أنفاس الشتاء

-③-

بعد مرور سنين طويلة البعض تغير للأحسن اما البعض الاخر تغير للأسوء البلدة تبقى كما هي شتوية فاتنة بحلتها الطبيعية المطلة للجبال ، جمالها ولا في الخيال تجذبك طريقة بناء البيوت الخشبية و البعض منها من صخر متسلسة بشكل مرتب كلما تعمقت فيها تجد بأنك ستقع في حب هذا المكان . لكن جميع من فيها مختلف للغاية حيث الرجال اسيادها ظنا منهم بأنهم الأفضل عن الكيد العظيم الذي لولاهم لن يكونوا موجودين ولن يكونوا ابدا لولاهم انهم ناقصين من دونهم لكنهم كاملين من دونهم ، دائما ما تأدي نساء البلدة جميع الأعمال الشاقة اختصر الأمر هيثم فهو يتاجر بهن بشكل علني و يظن بأنه سوف يكون صاحب السلطة ولا يستطيع اي احد الوقوف أمامه .

يمشي بكل غرور متجه ليتحدث أمام مجلس البلدة حيث يناقشون جميع القضايا المتعلقة بهم ، ينظر إلى جميع الأعضاء بنصف عين ليبدأ بالحديث بكل ثقة لم يتغير ابدا ماكر و مخادع هيئته فقط تخبرك بكامل الأوصاف : تحياتي لالكم سمعت كل يلي حكيتوا عنوا عن نسوان بس ما بهمني هاد بيكون شغلي بعدين لكون صريح معكم تهمني بس سيادتكم عن دخل الأرباح عطول للبلدة حاجة تقوليلي لساتهم صغار لك عمرهم 15 و 14 سنة بمتل سنهم ولدتني امي و ليكني هلا عم احكي معكم ..

بقي الجميع سامت فالقرار يعود إلى عمه الذي استولى على سلطة المجلس كان سمين البنية و اناني من نفس طينة هيثم لا يفرق عنه ابدا ، كان يحك لحيته التي يغطيها الشيب لينظر ناحية الجميع ليتحدث اخيرا : بعد تفكير مطول لقيت انو حكي ابن أخي صحيح مارح نتغير بنهاية نصكم عم يروح ليتسلى بالملهى الخاص فيه وأما بخصوص صياعتك يلي مالها داعي بخصوص الاديان مابدي مواعض هيثم كلنا مختلفين يلي سني سني و يلي شيعي شيعي و يلي مسيحي مسيحي ما في فرق كلنا واحد بس من ناحية الزواج مو مسموح مابدنا مشاكل صح يا البابا دانيال ..
_ صح حكيك بتفق هون نحنا بنعرف انو كلنا مختلفين من هي ناحية بس نحنا ايد واحدة بهي ناحية بس نحنا عم نطالب من انو ابن اخوك يبطل افتعال المجازر هاد كمان مو مسموح بظن سيد محسن وين الإنسانية..
قهقه بصوت عالي ليقف ليتحدث ليرتشف مشروبه : واثق ثقة عمياء بهاد الأسد القصة لما تكون شرف او اي شيء سفك دماء رح يصير رح يصير لذكركم بس المكان يلي انبنت عليها هي البلدة هو بإسم آل حسام مين فيكم عندو اعتراض هلا ..

وقف الشيخ عبد الله ليتحدث بحدة و بجدية لينظر الجميع اليه : وين العدل هون محسن يلي عم تحكي عنو طول الوقت ابن اخوك يلي عم تحكي عنو هو يلي تسبب بمقتل ابني بالانتخابات بفضل لو اجتني رسالة تطردني من المجلس ولا لاني اخسر ابني الوحيد ..
كانت هيثم يستهزئ بكلامها كان منشغل بحك اذنه كنوع من الاستخفاف و عدم المبالة ، تنهد محسن لينفعل بدوره بسبب الحكي الموجه و كون الجميع في صفه : عبد الله شو عم تحكي عندك شيء دليل انو هيثم عمل هيك ماعندك بعدين الموضوع صرلوا سنين بعلن عن نهاية الاجتماع خلصت ...