-⑬-

219 19 10
                                    

كلما نظرت إليهما نبض قلبها بألم لم يسبق لها و أن ذاقته ، شعور الغيرة يمزقها لم تتوقع يوما بأنها قد ينتابها إحساس مثله . تمالكت نفسها بهدوء لتقرر مغادرة أدراجها وإذا بها تمشي لتشعر بدموعها تسيل دون سابق إنذار ، استنشقت الهواء البارد محادثة نفسها و هي تفكر : ( كيف يعني معقول في علاقة بينو و بين مريم لا لا مستحيل ليش عم حس هيك بالغيرة ليش ماني قادرة شوفها مع غيري شكلوا لازم اتقبل حقيقة مشاعري اتجاهها ، مريم بتحس بهيك شعور لما تشوفني مع علي وأنا مالي خبر وأنا بخبرها اذا هي بخير تبتسم بوشي ولا تبين لي بشيء مابحب تحس بالوجع لأنو رح حس فيه أضعاف مضاعفة )..
بينما هي تمشي بهدوء لمحت من بعيد علي و هو فوق حصان اسود متجها ناحيتها يبتسم بعفوية ، حينما وصل إليها نزل بهدوء بينما ينظر إليها بأعين لامعة مليئة بالشوق و الحب اقترب إليها محادثا إياها بلطف لكن هي سرعان ما رأته مسحت دموعها بسرعة : _ زينب شو هي صدفة الحلوة ما توقعت لاقيكي بطريقي خبريني أنت منيحة ؟ ..
بقيت تنظر على الأرض التي يكسوها الثلج بأجمل حلة بيضاء تشع من نور الشمس ، بينما هو غارق في تفاصيل وجهها لترد عليه بنبرة هادئة و مختصرة لان تفكيرها كله فيما رأته : _منيحة لا تشغل بالك بالمرة..
_ عنجد ليش عم حس بالعكس لكان طب اتطلعي فيني عالقليلة زينب هوو اشتقتلك شتقتلك كتير ..

بينما هي تحادثه لم تتوقع وقوع العكس حيث أن مريم تراقبهم من بعيد بينما هي فوق حصانها الأبيض ، تنهدت بينما هي تحاول تمالك نفسها لتقرر التدخل فهي من النوع الذي لا يستطيع إخفاء غيرته . لم تعرف زينب كيف ترد عليه لتجد فجأة مريم تقاطع الحديث الذي بينهما : أوو سلام عليكم بعتذر على المقاطعة كيفكم يا جماعة اهلين زينب شتقتلك ياروحي كنت بطريقي لألك ضاق خلقي قلت اجي لعندك ..
ابتسم لها علي بخفة ليرد : وعليكم السلام و رحمة الله تعالى وبركاته اهلين بحفيدة شيخنا نورتي لكان رح اتركم مع بعض عندي شغل لازم خلصوا ديروا بالكم عحالكم يا حلوين..
بعد أن عاد فوق خيله سمع فجأة زينب ترد عليها بطريقة مليئة بالمشاعر : وأنا شتقتلك كتير عفكرة مابدي يمر نهاري من غير وجودك و مابحب تكوني عم تقضي وقتك مع غيري ( ليش منفعلة هيك حضرتي لازم امسك حالي عالقليلة هدي حالك زينب شو عم تخبصي هدي فعلا معها حق كاترين طلع الموضوع مو مجرد شقفة مشاعر طلع في أعظم من هيك )..

تغيرت ملامحه لينطلق بسرعة ناحية مشغله في الطاحونة بعد أن رأت مريم كونه ابتعد من هناك  نزلت فوق حصانها بهدوء بينما نظراتها موجهة بشوق و غيرة ناحية الفتاة التي تخطف الأنفاس بنظرة واحدة ، تنهدت لتنظر إليها بهدوء بعد أن اقتربت بضع خطوات لتستغرب من ملامحها المتغيرة فجأة : _طب زينب فيكي شيء مبينة مو على بعضك هو علي حكالك شيء ضايقك ؟!..
حاولت أبعاد عينيها عنها لترد بصوت خافت : ولاشيء بس افتقدت و صايرة ماعم تجي نتسكع ..
_ عنجد هاد هو سبب مو شغلة تانية عم حس في شيء معين مبينة مشتتة و عم تفكري بكتير شغلات تطلعي فيني لشوف زينب مافي حدا بيعرفك و بحس فيكي أكتر مني ماهيك ؟!..
رفعت رأسها بهدوء لتلمع عينيها لترد عليها : من صغر و نحنا مرتبطين ببعض بقصد انو هيك متعودين على بعض بس لا تشغلي بالك اتوقع لازم روح ..
حاولت إمساك دموعها و الفرار منها لكي لا تلاحظ ملامح وجهها لكن مريم لحقت فيها لتلفها ناحيتها لتقوم بمعانقتها بقوة لتشعر زينب بنوع من الدفئ بينما رآسها في جانبها الأيسر بقيت تستمتع إلى نبضات قلبها المتسارعة لتمسح دموعها بسرعة لكي لا تراهما ، شعرت بشعور لم يسبق لها و أن حست به كأن مريم تحتويها بكل ما فيها من حنية و حب و كأنها تخبرها بأنها معها دائما ولن تتركها مطلقا ..













أنفاس الشتاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن