الفصل الثامن

20.2K 784 48
                                    

الفصل الثامن

في المكان المعتاد للقهوة الشعبية التي يرتاداها يوميًا، والمنزوي عن باقي الطاولات والبشر، لخص له سريعًا
عما حدث، ليخرج صوت الآخر بتهكم ظاهر، معبرًا عن غضبه:

- يا حلاوتك وحلاوة أخبارك، وجاي تجولها في وشي يا عزب؟
زفر الاَخير دفعة كثيفة من دخان الاَرجيلة التي يكركر تدخينًا بها،  ليرد على قوله مقارعًا له:
- مش انت اللي سألتني عليها وعلى أخبارها، كنت عايزني اكدب يعني واجول انها رايجة في بيت جوزها الله يرحمه مع الناس اللي عايشة معاهم؟ خلاص اعتبرني مجولتش حاجة .

على صوت ناجي، يردد خلفه بعدم تقبل:
- مجولتش حاجة كيف؟ بعد ما ولعت النار في جتتي، جاي تجولي مجولتش حاجة؟ الناس دي لازم تتربى على عمايلهم، وانت كمان لازم يطولك الحساب عشان جعدت وأهملت،  افترض اختك كانت ضعفت وواجفت على حد منيهم، عليا النعمة يا عزب ما كان هايكفيني عيالك حتى.

- وه.
تفوه بها عزب بمفاجأة، ليترك ذراع الاَرجيلة من يده، ويرد عليه باستنكار:
- خبر ايه يا ناجي؟ وايه دخل عيالي بالكلام البارد ده؟
ما هي سبتهالهم خضرا مخضرة اهي، ثم لو حصل يعني، كان هيبجى ايه ذنبي انا بجى لو وافجفت على واحد منيهم؟

زجره ناجي بوجه مكفهر، ليظهر اصرار واضح في قوله كي يمنعه حتى من التفوه بالأحتمالات:
- متجولش الكلام ده يا عزب وتحرج دمي، انت عارف زين ومتأكد اني عايزها، وان كنت فرطت فيها جبل كدة، دلوك مش هسمح، حتة العيلين ولا جوز الحريم امهاتهم، محدش فيهم هيمشي علينا، دا انا جاعد مصبر نفسي على ما تهدي الدنيا وتخلص عدتها، ولا دي غلطتي اني مجدر الظرف وصابر مستني.

- صابر مستني!
تمتم بها عزب، وقد ارتسم الذهول على صفحة وجهه، بشدة، ليردف ببعض التعقل:
- إهدى يا واد عمي؟ إنت بتتكلم كدة وكأن اللي راح كان حد غريب عنها، مش جوزها ابو ولدها، طب الجماعة دوكهم ليهم ظروفهم، عايزين يلحجوا يتصرفوا مع المحامي زي ما سمعت عشان ينزعوا الوصية عن فايز السكري، احنا بجى هنعمل زيهم......

قطع جملته متفاجئًا باهتزاز الطاولة الصغيرة على اثر ضربة قوية بكف ناجي لسصحها تسببت في سقوط الأكواب وما تحتويه من شاي ومياه اغرقت الصنية الصغيرة، ليهدر له محذرًا:

- مستعد اصبر نفسي يا عزب، بس ابجى ضامن، مش استنى ع الفاضي وبعدها اتفاجأ انها وافجت على عيل من العيال دي او أي حد غيرهم حتى، تجدر توعدني يا عزب؟

- لا حول ولا قوة الا بالله.
غمغم بها ليحاول جاهدًا لإقناعه:
- إعجل كلامك شوية يا واد عمي، عايزني أديك وعد ولا كلمة حتى على اساس إيه؟ إذا كان هي نفسها بتجول ابدًا ما هتجوز بعد اللي راح....... سيب الأيام تعمل مفعولها، حتى عشان لما تتكلم بعد كدة، يبجالي عين جوية اضغط عليها لو زمزجت، لكن دلوك مينفعش،  دا لسة الجرح مطابش يا عم.

ميراث الندم   الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن