها منفذًا للهروب، بعدما جمع الخيوط بحنكته والاَن يريد التفاصيل المخجلة، وهي التي لم تجرأ بالبوح بها امام شقيقته، تخبره هو بها!

أنت تقرأ
ميراث الندم الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروح
ChickLitوضعها القدر تحت رعايته، لتستنجد به من غدر أعز الأحباب لديها، من أجل حمايتها، متعشمة في رجولته كي يساندها، حتى تسترد حقها وما سلب بخسة منها، ولكن ما لم تحسب حسابه هو أن تقع اسيرة بين يديه، وقد اغراه الطمع في فتنتها، يريد الاستئثار بها ، يختلق الحجج و...