عشرون

1K 27 54
                                    


تطق الباب بخوف وصوت باكي : متعب افتح الباب تكفي
ومتعب جالس على الارض و رافع ركبه وساند كوعه عليه و يدينه تخلل شعره المبلول والدموع تغرق وجهه
مرام : متعب تكفي رد على والله لدق على ابوي
متعب عض على شفايفه يسيطر على صوته المهزوز بس عجز ينطق لان عبرته سبقت كلماته
مرام تطق الباب وترجع تناديه بخوف وندم انها استقبلت هنا وسالتها وهي تشوف ظل متعب واقف برا : متعب
متعب خيرا نطق : ما فيني شي خليني لوحدي
مرام : ماني مخليتك حتى تفتح الباب ، الله يخليك افتح الباب
مد ارجوله بعجز : مرام خلاص روحي مافيني شي والله
متعب يكذب كالعاده علشان ما يخوفهم ولا هو حاليا يحس قلبه بيوقف من شدة الالم
مرام : على الاقل افسخ ملابسك المبلله لا تمرض
مسح متعب وجهه ورفع الشعر عن عيونه : طيب بس انت اتركيني 
وضاف بصوت واطي : اتركيني في همي اللي هد حيلي لا هو يذبحني ويريحني ولا يتركني اعيش مرتاح
متعب مو قادر يستوعب اللي سمعه الليله من هنا ، هنا اللي عاش ايام و في داخله مو مصدق سالفه زواجها ، حتى بعد ماشافها ذاك اليوم تدخل بيت اهل زوجها وعرف من هو زوجها كان عقله ينكر لان قلبه يوهمه انها بترجع له يوم ، بس بعد الكلام اللي قالته لمرام ، تاكد قلبه انها تزوجت وحرمت عليه طول عمره ، مع انه طلقها الا انها كان يظنها بترجع له اذا طلع من السجن
مرام : متعب اخوي نور عيني افتح الباب تعال معي المطبخ بسوي لك كبسه
متعب بحده : ما ابغى شي يا مرام انت ليش ما تفهمين
ضرب صدره ورجع يهمس : ما احد يفهمني حتى هي لكذا سمحت لهم ياخذونها مني
متعب ارجعت له ذكري محكمة طلاقه وكيف انها وقفت قدامهم و طلبت الطلاق  وهم كانو يناظرون فيه والفرح في وجيههم  والشماته في عيونهم
وقتها متعب تمني يرجع بالزمن ويغرقون في البحر علشان ما يصير له اللي صار
متعب كان كل يوم يسترجع حياته معها و يتذكر اخطائه وعرف وقتها انه اخطي كثير في حق هنا بس هو ما كان يقصد هو كان ما يعرف كيف يتعامل معها ، هم زوجوه صغير وجاهل وزرعوا في عقله فكره وحده انها حلالك وان لك حق عندها لازم تاخذه منها لو بالغصب ، وهو وقتها مايدري وش صار له هو انجرف وراء مشاعر ورغبات اول مره يعرفها ويحس فيها ما كان يفكر الا في نفسه في ذاك الوقت ، بس بعد ما انتهى ندم كثير لدرجه حس بالم في قلبه خاصه بعد ماسمع صوتها تبكي في الحمام ، وقتها متعب صار يشد في شعره مو عارف وش يسوي هل يدخل عندها ويعتذر لها او يتجاهل اللي صار ، انسدح متعب ينتظرها تطلع بس ماقدر يكلمها بعد ما طلعت لان السانه انعقد بعد ماشاف وجهها احمر من البكاء وعيونها منتفخه
متعب وقتها تذكر انه ما شافها زين بسبب الظلام ، بس في اليوم الثاني يوم شافها انفتن فيها لدرجه معاد يقدر يبعد عنا ، هو حبها وعشقها بس ماعرف يعبر ولا يتكلم ، وهي كرهته لانها من اول فرصه تركته ، هي ما تركته بس ، هي تزوجت وابعدت وهو كان يحلم في حياة تجمعهم واليوم انجبر يسمعها تتكلم عن زوجها وعن حبهم
ارجعت مرام تناديه وتنهد متعب وقام وفتح الباب
مرام تناظر في وجهه المهموم وملابسه المبلوله مدت يدها تبغى تمسكه بس هو رجع
ومرام كانت تبغى تعتذر له عن اللي سوته بس ماقدرت وقالت : افسخ ملابسك لا تمرض
هز متعب راسه وسكر الباب وفسخ ملابسه واخذ من الملابس المرميه في الارض لان هنا بعثرت الدولاب ورمت كل شي على الارض ومتعب ما فكر يرجعها وتركها مكانه
طقت مرام الباب : ادخل متعب
متعب انسدح وتلحف : ادخلي
دخلت مرام ووقفت قريب منه وسالت : تبغى شي اجيب لك شي
متعب بحسره : ما قلت لها مع اني اول من حبها حاولت بس كانت الكلمه تنشب في حلقي ، كيف هو قالها بسهوله ، يمكن لان كان معه وقت انا ماكان معي وقت لاني ضيعت في اشياء  غبيه
سكت متعب وضرب على صدره : اخخخ يا مرام ليتها ما ارجعت و بقيت عايش على امل كذاب
مرام : ليش طلقتها ليش مارفضت وتمسكت فيها ليش ما هاوشتهم ودافعت عن حبك قدامهم ليش سكت وقتها
متعب بقهر : هي ، هي
سكت متعب لان عقله رجع له ذكريات يوم محكمة طلاقهم
متعب واقف قدام القاضي وعيون عمه كلها كره اما عبدالرحمن كان راسم ابتسامه تقهر على وجهه وابو عناد نظراته فيها خبث يخوف ، اما ابوه وعمه ابو سطام جلسوا ساكتين وهم يشوفونه ينذبح قدامهم ، مع هذا ما كان مهتم الا في هنا اللي واقفه بينهم وعيونها معلقه عليه بس هو ماقدر يناظر فيها لانه مقهور من نفسه بدل ما يتكلم معها ويقنعها تغير رايها هجم عليها و اذاها بس هو وقتها ما كان في عقله ما تحمل تروح منه بهذه السهوله
نطق بصوت مهزوز : هنا انت طالق
سحبه العسكري وطلعه برا وهو بالقوه ماسك نفسه لا يطيح على الارض غمض عيونه يبغى يوقف الوقت لانه مو قادر يتخيل اللي صار ولا قادر يتجاوزه هو باقي ماتعافي من فقد سعد وخيانة راضي وفهد ، خوياه اللي كان يسهر في السجن علشان يحرسهم لانه خايف احد من عيال الديره او المساجين يغدر فيهم خاصه بعد ماعرف ان حسين حالته حرجه ودخل غيبوبه بسبب نقص الاكسجين اللي سبب له تلف في اعصاب راسه وضمور في الرئه ، وكان يدافع عنهم اذا احد حاول يقرب منهم وياكثر ما تجمعوا عليه وضربوه علشانهم ، لكن للاسف تضحيته راحت خساره مثل ماراح حبه لهنا خساره ، هي بعد غرست سكين الغدر في قلبه و طلبت قدامهم كلهم الطلاق ولا اهتمت له يوم ترجاها وبكاء بضعف قدامهم
كان العسكري يقود متعب علشان يرجعه لسجن تذكر انه ماقال لها كلمه احبك ولا مره و كان يبغى يرجع يقوله لها لان داخله صوت يقول ( ارجع قول لها يا متعب ولا بيصير شي اكبر )
لكن العسكري رفض للاسف ومتعب كان خايف تروح قبل يقول لها فصرخ من قهره والعسكري يجره
وقتها متعب رجع السجن مثل المجنون مو مصدق ان هنا خلاص معاد هي زوجته ولا حبيبته اللي يحلم في شوفها  ويحلم بحياة معها وانهار اسبوعين قضاها في مستوصف السجن طايح رافض الاكل وشرب العلاج رافض العيش من غيرها ، وقتها طبيب السجن ارحمه واعطاه جواله علشان يدق عليها ويكلمها يمكن ترضي ترجع له بس حصل الجوال معلق ، فارسل لها رساله ( هنا ،، انا متعب ،، كيفك وكيف صحتك ابغى اكلمك ردي على بالله )
متعب كان يكتب بتردد لانه ما يبغى يبين لها ضعفه ، استمر يرسل واستمر جوالها مقفل ، بعدها اكتفي يسال مرام عنها بس الثانيه كانت تقهره ولا تعلمه عنها ابد مهما سال
وقتها طبيب السجن اعطاه نصيحه ( متعب انت لازم تتغير و تصير انسان ثاني علشان اذا طلبت ترجعها ترضي فيك )
ومن يومها متعب تغير شد حيله ونجح و حافظ على صلاته كله علشانها ، بس هو طلع ولا حصلها تنتظره مثل ما طلب منها

وصي خيالك يجيني لا يخليني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن