البحث عن ديمير 11

141 34 10
                                    

أظلمت السماء تماما وأصبح لونها أسود وكأنها تشارك ديمير فى ظلام روحه الذى شعر به بسبب كذب أهله عليه وخداعهم له طوال السنوات التى عاشها معهم , حرك رأسه بقوة وكأنه يحلم وقال عقله لا إنهم ليسو اهله إنهم فقط من قامو بتربيته وإعتنو به ,لقد اخذوه من عائلته الحقيقية أو ربما لم يكن له عائلة وكان ربيب دور رعاية لايعلم .. كان فى عقله سؤال واحد فقط: كيف فعلو هذا به؟ كيف؟

توترت علياء بعد معرفتها للخبر وشعرت بالقلق على ديمير ولكنها حاولت ان تتصرف بطريقة طبيعية فى وجود بشرى حتى لاتلاحظ أى شئ وإنتظرت خروج بشرى من عندها بفارغ الصبر ثم اتصلت بديمير بسرعة ولكنه لم يجيب طبعا كما توقعت وظلت تحاول بلا يأس, ارادت فقط أن تسمع صوته وتعرف أنه بخير.

بعد قليل تحرك ديمير وصدرت منه تأوهات ألم ,شعر بالألم فى جانبه وذراعه الأيسر ويبدو بأن الحديد دخل فى جسمه عندما إنقلبت السيارة , حاول أن يجذب ذراعه ولكنه تأوه بشدة .. شعر بالدم يسيل على وجهه وتوقف عن الحركة .. وصلت يده لحزام الأمان وقام بحله , تصاعدت النيران من مقدمة السيارة مد يده اليمنى يحاول فتح الباب ,وأخيرا إستطاع أن يفتحه بعد محالاوت , تلفت حوله ربما يجد أحد يساعده ولكن المنطقة من حوله كانت خالية تماما حتى لايوجد فيها أى مبانى لم يكن يعرف أين هو.. تحامل على نفسه ودفع الباب عدة مرات وهو يصرخ من الألم ونزل على ركبتيه من السيارة وتمدد على الأسفلت وهو يلهث ويتأوه...

لم تكف علياء عن الاتصال وزاد قلقها ياترى أين هو وكيف يشعر الآن ؟ : اجب ديمير أجب ارجوك.....

بقى ديمير فى مكانه على الأرض لدقائق وهو يقاوم فقدان الوعى ليظل متيقظا ,أخرج هاتفه من جيبه وحاول أن يرى الإسم قرأه بصعوبة وهمس: علياء...

هذه المرة أجاب وسمعها تقول بلهفة : ألو, ديمير أين أنت ؟ ديمير..

أجابها بصعوبة: علياء...

ديمير ماذا بك؟؟

أنا ... حادث ... آه ...

ماذا !! حادث بالسيارة؟؟؟ أين انت ؟؟

ساعدينى.. أرجوكى.... آه ... آه ...

إرسل لى الموقع وسأتصل بالإسعاف..

لا.... لا أريد .. آه ..... شرطة أو إسعاف... ارجوكى ... لا أريد..

حسنا, أين أنت ؟ هل تستطيع أن ترسل لى الموقع ؟... ديمير.. ديمير....

آه.. سأحاول.. لكن عدينى لن تخبرى أحد أرجوكى ..

أعدك ولكن إرسل الموقع ...

سكت ديمير وجنت علياء: ديمير.. ديمير....

لم يجبها وقفت وهى تتحرك بقلق : ديمير أجبنى أرجوك ... ديمير...

وداع فى الغروبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن