وصي خيالك يجيني لا يخليني

السادس عشر

طلع سعود من شقته قبل صلاة الفجر لانه يبغى يصلي في الحرم المكي بما ان محاظراته تبدا الساعه تسعه فمعه وقت يروح للحرم ، ركب سيارته اللي موقفها وراء العماره ، واول ما اشتغل النور انتبه لواحد منسدح على الارض  وكان مغطي وجهه بشماغه ، تافف سعود ونزل من السياره علشان يطرده هو متعود كثير على المتشردين والشحاذين اللي ينامون حول العماره وبعدين يزعجون المستاجرين او يسرقونهم ، قرب منه وبدا ينادي عليه : هيه صديق  قوم ،، يلا قوم
فز النايم وواقف بسرعه عجيبه خوفت سعود اللي رجع وراء وهو يستعد للهجوم منه : شوي شوي ، بسم الله ، مافي خوف صديق
انتبه سعود لملابس النايم البايده وتاكد ان متشرد من الاجانب اللي يجون للعمره او الحج ويتخلفون في البلد
سعود : صديق ليش فيه نوم هنا مافيه مكان انت
فك الشماغ اللي كان متلطم فيه وقال بصوته الجهوري المميز : وش دخلك
سعود باستغراب : سعودي
تجاهله متعب وانحني ياخذ شنطته علقها على كتفه وحاول يبعد لكن سعود مسكه يوقفه نفض متعب يده وقال بحده : لا تلمسني
سعود بحده : ليش نايم هنا
رفع متعب حاجبه وقال باستهزاء : ليش نايم انا في شارع ابوك
سعود بصوت مليان شر وتهديد : ايه هذه عمارتي و نومك هنا يزعجني ، انقلع نام في مكان ثاني لا اتصرف معك تصرف مايعجبك
قرب متعب وقال باستفزاز : وش بتسوي يعني
مسك سعود ياقة ثوبه وسحبه له بعدين دفه بقوه على الجدار وضرب فيه متعب وقال : اقول انقلع يلا من هنا
قرب متعب منه وهو ناوي يضربه لكنه انصدم يوم شافه يركض متعديه ، لف بعصبيه ولحقه علشان يضربه بعدين انتبه ان فيه حرمه تركض في الشارع وهي تصرخ وكانت شايله طفل بين يدينها ووراها طفل ثاني يركض ، متعب من غير تردد ركض هو الثاني لها
وصل سعود اول وشال البنت اللي تركض وراء امها قبل تصدمها سيارة اول ماشافتهم الام اركضت له وهي تصيح : بنتي بنتي الله يخليكم ساعدني
وصل متعب واخذ البنت منها كانت البنت فاقده الوعي ولا تتنفس
سعود : اركبي السيارة بسرعه
ركض سعود لسيارته وتعلقت الطفله في ارقبته وهي تبكي
الام قالت لمتعب : ولدي ولدي تركته داخل مايقدر يمشي
واشرت على العماره
متعب قرب من سعود واخذ البنت منه  : جيب الولد مع امه بسرعه
دخل متعب السيارة و الطفله التعبانه في حضنه والثانيه بجنبه تبكي
ضرب متعب على ظهرها بخفيف وهزها يحاول انها تتنفس او تصحى ، لحظات وجاء سعود يركض وهو شايل ولد والام  وراهم ، اركبوا السيارة وراحو اقرب مستشفي
دخلت الام مع بنتها المريضه وسعود دخل معها وجلس متعب مع الولد والبنت اللي كانت تبكي وكان يحاول يهديها بس هي رافضه يمسكها
الولد بصوت باكي : سمو خلاص اسكتي الحين تجي ماما
متعب علشان يهديها قال : الله اسمك سمو مره حلو اسمك وانت حلوه بعد
هزت سمو راسها وهي تبتسم بخجل ، وابتسم متعب ( ما يجيب راسكم غير المدح )
التفت لغسان وسال : وانت
الولد : غسان واختي المريضه مجد وماما اسمها
متعب : هيه ، خلاص ، خلاص ، لا تقول اسم امك
غسان : انت وش اسمك
متعب : انا اسمي متعب
طلع سعود وفز متعب وتوجهه له وسال بقلق : وش صار
سعود : الحمدالله فاقت بس يمكن يحولونها لمستشفي الاطفال علشان يسوون لها كشف اعمق
عقد متعب حواجبه وهمس علشان ما يسمعه غسان : ليش حالتها خطره
رفع سعود اكتافه : مدري وش فيها ، الدكتور هنا دايخ مايعرف شي واضح البنت تعبانه والام خايفه مره
ناظر سعود في غسان وسال : تعرف رقم احد من اهلكم
غسان والخوف واضح في ملامحه الطفوليه : لا ، اصلا ، اعمامي طردوا ماما وجدتي تكرهنا
ناظر متعب مصدوم من كلامه كيف يطردونه سال : وين ابوك
غسان : ابوي مات
نظر متعب في سعود اللي هز راسه بقهر وسال : وش نسوي فيهم
سعود : برجع داخل عند الام يمكن تعرف احد
بس سعود وقف لان سمو تعلقت فيه وصارت تصيح وهو ماقدر يهديها
طلعت يسرى على صراخ سمو اللي ملا المكان واخذتها من سعود اللي كان متورط فيها وفي حركاتها الكثيره : عيب ياماما خلاص ، خليك شاطره
سمو : ابغى اروح معك
سعود : كيف بنتك
يسرى : الاسعاف راح تاخذنا الحين بس اطفالي الباقين كيف
سعود : ولا يهمك انت روحي معهم وحنا نلحقك
يسرى : اطفالي امانه عندكم انا مالي احد في الدنيا غيرهم
سعود : ولا يهمك يا ام
يسرى : ام غسان ، وهذه سمو واللي داخل مجد
سعود عرف بنفسه واشر لمتعب : وهذا
كان يبغى متعب يقول اسمه لانه ما يعرفه قال متعب اسمه بصوت واطي وراح جلس بجنب غسان