الفصل العشرون ج٢

17.7K 710 37
                                    

الفصل العشرون ج٢

بداخل السيارة التي كانت تقلهم في طريق عودتهم من العاصمة، وقد مر على الرحلة عدد من الساعات ، ولم يتبقى الا القليل حتى يصلوا الى محافظتهم، ومنها الى البلدة.

كانت الأجواء مشبعة بالبهجة والمناكفات بين اربعتهم، تسودها المودة والرحمة وبعض الاحقاد الذيذة، تلك التي تخلق جوا من المنافسة والمرح ، قبل ان يصمت عن الجدال والنقاش معهم فجأة، ويتجمد محله، يغرق في دوامة من التفكير جعلتهم ينتبهون له:

- ايه يا عمنا؟ سرحت في ايه من بينا، ليكون زعلت من قرنا عليكم، انتوا طلعتوا ومخدتوناش معاكم يبجى اتحملوا

قالها عارف مخاطبًا له، فجاء الرد من نادية بقلة حيلة:

- يادي الطلعة اللي طالع عينا عليها دي، ما ترد ع الجماعة دول يا غازي، انا مش ملاحجة على لسان اختك ولا جوزها
قهقه عارف فتولت زوجته مهم الرد:
نعم يا ست نادية، وليكي عين تجاوحي كمان معانا، بعد ما اتفسحتي وكلتي درة ع الكرنيش يا جليلة الأصل، يخونك الدرة اللي كنت بسويه انا على نار الشواية في عز الطل والبرد.

- ايوة يا روح، في الفسحاية ورا البيت، على روائح البهائم القريبة منكم.

قالها عارف لتنطلق موجة من الضحكات منهم، الوحيد كان هو الذي لم يستجب لها، ليلفت النظر اليه هذه المرة بقلق عبر عنه ابن عمه:
- غازي طمنا، ليكون في حاجة حصلت في البلد، انت من ساعة الاتصال اللي جالك من شوية واتكلمت فيه بهمهمة مش مفهومة، وبعدها اتبدلت ودخلت في سرحان، جدتي فاطمة حصلها حاجة؟

- وه.
تمتم بها متفاجًأ من تخمين الاخر، لينتقل الزعر لشقيقته هاتفة به:
- يا مري، يعني جدتي فاطمة تعبانة صح؟ طب ليه مجولتش يا غازي؟

صفق كفيه ببعضها بقوة يعبر عن استيائه من فعلهما:
- لا حول ولا قوة الا بالله، مين اللي جاب سيرتها دلوك بس ولا جال انها تعبانة؟ هو انتوا تألفوا وتردوا على بعض!

تدخلت هذه المرة زوجته،  والتي اصابها ما اصابهم:
- حجهم يشكوا يا غازي، ما انت مش شايف وشك اتغير ازاي؟ حن عليك لو في حاجة طمنا .

زفر يمسح بكفه الكبيرة على فكيه يحاول استجماع الهدوء، فقد ادخل بحماقته الشكوك بصدورهم، ولابد له الاَن من البحث عن حل سريع يسكتهم عن السؤال قليلًا، فرأسه المطحون بهواجسه القاتلة في هذا الوقت لا ينقصها:

- يا جماعة الحكاية مش زي ما انتوا فاهمين خالص، دي حاجة خاصة بالشغل، بلغني ان عيل صغير كان شغال في زرعنا، لاشته عقرب جبل سمها شديد، الواد كان هيروح فيها، لولا الرجالة خطفوه يجروا بيه على  مستشفى البندر،  وربنا يستر والدكاترة تلحجه.

يبدوا انه قد احسن بحبك قصته هذه المرة، والتي انطلت على المرأتان، لتضرب الأولى على صدرها بجزع:

ميراث الندم   الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن