الفصل الثلاثون

20K 748 40
                                    

الفصل الثلاثون

- راجع من فين يا غالي؟
هتف سائلًا له فور ان حطت قدميه داخل المنزل عائدًا من الخارج، ليرمقه الاَخر باندهاش لم يخلو من الاستنكار برده:

- ومن امتى السؤال؟ وايه لازمته اساسًا وانا راجع على بداية المسا ، متأخرتش يعني.
صاح فايز يستقبله بسخطه مرددًا:
- متأخرتش يا حبيبي، بس انت اساسًا بجيت مش مفهوم، عامل زي الديب الصحراوي، بتلف وتدور ولا حد عارفلك مركز ياد؟ رايح جاي على بيت جدك ليه؟ ايه ليك هناك عشان تتحفهم يوماتي بطلتك البهية؟

- ليا جدتي.
تمتم بها بثبات ليتخطاه بعدم اكتراث، حتى جلس بأريحية على الاََريكة، يجيبه بمراواغة واضحة:

- بروح أطل على جدتي الغالية،  لتكون عايزة حاجة ولا محتاجة أي شي،، ، هي صلة الرحم بجيت حاجة عفشة دلوكت يا بوي؟

صاح فايز بانفعال جعله بميل برقبته نحوه:
- اطلع من دول ياد، هو انت من امتى ليك في الحنية ولا تعرف جدتك من اصله، عشان تراعيها وتراعي طلباتها، فاكرني مش فاهمك ولا عارف باللي بيدور في مخك.

- ايه هو بجى اللي بيدور في مخه؟ جول ونورنا.
هتفت بها زوجته، والتي اتت على أصوات الشجار ، لتدلي بدلوها هي الأخرى، وتواجهه بغضبها المكتوم، فهي أيضًا ليست بالغافلة عما يدور برأسه الاَن:

- سكت ليه؟ ما ترد يا فايز.
- ارد اجول ايه يا بت؟ انت ايه دخلك اصلا في الكلام ، واحد بيستفسر من ولده، ايش دخلك انتي؟ ولا هي جلة ادب وخلاص منك؟

عضت على نواجزها، تكبح لسانها بصعوبة عن الرد بما يليق به، تفضحه امام نفسه بعدما نفض يداه من معظم المصروفات، يدفع بالكاد لطعامهم والملتزمات الأساسية للمنزل،  اما تحتاجه هي من اشياء جديدة كما كانت معتادة فقد اصبح من المستحيلات، واقساط القديم يعذبها حتى يمن عليها بهم.

- لا مش جلة أدب يا غالي، انا برد الرد الطبيعي على شندلتك للواد، واحد بيزور جدته ، انت زعلان ليه؟

بشرار انظارها الحادة، صارت تواجه جحيم عينيه ، في حديث مشتعل، يحمل العديد من الرسائل المتبادلة بينهما، امام هدوء يثير الحيرة من ابنهم المتابع الحرب الباردة بينهما بدقة، حتى خرج رده:

- معلش ياما، هو يمكن فاهم غلط ولا فاكرني لسة عيل صغير على الأصول،  لكن انا عايز اطمنك يا بوي، انا بروح بس اطمن على جدتي اصلها مسكينة بتتعب كتير،  وعمتي سليمة يدوب كلامي معاها على كد  السؤال.

تهكم فايز يردد خلفه بغيظ:
- عمتك سليمة! مرة ابوك..... خليتها عمتك يا مخبل ؟
تبسم مالك ينهض عن مقعده ليضيف عليه ببرود، قبل ان يتحرك ذاهبًا نحو غرفته:

- وه يا بوي، يعني هندهلها واجولها ايه بس؟ ما هو انا  فعلا  شايفها زي عمتي هوايدا ونعيمه.
- شايفها زي عمتك، خيبة تاخدك يا خوي.
غمغم بها فايز بغيظ لا يخفيه أمام ابصار زوجته، والتي تراقب ردود أفعاله بتركيز شديد

ميراث الندم   الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن