وداع فى الغروب

الحيرة 42

إنتظرت علياء مع جيمرى ووالدتها أمام حجرة العمليات لم تستطيع أن تفكر فى أى شئ سوى صحة والدها الآن ولاحتى فكرت فى ديمير وبعد مدة طويلة خرج لهم الطبيب وهو مبتسم, تمت الجراحة على خير وأخذوه لحجرة عادية ,وإتصلت ببشرى لتخبرها وتطمأن عليها وعلى نوراى وقالت: بشرى صوتك لايبدو جيدا.. هل كل شئ بخير؟

نعم أنا فقط لم أنام جيدا سهرت مع نوراى نلعب لوقت متأخر..

تمام ...

هل طلبتى ديمير علياء؟؟

لا الوقت غير مناسب سأطلبه عندما أعود...

كانت علياء تتحرق لمعرفة اخبار ديمير ولكنها كانت لاتزال خائفة من رد فعله بعد أن أخذته للمقابر فجأة ووضعته أمام الأمر الواقع ..وهو أيضا لم يتصل إذا فهو غاضب..

لم يكن ديمير غاضبا من علياء لتصرفها ولكنه قضى يومان فى حجرته ولم يخرج فقط يدخلون له بالطعام وهو جالس وحده ويرفض أن يتكلم مع أحد, أراد أن يعيش حزنه وحده... وكأنه أقام حداد وحده على دافنى والطفل ....إستعاد لحظاتهما معا واوقاتهم السعيدة وفرحته بحملها وبعدها خسارتها.. سالت منه الدموع أنهار لفراقه , كانت الدموع تريحه وتخرج ألمه , غنزعج فعلا من تصرف علياء ولكنه ادرك بأنها كانت على حق, لقد كتم حزنه وقلبه وخاف من مواجهة ألمه وكان يشعر بالإختناق من حبس مشاعره , وداعه لدافنى أزاح حملا كبيرا من على قلبه وخفف عنه الكثير.

نامت بشرى بجوار نوراى وتأملت وجهها البرئ وفكرت: نوراى طفلة جميلة وهى تحبها ولكن ليس لدجرة ان تتخلى عن نفسها واحلامها بزواج من شخص يحبها ويحتويها , شعرت بالحيرة, هل تتخلى عن نوراى أم ماذا تفعل؟

ظلت تفكر لفترة طويلة حتى نامت وفى الصباح فى بيت أصلان إجتمعت الأسرة ماعدا جسور وفجأة إقترب ديمير وظهر على باب حجرة السفرة, نظرو له بفرحة ممزوجة بالدهشة وضمته ديلا: ديمير أخى... كيف حالك.

لمعت الدموع فى عيونه ولكنه إبتسم: انا بخير .. أصبحت بخير...

وقفت رهف تقول: سأحضر لك البيض الذى تحبه الآن...

قبلته رهف وإيليف وربت أصلان على كتفه فقال: إجلسى ماما رهف.. أريد ان أتكلم معكم..

جلسو ونظرو له بإنتباه فقال: انا قررت أن أبيع شقتى وكل محتويتها سأحتفظ فقط بذكرى منها...

أصلان: قرار سليم ديمير..

إيليف: عليك أن تكمل حياتك إبنى.

وهذا ماسأفعله أمى...

أصلان: سأكلم مكتب العقارات لبيعها ..

أريد أن أذهب لهناك لآخر مرة لآتى بما أريد .

ديلا : لاتقلق سنذهب معك اخى ونساعدك...