سعود جالس في العزبه مع الراعي يحس بحزن ووحده
والسبب بعده عن البيت ، البيت اللي كبر فيه بينهم وقاسمهم كل شي بحب ونفس طيبه من غير زعل او كره او حتى افكار مالها اساس من الصحه
اعتبروه اخوهم الصغير اللي جابته امهم
وهو اعتبرهم خواته واهله بس للاسف تغير الحال بعد زواجهن وانجابهن مع انه متاكد مابدر منه شي يسبب هذا التغيير ، هو للحين يحب اطفالهم ويحرص على اللعب معهم واخذهم للعزبه والبقاله ، حتى انه كان يجمع مصروفه علشان يشتري لهم اللي يبغونه ، اشتري للعيال بلاستيشن
والبنات جاب مراجيح وعلقها في الحوش
كانو ابو مناحي يهاوشه دائمه لانه يخسر فلوسه على الخرابيط مثل مايقول
وسعود يرد عليه : جدي اذا انا خالهم ما دلعتهم من بيدلعهم ، بعدين وش اسوي في الفلوس وانا عايش بين الناس مجهول ولا تنسي انها في النهاية فلوسك
ابو مناحي بحده : وش هالكلام ياولدي هذه فلوسك تعبك معي وانت ولدي مولزوم مني
سعود بحزن : الله يجزاك خير والله انك مفضل على ، بس الله يعيني على برك ، وياخذ حقي ممن ظلمني
كان ابو مناحي يسكت لانه يحس بالحرقه والقهر اللي في صدر سعود
للاسف بعض الاحفاد كبروا وصار تاثير ابائهم عليهم واضح وبدوا يكرهون سعود ويغارون من حب ابو مناحي له
وكانو خايفين ان ابو مناحي يكتب له شي باسمه لكذا يحرضون حريمهم بنات ابو مناحي عليه
سعود طول عمره ضحية كيد وطمع وحب تملك
وهذا الشي بداء معه من اول حياته ، بعد ما توفي ابوه يوم كان عمره ست سنوات وقتها سعود ما كان فاهم الموت ولا فاهم حزن امه على ابوه ، كان يظن ابوه مسافر مثل كل مره ، لكذا كان دائما يسال عنه امه ، وصديق ابوه وشريكه او فارس ، اللي كان يعامله بحنيه وحب لدرجه حس سعود انه ابوه
اسلوب ابو فارس وتعامله مع سعود هو السبب ان امه ترضي تتزوجه بعد سنه من وفاة ابو سعود
ابو فارس عاش معهم في قصرهم وكان يروح كل يومين لبيته الثاني عند زوجته ام فارس وعيالها ويرجع بعد يومين ، ابو فارس كان مغرق سعود بالهدايا والالعاب والحب ،، وام سعود مبسوطه كثير عليه وكانت دائما تشكره
وهو يقول : حبيبتي فدوه سعود مثل عيالي ولا تنسين انه ولد صديقي الغالي وتاكدي اني بحرص عليه وعلى ورثه مثلي حرصي على فلوس عيالي
لكن ابو فارس معاد يقدر يمثل اكثر من كذا لانه بعد سنتين من الزواج بداء يتغير ويصرخ ويعصب على سعود وامه
وكان عذره الدائما : انت ما تثقين فيني ، لكذا التجار مايحترموني ولا يتعاملون معي ، كلهم يقلون لي انت زوج ام سعود ،، فدوه انا رجال والزم ماعلى كرامتي ،، كل المطلوب منك توقعين توكيل عام علشان اقدر اتصرف من غير ما اكلمك او اطلبك تجين لشركه بعدين انا اغار عليك من عيونهم ، انت يا قلبي ما تعرفين تفكير الرجال هيا حبيبتي لا تزعليني
بس ام سعود ما كانت مقتنعه كثير في طلب ابو فارس لكذا كانت ترفض كل مره ولا تتاثر في كلامه الحلو ابدا لانها تعتبر ان ورث سعود حقه وهو اولا يتصرف فيه وخايفه انه يضيع من غير ما يحس ،، ابو فارس ما استحمل الرفض وصار يستخدم العنف معها ،، كان يضربها ويحبسها ومع هذه كانت تستحمل وتصر على الرفض حتى استخدم معها اقسي طريقه وهو ابعاد سعود عنها ،اخذ سعود لبيته الاول مع عياله علشان يخوفها عليه ، ام فارس وعيالها ماقصروا مع سعود في الضرب والتعذيب والحبس
ام سعود خافت من تهديد ابو فارس خاصه انه قال لها : يمكن سعود يطلع من البيت ويضيع او يخطف وقتها انت المسؤله
ام سعود رضخت له بعد ما وعدها انه راح يتركها تعيش مع ولدها بسلام ، وطبعا كان يكذب ، اول ما اخذ التوكيل حول كل الاملاك باسمه
وجاب زوجته الاوله وعيالها للقصر ، ورجع حبس سعود وامه في الطابق الثالث في جناح الخدم
سعود كان وقتها عمره ( ٨ سنوات ) وكان يحاول قد ما يقدر يساعد امه ويحميها من ضرب ابو فارس لها وكان يستحمل ضربه علشانها ، علشان ماتحزن او تتضايق بس للاسف ابو فارس ماكان يرحمه ابد واستمر في ظلمه لهم
بدات ام سعود تمرض بسبب الحزن والقهر والتعذيب وتانيب الضمير لانها انخدعت فيه وتزوجته وامنته على نفسها وولدها
سعود كان يهتم في امه ويحرص انها تاكل وكان يترجي ابو فارس ياخذها للمستشفي بس كان يرفض ويكتفي انه يجيب لها مسكن
ام سعود كانت قبل ما تنام كل ليله تصلي وتدعي ربها ان ينصرها هي وولدها على ابو فارس
سعود كان يسمع دعواتها اللي تخالطها شهقات الالم وانات العذاب وزفرات القهر فيقول لها : ماما لا تزعلين واصبري والله لاخذ حقنا منه اذا كبرت بس انت الحين لا تتعبين او تبكين ، انا بكبر بكره و وراح اوريه والله لذوقه من نفس الكاس اللي اعطانا
ام سعود بخوف : لا ، لا يا سعود لا يا حبيبي اياك تسوي شي خلو وربي حبيبي بياخذ حقنا منه ، انت بس خلك معي ولا تهتم له
سعود : طيب وانت كمان خليك معي يكفي اننا مع بعض
وبعد مرور سنتين على هذا الوضع ، في يوم صحى سعود من النوم وشاف امه نايمه ، تركها علشان ترتاح اكثر لانها اكيد تعبانه من السهر ، بس امه طولت كثير ما صحت وبداء القلق يسيطر على قلبه الصغير اللي كبره الحزن والظلم والظيم قرب سعود من امه وبداء يناديها بس هي ماترد عليه مد يده ومسك كتفها يهزه : ماما ،، هيا قومي انت ما اكلتي شي ماما قومي هيا انا طفشت لوحدي ،، هيا خلينا ندرس انا حفظت جدول الضرب
ام سعود ما تحركت ولا ردت على ولدها اللي يترجاها تقوم
فز سعود والدموع تغرق وجهه وصار يضرب في الباب بقوه وهو يناديهم : عمي ابو فارس افتح الباب امي تعبانه ،، خاله افتحي الباب بالله امي ما تتحرك الله يخليكم افتحوا الباب ،، افتحوا تكفون
ما احد رد عليه ولا احد فتح الباب اللي تورمت يدينه وهو يدق عليه ومر يومين وسعود ينام بجنب امه اللي صار حسمها بارد مره ،
سعود في هذا الوقت كان يتمني الموت علشان عارف ان بعد امه راح يتعذب اكثر ويكون وحيد
بعد يومين فتح ابو فارس الباب وانصدم يوم عرف انها ميته ،، شالها واخذها لوحده من الغرف ودق على الاسعاف وصلت الاسعاف والشرطه وكان ابو فارس يمثل دور الزوج المفجوع على فقد زوجته والحزين على الحال اللي وصلت له ، وكان عنده عذر جاهز ، انه كان مسافر مع زوجته الاوله وعياله لطائف ، وللاسف ما كشف عليها وسجل سبب الوفاة سكته
بو فارس قال انها كانت حزينه على ولدها اللي انخطف وكان مقدم بلاغ قبل سبع اشهر ان سعود مختفي وبكذا قدر ابو فارس ينقذ نفسه ويطلع برئ من جريمة وفاة ام سعود
ابو فارس طلب من ابو مناحي اللي يشتغل حارس امن في الشركه ياخذ سعود لديرته وهدده انه راح يخطف بناته الثلاث لو بلغ او تكلم وطبعا ماكانت الطرق وقتها مراقبه بكامرات مثل حاليا
وفي الديرة عاش سعود من غير اوراق اثبات لوجوده وتسجلت قضية اختفائه من ظمن القضايا الغير محلوله
سعود كان عمره وقتها ١١ سنه ، صح عاش مبسوط ومرتاح معهم بس كان داخله غضب وقهر على ابو فارس وكان يخطط انه ينتقم منه وياخذ بحقه وحق امه منه كان كل ليل يصور له عقله طريقه للانتقام ويتخيل انه ينفذها
سعود اول ماوصل الديره كان يعاني من الاحلام والكوابيس المزعجه وكانت ام مناحي تنومه قريب منها علشان تنتبه لها ، وبعد ماكبر خفت هذه الكوابيس وصارت تجيه في فترات متباعده ،، سعود مازالت صورة امه المتوفيه عالقه في عقله كان مقهور ان اغلب ذكرياته معها شوهها ابو فارس بتعذيبه وحبسه لهم
سعود كان يحاول في ابو مناحي يساعده وياخذه لمكه او يروح معه لمركز الشرطه لانه ما كان يعرف عن التهديد اللي تعرض له ابو مناحي بس يوم كبر عرف وفهم وسكت عنه بس في داخله كان يخطط ان يحصل عليها مهما كان
ابو مناحي كان ينتظر بناته يكبرون ويكونون مع ازواج اكفاء يحمونهم ويحرصون عليهم ، بس للاسف ازواج بناته حطوا سعود في بالهم وبدوا يحرضون بنات عليه وهو متضايق بس مايقدر يسوي شي
سعود كان يشوف ان معاملتهن له تغيرت بس ما كان يبغى يحسس ابو مناحي و ام مناحي انه زعلان او متضايق علشان مايزعلون وياخذون بخاطرهم على بناتهم ، لكذا كان سعود يبعد عن للبيت ويقعد في العزبه في كل عطله
أنت تقرأ
وصي خيالك يجيني لا يخليني
Romanceهناك كلمات تسجننا في عمق الظلام وتترك اثر داخلنا لا يمحي ،، وهناك طيوف تشلنا لنور وتشفي جميع الجروح